المقدمة:
...فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب (18)
في عالم اليوم الذي يعتبر عصر التواصل وانفجار المعلومات، تصل المعلومات وتعرض العقائد على الناس بطرق مختلفة وأساليب متعددة. في هذا الإطار يلاحظ بأن العديد من المدارس الدينية كالاسلام وبفرقها المتعددة (الشيعية والسنية) وكذلك المسيحية واليهودية والبودائية والزردوشتية إضافة إلى فرق استعمارية وصهيونية منها البهائية وكذلك العديد من المدارس القكرية المؤسسة حديثا، يلاحظ بأنها تروج إعلاميا ودعائيا لافكارها في كل انحاء العالم بهدف كسب النس والرأي العام.
في هذا الوسط، لو تم التبليغ لإسلامنا العزيز كما سلك في هذا الإطار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وكذلك الائمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لكان من البديهي ان نرى دخول أعداد غفيرة من البشر إلى دين الإسلام، ولانرى بقاء أي معارض لللإسلام إلا اولئك المعاندين والمنافقين.
لكن من جهة أحرى، يلاحظ كثرة المخالفين للمذهب الشيعي بسبب خوفهم من خسارة منافعهم ومصالحهم. حيث فرض عليهم ذلك ان يقف واحدهم إلى جنب الآخر وتعبئة كافة امكاناتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لمواجهة الشيعة، ولحظة بعد أخرى زادوا ويزيدون من امكاناتهم وفي هذا السياق، قاموا بتوظيف كافة امكاناتهم منها وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية والفضائية والمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات والصفحات الممغنطة CD فضلا الاستفادة من أساليب الإرعاب والتهديد والاغتيال والهجمات الانتحارية حيث تم توظيف هذه الامكانيات بشكل تام. والسؤال المطروح: هل تعرضت أي واحدة من المذاهب الأخرى إلى هذا الهجوم الشرس الذي تعرض له مذهب التشيع؟ بالتأكيد الجواب هو كلا، حيث ان مذهب التشيع والمتمسكين به من الموالين الحقيقيين للنبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع)، لان هؤلاء وعلى مر عصور التاريخ لم يخضعوا إلى أية قوة استعمارية ومعادية أو ان يخضعوا لأي سلطة استعمارية مهما كانت قدرتها. في المقابل وللأسف خضعت بقية الفرق المذهبية الأخرى وبأي شكل كان إلى سلطة الاستعمار. وفي هذا الإطار تعتبر (الوهابية) النموذج البارز لهذا العداء فقد ـسست بريطانيا والصهيونية هذه الفرقة حسب اعتقاد العديد من الخبراء.
قامت ألوهابية بالتخطيط لاشرس الهجمات على التشيع والشيعة وتعبئة كافة الطاقات في هذا الخصوص. في هذه الأرضية يمكن الإشارة إلى كتاب تم طبعه ونشره من قبل الدولة السعودية (مهد ومركز الوهابية) الذي تم توزيعه في السنوات الأخيرة بين حجاج بيت الله الحرام وبالأخص الحجاج الإيرانيين. وبمسمى (اسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق). ويحتوي هذا الكتاب على 180 شبهة ضد الشيعة. ويبدو للنظر بأن كل الرآسمال العلمي والفكري للوهابية يتلخص في هذا الكتاب، لأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية وكذلك المحاضرات التي تلقى في مجالسهم الخاصة ومن خلال الاستفادة من الأسئلة المطروحى في هذا الكتاب، تفوم مجتمعة بتسجيل الشبهات ضد الفكر الشيعي.
لهذا السبب، قام مركز التحقيق والأبحاث التابع لمؤسسة ميقات القرأن بنشر كتيب تحت عنوان (عشرة أجووبة لعشرة أسئلة) بمثابة رد على كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق) وجاء الرد بشكل مفصل من خلال انتخاب عشرة أسئلة من الكتاب أعلاه وتم درج الأجوبة في هذا الكتيب من قبل لجنة التحقيق والبحوث.
ونسترعي الانتباه إلى الملاحظات التالية قبل قراءة هذا الكتيب:
الأولى: بعض الأجوبة التي وردت في هذا الكتيب مأخوذة من المحاضرات التي ألقيت في مؤسسة ميثات القرأن وقام لفيف من الشباب الهواة في مؤسسة ميقات القرأن بتسجيلها على الصفحات الممغنطة CD
الملاحظة الثانية، شوهدت أسئلة قد كررت أو تشابهت في مضامينها لذلك وبهدف عدم هدر وقت القارئ الكريم تم ادغام الأسئلة المتكررة والمتشابهة والاجابة عليها في مكان واحد.
لذا نرجو من كافة قراء هذا الكتيب من إبداء ملاحظاتهم وآرائهم وإعلامنا بذلك عن طريق الكتابة أو الجضور شخصيا في المؤسسة أو التواصل معنا عن طريق البريد الإلكتروني لمؤسسة ميقات القرأن بالعنوان التالي:
www.almiqat.com
لكي يتم إجراء التنقيح والتعديل اللازم الطبعات القادمة.
في الختام نقدم جزيل الشكر إلى كل الأحبة الذين ساعدونا لإعداد هذه السلسلة من الكتب ونرجو ان يوفقهم الله عز وجل وبسدد خطواتهم.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى
لجنة التجقيق والبحوث
لمؤسسة ميقات القرآن 2011م
ملخص الشبهة 61
هل ان الله سبخانه وتعالى رضي عن كل الحاضرين في بيعة رضوان (تحت الشجرة)؟
الشبهة 61
لا يمكن للشيعة ان تنكر بيعة ابو بكر وعثمان تحت الشجرة (الرضوان) مع رسول الله (ص)، وان الله (وحسب الآية 18 من سورة الفتح)، فأن الله سبحانه وتعالى أعلن رضاه عن المبايعين وانزل السكينة ووعدهم بفتح قريب. فهل الشيعة يكذبون خبر الآية القرآنية أم أنهم يقولون لله سبحانه وتعالى أننا نعلم ما لا تعلمه؟!
جواب الشبهة 61
في بداية الجواب، علينا التوجه لما ورد في الآية 18 من سورة الفتح: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) حيث يشير (السائل) إلى الآية الشريفة أعلاه وان قدصده بان الله سبحانه وتعالى قد رضا عن كل الذين بايعوا وهم تحت الشجرة. لكن للإجابة على هذا السؤال هناك عدة ملاحظات مهمة: أولا: ان رضا الله تخص البيعة التي تمت من قبل الأشخاص الموجودين تحت الشجرة ولا تعني الرضا الأبدي منهم. ثانيا: قارب عدد الحاضرين في بيعة تحت الشجرة (رضوان) ما يقارب ألف وخمسمائة شخص، حيث ان مجموعة منهم شملتهم آية النفاق ووعدهم الله بعذاب إلهي. والسؤال هنا: هل يحتمل ان الله ورسوله يعلنون رضاهم عن مجموعة في وقت البعض منهم في جهنم يرون العذاب وقسم آخر في الجنة منعمين؟ لذلك يعلم بأن رضا الله لم تكن خاصة بالبيعة التي أعلنت (احا الشجرة) بل يشترط فيها الإيمان والعمل الصالح. يعني ان الذين كسبوا رضاية الله تعالى لهم اعتقاد قلبي بالتوحيد والنبوة، أما أولئك الذين بايعوا بدون إيمان قلبي أو لم يبايعوا ولهم إيمان، فانهم سيتعرضون إلى العذاب الإلهي.
ملخص الشبهة 62
هل تعتقد الشيعة بأن سب وشتم الخلفاء الثلاثة نوع من العبادة؟
الشبهة 62
تعتبر الشيعة بأن سب وشتم بعض أصحاب النبي (ص) هي عبادة تقربهم إلى الله تعالى، في حال لا يسب أهل السنة أي واحد من أهل البيت!
جواب الشبهة 62
ان تعتبر الشيعة السب والشتم وبالأخص سب وشتم الخلفاء الثلاثة عبادة هو اتهام وكذبة واضحة. لأن الفكر الشيعي لا يتضمن هذه الأأفكار في أي من كتبه وثقافته وكذلك تفتقد إلى وثائق مدعومة. فقط أولئك الكذابين هم الذين يلصقون هذه الاتهامات بالآخرين ويفترضون بأن أولئك من دينهم! ان كل الآيات والروايات تذم السب والشتم ولا تمتدحها أبدا. سواء كان يتعلق ذلك بالمزفقين أو المخالفين وأعداء الله والنبي (ص). أما الموضوع الذي ورد في الآيات القرآنية والروايات ومقبول من قبل الله ورسوله (ص) هي مسألة (اللعن). حيث نرى ذلك بوضوح في الآية 57 من سورة الأحزاب: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) يجدر الإشارة بانه كما ذكر سابقا فأن السب والشبم بختلف بشكل كلي عن اللعن وحتى في الأغراض. فاللعن يعني الدعاء على شخص لكي يكون بعيدا عن الرحمة الإلهية. أما السب والشتم فلهما معاني لا تتناسب مع أخلاق الإنسان وفي نفس الوقت قبيحة والتي تم ذمها في القرآن الكريم والروايات. ان الشيعة موالي النبي (ص) والغمام علي (ع) واهل البيت عليهم السلام، هل يشهد التاريخ بأنهم استفادوا من السب والشتم في مواجهة مخالفينهم. لكن الصحابة الذين قصدهم (السائل) فقد كان كل سلوكهم وتعاملهم مع أهل البيت ألم يكون مبني على عدم الاحترام؟ولعلم القراء الكرام نشير إلى بعض النماذج من ذلك: يقول ابن أبي الحديد: بخصوص قضية (فدك) تمكن الإمام علي وفاطمة الزهراء (سلام الله عليهما) ان يوجها الناس إلى ان أرض فدك قد تم غصبها من أهل البيت، وبالتالي اقتنع الناس بحجتهما. في المقابل لأنه أحس بابتعاد الناس عنه، اعتلى ابو بكر المنبر وشتم الإمام بالقول: (انما هو ثعلب شاهده ذنبه، مرب لكل فتنة هو اذي يقول كروها، جذعة بعدما هرمت يستعينون بالضغطة ويستنصرون بالنساء كا ام طحال احب إليها البغي). (شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد اج16 ص 213 – 215 ، السقيفة وفدك ، ابو بكر احمد بن عبد الرحمن الجوهري ص 104 ، ىلائل الإمامة، محمد بن جريري الطبري ص 123 -124) يقول ابن ابي الحديد في الصحفة 80 من الجزء الرابع من شرح نهج البلاغة: تعجبت من قول الخليفة هذا، لذلك سأل استاذه ابو يحيى ، نقيب جعفر بن يحيى ابن ابي زيد البصري: من الذي كنى الخليفة بكلماته هذا؟ فأجاب البصري: لم تكن كناية بل كلام صريح. فسأل ابن ابي الحديد: لو كان صريحا لما سألتك؟ فضحك البصري وقال: لقد قصد بكلامه هذا الإمام علي (ع). فقلت: كل هذا الكلام المسيئ وغير اللائق وجهه إلى الإمام علي (ع)، فقال البصري: نعم ياولدي، هذه هي الحكومة والإمارة. (بعبارة ان بعض الأشخاص وفي سبيل تحقيق أهدافهم السياسية والدنيوية يستفيدون من كافة الطرق غير اللائقة وغير الاخلاقية). (شرح نهج البلاغة ج 16 ص 215) فهل (والعياذ بالله) فاطمة الزهراء (ع) ثعلبة وشاهدها ذنبها، وان الإامام علي (ع) والعياذ بالله هو .... فهل كان من اللائق على الخليفة الأول ان يرد على طلب الحق للإمام بالسب والشتم؟!وان يسيئ إلى بيت أهل النبي (ص)؟ أما النموذج الثاني والواضح هو سب وشتم الإمام علي (ع) من قبل معاوية من على منبر المسجد. ولقد استمر هذا النهج المشين حتى زمن خلافة الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. مع ذكر هذين النموذجين، يطرح هذا السؤال نفسه: ألم يكن هؤلاء من اصحاب رسول الله (ص) سعتلون منبره ويسبون ويشتمون الإمام علي (ع)؟ وألستم انتم القائلين بان هؤلاء هم أهل بيت رسول الله (ص) تحبونهم وعن طريقهم تقتربون إلى الله تعالى؟! ياتي ذلك في وقت قال رسول الله (ص) : ( من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله)( مسند ابن حنبل ج 6 ص 223، البداية والنهاية ابن كثير ج ج7 ص 291، الغدير الأمني ج2 ص 200، - 229) وفي مكان آخر يقول: (من سب أهل بيتي فانما يرتد عن الله والإسلام ومن اذاني في عترتي فعليه لعنة الله)( الصواعق المحرقة حجر المكي) ان الواضح مما ذكر أعلاه، ان الشيعة يلعنون أعداء الله ورسوله (ص) واهل بيته (عليهم السلام)، وان السب والشتم لهؤلاء الاعداء هو امر مذموم. لذلك يجب على (السائل) الذي يزعم محبة أهل البيت بان يرد على الشتائم والسب تجاههم حيث تمت الإشارة إلى نموذجين (بسبب ضيق المجال)، ان يرد عليها.
ملخص الشبهة 63
إذا كان الأئمة يعلمون علم الغيب، فلماذا بقي الإمام الحسين (ع) في حربه بدون ولم يأتي بالماء معه؟
الشبهة 63
لو كان الأئمة يعلمون الغيب، فلماذ لم يجهز الإمام الحسين (ع) مقدار للماء ليحمله معه إلى كربلاء، ألم يعلم انه سيكون بحاجة إلى الماء هناك؟
جواب الشبهة 63
يسعى (السائل) من وراء طرحه هذا السؤال ان ينزل من شأن الإمام الحسين (ع) ان ينزل من شأنه من خلال انكاره لعلم الغيب الذي يعلم به الإمام إلى قضية العطش وتهيئة الماء قبل سفره إلى كربلاء وذلك بهدف خلق التشكيك في ذهن المخاطب! لو كان (السائل) قد طالع تاريخ كربلاء بشكل دقيق، لعلم ان الإمام الحسين (ع) قد هيئ مقادير كافية من المياه واخذها معه إلى كربلاء، لكنه جوبه مع جيش ابن زيد الرياحي الذين كانوا يعانون من العطش الشديد، فامر الإمام بإروائهم وحتى ان واحد منمهم من شدة التعب كان عاجزا عن شرب الماء فساعده الإمام الحسين (ع) بنفسه ليشرب الماء. هذا الإمام هو ابن الإمام علي (ع) الذي أغلق عليه معاوية في حرب صفين ماء الشريعة، وبعد ان فك الإمام علي هذا الحصار وسمح للطرفين بشرب الماء من النهر. أما الإمام الحسين (ع) وانصاره قد وصولوا إلى كربلاء في اليوم الثاني من محرم معانين في هذا الصحراء البيعدة عن القرى من العطش الشديد، حيث استشهد الإمام وانصاره في العاشر من محرم، لذلك فأن مقدار الماء المخؤون كان سينفذ في اي حال من الأحوال!! طذلك يجب ان نذكر بأن سلوك الأئمة إنساني وإلهي وان نعلم بأنهم لا يتبعون هذه الطرق الخبيثة (العطش) لمحاربة أعدائهم على عكس الأمويين المعروفين باستخدامهم هذه الاساليب الدنيئة في الحرب. الجدير بالذكر ان الأئمة المعصومين كانوا وبأذن الله يعلمون الغيب، إلا انهم كانوا موظفين ان يحيوا حياة عادية \، إلا في الحالات التي كان يأمر بها الله للاستفادة من علمهم ذلك.
ملخص الشبهة 64
هل ظهر المذهب الشيعي بعد وفاة رسول الله (ص)؟
الشبهة 64
لقد اكتمل الدين في حياة رسول الله (ص) وعلى خلفية نزول الآية 3 من سورة المائدة (اليوم اكملت لكم دينكم)، لذلك فأن الشيعة ظهرت بعد وفاة النبي (ص)؟!
جواب الشبهة 64
على (السائل) ان يعلم ان المذهب الذي ظهر بعد وفاة النبي (ص) هو المذهب السني والفرق المتشعبة منه وذلك في قالب سثيقة بن ساعد، حيث تمت له البرمجة من ذلك الوقت! تعني كلمتي الشيعة والتشيع بمعنى (التابع) و (المتبوعين) وظهر هذين المصطلحين والاستفادة منهما في حياة النبي (ص). ان الشيعة الاثنى عشر هم التابعون لسنة رسول الله (ص) وأهل البيت عليهم السلام، وان هدفهم الأول التمسك بالقرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة أهل البيت في المجتمع، وفي نفس الوقت إعلان مخالفتهم لكل بدعة وانحراف يظهر في الدين. في الحقيقة ان (السائل) أشار إلى آية نزلت بحق الإمام علي (ع)، حيث كان نزول الآية في يوم غدير وأمر بالوصاية والإنابة لرسول الله (ص). وفي هذا اليوم يكتمل الدين من خلال ولاية الأئمة الأطهار عليهم السلام. وأشار السويطي العالم السني المعروف في كتابه (الدرر المنثور) الجزؤ السادس ص 379 بخصوص الآية 7 من سورة البينة: (واخرج بن عساكر عن جابر بن عبد الله قوله، كنا عند رسول الله (ص) فأقبل علي، فقال النبي (ص): والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. وان آية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قد نزلت بحقه. لذلك كلما رأى أصحاب النبي (ص) الإمام علي (ع) فالوا: لقد جاء حير البرية. (معجم اوسط طبراني ج 1 ص 354، تاريخ بغداد ، خطيب البغدادي، ج 12 ص 253 ، مجمع الزوائد ميثمي ج 9 ص 173 كنز العمال ، متقي هندي ج 1 ص 223) لذلك فأن الشيعة كانت موجودة في حياة النبي (ص) وأنه استفاد من هذه الكلمة لإطلاقها على اتباع أهل البيت عليهم السلام، وان كلمة (سني) حتى لم يطلقها ولو لمرة واحدة!!!
ملخص الشبهة 65
من وجهة نظؤ الشيعة، كيف تم طرح (افك)، وهل تعتقد الشيعة بأن عائشة متهمة في هذه القضية؟
الشبهة 65
لقد انزل الله سبحانه وتعالى آية بخصوص قصة (افك) والتي تبين عفة وبراءة عائشة، لكن إلى الآن لا زال البعض م نالشيعة يتهمونها بالخيانة.
جواب الشبهة 65
مرة أخرى، اتهم (السائل) الشيعة بذنب كبير ودون ان يعرض وثائق مدعمة في هذا الخصوص. لكن لتوضيح الأمر للقراء الكرام نشير إلى بعض الملاحظات: على (السائل) ان يطالع أخبار الشيعة ليغلم كيف دافعوا عن أم المؤمنين عائشة، في وقت لو كان يريدون الهجوم عليها لاستغلوا قضية (افك) في هذا الخصووص. في هذا الصدد، يقول آية الله العظمى خوئي (رحمة الله عليه): ان آية افك قد نزلت بحق ماريا القبطية زوجة النبي (ص) حيث شككت عائشة في عفتها. أما الوثيقة الأآخرى في ان هذه الآية نزلت بحق عاشة هي قول عائشة نفسها وهو حديث ضعيف. (صراط النجاة ابو القاسم خوئي، مع هامش ميرؤا جواد تبريزي ج 1 ص 463) وياتي ذلك في وقت ان الاتهامات التي وجهت إلى عائشة كانت من جانب بعض المنافقين في زمن رسول الله (ص) منهم مسطح بن اثاثة وحسان بن ثابت وعبد الله بن الي وآخرين(صحيح بخارى ، ج6 ص 8 من الاجدزاء الستة) لذلك فقد نزلت 17 آية من القرآن الكريم تبرئ ذمة عائشة وتكذب المنافقين. تعتقد الشيعة، ان كل من يتهم نساء النبي (ص) بالتهم المختلفة وبالأخص (عائشة وحفصة) هو ليس من الشيعة وهو مذموم. فلو كان (السائل) يعتقد بالواقعية، فلماذا لم يراجع التفاسير المعتبرة، حيث ان مفسري الشيعة أكدوا على نزاهة عائشة وبراءتها. فعلى سبيل المثال يمكن مراجعة مجمع البيان ج 15 ص 120 وتفسير الميزان ج 5 ص 105 و116. في هذا السياق، نقل المرحوم طباطبائي رواية عن أهل السنة بأن النبي (ص) اعتبر باطل كل سوء ظن بعائشة، بعبارة انه سبق السنة في هذا الموضوع. ان الخلافات الموجودة بخصوص افكبين مفسرس الشيعة والسنة في ان هذه الآية نزلت بحق عائشة أم ماريا القبطية، لكن مع ذلك فأن نساء النبي (ص) ان كانت عائشة أو ماريا هما بريئتان من هذه الاتهامات. بالطبع ان الدفاع عن عائشة في هذا الموضوع لا يمكن تعميمه على سلوكها في الجوانب الأخرى، حيث ان آيات سورة التحريم واضحة في هذا الإطار من خلال كشفها أسرار الآيات القرآنية ونزولها وكذلك سلوكها في مواجهة الإمام علي (ع) في زمن خلافته. يستطيع القراء الكرام في هذا الخصوص مراجعة تفاسير أيات التحريم وتاريخ حرب الجمل وبالأخص مراجعة الكتاب القيم (شروق الولاية) للعالم الجليل جعفر سبحاني.
ملخص الشبهة 66
إذا كانت قدرة وإمكانية الأئمة متساوية، فلماذ اختار الإمام الحسن (ع) الصلح واختار الإما الحسين (ع) الحرب؟
الشبهة 66
لو كان للإمام علي (ع) وأولاده كل من الإمام حسن (ع) والإمام الحسين (ع) قدرات خارقة لمواجهة الصعوبات، فلماذا اضطر الحسن للصلح وتعرض الحسين للشدائد وقتل في كربلاء دون ان يحقق هدفه؟
جواب الشبهة 66
من وجهة نظر القرآن الكريم، للنبي (ص) معجزات منها المعراج وشق القمر ولتي تم نقلها بتواتر في كتب الأحاديث، لكن رأينا بأن هذه القدرة الخارقةلم تنفع النبي (ص) في معركة احد عندما جرح وقتل سبعين شخصا من اصحابه وانصاره أو في حرب الخندق خلال محاصرة الكفار له وحتى في صلح الحديبية فقد اضطر لمصالحة كفار قريش، وهناك العديد من النماذج الأخرى التي سجلها التاريخ حول عدم انتصاره ومواجهته العديد من المشاكل. وأما السؤال الآن: بالرغم من قدرته الخارقة لماذا لم يخرج النبي (ص) منتصرا في مواجهته كافة الصعوبات والمشاكل؟! ان المعنى من الانتصار من وجهة نظر (السائل) هو الانتصار (الظاهري)، والآن نذهب إلى ابعد من ذلك ونسأل لماذا لم يدافع الله سبحانه وتعالى عن الكعبة عندما هاجمها يزيد بن معاوية ولم يقف أمام هجوم هذا المملعون؟! فهل ان الله سبحانه وتعالى لا يملك قدرة خارقة؟! وعلى مر التاريخ، لماذا لم يدافع الله سبحانه وتعالى عن انبيائه ويحميهم من القتل لأنه وطبق آيات القرآن الكريم استشهد العديد منهم؟! المستنتج من هذه الأسئلة هو ان (السائل) أراد ان يقلل من شان منزلة الأئمة المعصومين وناكرا القدرة الخارقة التي وهبها الله لهم. وغير ذلك نقول (والعياذ بالله) لم يمتلك للنبي (ص) أية قدرة خارقة وحتى ان الله سبحانه وتعالى لا يمتلك أية قدرة خارقة!!! لذلك بات من الواضح، ليس هناك شك في القوة الإلهية وقدرته بل ختى انه وهب للانبياء والاولياء قوة غير عادية، لكن الله سبحانه وتعالى خلق الخليقة لطي مسيرها العادي، وان الانبياء والأئمة لا يستفيدون من قدرتهم وقوتهم إلا بأذن الله تعالى. فلو كان بمقدور الإنسان ان يعيش حياته من مسير غير عادي لما كان ههناك معنى لوجود الجنة والجحيم أو الحق والباطل. فإذا نطالع حياة الأنبياء وبالأأخص النبي (ص) والأئمة عليهم السلام، نرى بانهم كانوا يعيشون حياة عادية إلا في الازمات أو تعرض المسلمين إلى مشكلات عصيبة فأنهم بأذن الله تعالى كانوا يستفيدون من قدراتهم الخارقة. لذا بات من الواضح ان منزلة الأئمة الأاطهار هي رفيعة وأنهم كانوا يستفيدون من قدراتهم الخارقة (بأذن الله) لتحقيق أهداف الإسلام في المجتمع. وفي الختام نستنتج بان النبي (ص) والأئمة المعصومين كانوا يمتلكو قدرات خارقة لا يستفيدون منها إلا بأذن الله تعالى. فإذا اعتبر (السائل) ان الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) من المهزومين في حياتهما، فلماذا قتلهما أعدائهما؟ بالأخص نعلم بان الحكم والأجهزة الحكومية كانت بيد أعدائهما وأعداء بقية الأئمة، لذلك نفهم بأن للأئمة قدرة قد اقلقت أعدائهم مما اضطروا لقتلهم، وبذلك ليس هناك معنى للانتصار والهزيمة الظاهرية بل هو صراع الحق والباطل على مر التاريخ.
ملخص الشبهة 67
هل تابع الخلفاء الثلاثة والإمام علي (ع) في زمن حكومتهم أهداف واحدة؟
الشبهة 67
تدعي الشيعة بأن هدف كل من ابو بكر وعمر وعقثمان هي الإمارة والسلطة، لذلك عندما استلموا الخلافة فقد ظلموا الآخرين. نقول للشيعة بان الثلاثة هؤلاء لم يحاربوا أي مسلم بهدف السلطة بل أنهم حاربوا المرتدين والكفار، وهم الذين هزموا كسرى والقيصر وفتحوا مدن فارس وحافظوا على الشام ومنحوا المسلمين القدرة والإيمان وأذلوا الكفرة. وان عثمان الذي تمتع بمكانة أقل من ابو بكر وعمر، فبالرغم من ان المعارضين حاصروه لقتله إلا انه لم يحارب المسلمين، وحتى انه لم يقتل مسلم واحد للمحافظة على حكومته وخلافته. لذلك فعندما تسمح الشيعة لنفسها بأن تصفهم بالظالمين وأعداء رسول الله (ص) عليهم ان ينعتوا الإمام علي (ع) بهذه الصفات أيضا!
جواب الشبهة 67
ان ما يثير العجب في السؤال أعلاه هو محاولة (السائل) المقارنة بين الإمام علي (ع) والخلفاء الثلاثة! في البداية ولتوضيح المزاعم التي وردت في السؤال نقدم بعض التوضيحات للسادة القراء إلا ان البحث بشكل عميق هو من اختيارهم. فالأشخاص الذين يعتبرهم (السائل) مؤتدين كفرة يجب ان يعلن بصراحة عن اسمائهم. على سبيل المثال، اعتبر (السائل) مالك بن نوير (المعين من قبل النبي (ص) لاستلام مبالغ الخمس والزكاة من المسلمين) كافرا ومرتدا لانه رفض تسليم هذه المبالغ إلى ابو بكر حيث لم يعتبره الخليفة بل بنظره ان الإمام علي (ع) هو الخليفة من بعد النبي (ص)، فأمر ابو بكؤ بقتله. لذلك نترك الحكم في هذه القضية للقراء الكرام. أما حول الحروب وفتح البلدان الأاخرى، يطرح السؤال التالي: هل تمت هذه الفتوحات لموافقة النبي (ص) أو أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام؟ لأنه لو كان سلوك صحيح لماذا لم يشارك الإمام علي (ع) في هذه الحروب؟ وفي قسم آخر من السؤال زعم، ان الخلفاء الثلاثة لم يلهثوا وراء الحكومة والسلطة! في مقابل هذا الزعم نطرح الأسئلة التالية، والجواب عليها سيبين هل ان الخلفاء هدفوا السلطة أم رضا الله تعالى والتبليغ للإسلام؟ - في وقت كان الجميع يعلم النائب الحقيقي للنبي (ص)، ما هي الأسس التي تم على ضوئها نشكيل السقيفة ومن هم وراء تشكيلها؟ - بفرض ان النبي (ص) لم يعين الوصي والنائب له، لماذا خلت السقيفة من شخصيات كبيرة ومعتبرة منهم أهل بيت النبوة؟ - ما هو أساس ومنطق الهجوم الذي أمر به الخليفة الأول على بيت النبي (ص) وضرب ابنته إلى الموت وسقط جنينها ومن ثم سحب الإمام علي (ع) إلى السقيفة بقوة لمبايعة الخليفة الأول؟ - اين هي مكانة البيعة الإجبارية في الشريعة الإسلامية؟! - ما هو لسبب لمنع تداول أحاديث النبي (ص) وتدوينها وتعرض اصحابه إلى الضرب والشتم؟ - إذا كانت الحكومة تقربا إلى الله، فما هو المعنى من ارعاب الناس وتخويفهم؟ - كيف يمكن تصور وفهم أخذ البيعة الإجبارية من الناس و رضا الله؟ - ان غصب (فدك) من فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من قبل الحليفة الأول هل الهدف منه كسب رضا الله؟ ان الإجابة على الأسئلة أعلى هو بمثابة الرد على الأسئلة التي طرحها (السائل) في معرض دفاعه عن الخلفاء الثلاثة. إ1 انه بات من الواضح بأن سياستهم بعد النبي (ص) مبنية على غصب الحكومة والفكر بالسلطة وليس هدف آخر. وأما بخصوص عثمان والذي دافع عنه (الشائل) بهذه الطريقة، نقول: ان نهج وسلوك عثمان في ّدارة الحكومة لم تكن مخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية بل حتى انها كانت مخالفة لطريقة الشيخين (ابو بكر وعمر) أيضا. روى كل من المسعودي من علماء أهل السنة في (مروج الذهب) ج 1 ص 435 وكذلك ابن ابي الحديد في شضرح نهج البلاغة ص 197 – 200 : عندما تسلم الخلافة، حكم عثمان بن عفان بشكل يحالف سنة رسول الله (ص) والشيخين ابو بكر وعمر. فأول عمل قام به عثمان بناء قصر من مواد بناء محكمة وجمعه ثروة كبيرة. واغدق غلى بني امية بالعطاء الكبير من اموال الخمس، حيث ارسل مبالغ الخمس والزكاة المأخوذة من (ارمينيا) التي فتحها في زمانه إلى مروان الملعون وبدون أية شروط. فضلا عن منحه اموال من البيت المال إلى كل من عبد الله بن خالد مبلغ اربعمائة ألف درهم ومائة ألف درهم إلى حكم بن العاص "الملعون والمطرود من قبل النبي (ص)"، ومائتي ألف درهم إلى ابو سفيان. حيث سبب هذا العمل ان يتشجع الكبار من بني امية إلى سرقة اموال الناس بصورة اكبر. من جهة أخرى نصب عثمان كل الفاسقين والفاجرين من بني امية في المناصب الحكومية المهمة وجعلهم مسلطين على رقاب واعراض الناس منهم حكم بن العاص وابنه الملعون مروان بن الحكم ومعاوية ابن ابي سفيان، حيث هؤلاء الثلاثة هم مطرودين وملعونين من قبل النبي (ص) وهم من الشجرة الملعونة في قعر جهنم. من جهة أخرى وبهدف علم الناس، قام عبد الله بن مسعود بنقل الأحاديث والروايات التي تنبه الناس لأصل الحكومة. فعندما وصل هذا الخبر إلى عثمان، امر الأخير عناصره بضرب عبد الله ضربا مبرحا حتى تكسرت اضلاعه وبعد ثلاثة ايام فارق الحياة(شرح نهج البلاغة ابن ابي الحديد ج1 ص 199، ج 2 ص 143 (كتاب ذو جزئين)). وكذلك ينقل ابن ابي الحديد، واحدة من الأسباب الأخرى لضرب عبد الله انه ودع ابو ذر الغافري لدى تبعيده من قبل عثمان، حيث وصى عبد الله قبل وفاته عمار بن ياسر ان لا يسمح لعقثمان بالصلاة على جنازته. بعد وفاته قام عمار بن ياسر وعدد من الصحابة بالصلاة عليه ودفنه، فلما فهم عثمان الموضوع قال لياسر لماذا فعلت ذلك؟ قال عملت وفق وصيته. وسبب عمل آخر قام به غمار إلى ان يكن عثمان له الكراهية، حيث قام عدد من الصحابة مع جمع من الناس بكتابة رسالة إلى عثمان يشكون من خلالها من الظلم، وأوصل عمار هذه الرسالة إلى عثمان الذي رماها على الأرض بغضب وأمر عناصره بضرب عمار الذي تمرض على اثرها وهو يعاني من اوجاع الظهر الشديدة. والنموذج الآخر لسلوك عثمان المشين تبعيده ابو ذر الصحابي المقرب من رسول الله (ص) إلى صحراء ذرة القاحلة ووفاته في الك الصحراء. ان النماذج التي ذكرت أعلاه هي غيض من فيض على جرائم وظلم عثمان ووصل الامر إلى الحد الذي غضب عليه الناس بشدة وتآمروا على قتله، وهو موضوع مسجل في مصادر السنة والشيعة على السواء. هندما حوصر عثمان فقد قدرته على مواجهة الناس، فلو كان مقتدرا لأمر بقتل كل معارضيه ومخالفيه! فلو لم يكن وراء السلطة والحكومة لقدم استقالته وانهى الموضوع بسلام لكي ينجو من القتل. وكان الأمر بالحدة التي امرت عائشة في إطاره ان يدفن عثمان في مقبرة اليهود. بعد سنوات من توسع مقبرة البقيع وطمس مقبرة اليهود، أدى إلى ان يقع قبر عثمان في انتهاء البقيع.
ملخص الشبهة 68
هل ان اعتقادات الشيعة بخصوص الأئمة مساوية لاعتقادات فرق أخرى مثل القاديانية؟
الشبهة 68
اعتبرت الفرقة القاديانية كافرة لأنها ادعت بالنبوة لمرشدها، لذلك فما هو التفاوت بين هذه الفرقة و الشيعة الذين يدعون بأن لأئمتهم خصائص الأنبياء؟
جواب الشبهة 68
كما ورد في السؤال، ادعت فرقة القاديانية بنبوة مرشدها، لكن الشيعة لم تدعي بالنبوة لأئمتها أبدا. فلو كانت هناك وثيقة لهذا الادعاء بالتأكيد لكان (السائل) سيعرضها. من وجهة نظر الشيعة، يبلغ عدد انبياء الله 124000 واته حسب القرآن الكريم فأن النبي محمد (ص) هو خاتم الانبياء والرسل. وقد جاء ذلك في الآية 40 من سورة الاحزاب، ولو عرجنا على الاحاديث فهنالك احاديث كثيرة بهذا الخصوص: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) على سبيل المثال يمكن الاشارة إلى حديث متواتر بين الشيعة وأهل السنة (حديث المنزلة): (يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي من بعدي) ويتضح من الحديث أعلاه ان النبي (ص) أشار إلى الوصي والنائب من بعده لكنه لن يكون نبيا. وكما ذكر سابقا فأن الله تعالى ينصب الأولياء وان رسول الله (ص) من الذي يبلغ عنهم. وأما السؤال الذي يطرح: ما هو الفرق بين النبي والإمام؟ لأن الإمام منصوص ومنصوب من قبل الله تعالى، وتم تعينه بعد النبي (ص) فمن الواجب ان يتحلى باخلاق النبي وسلوكه، لكن ليس لديه شريعة جديدة. فالإمام كالنبي مطلع على علم الغيب ولديه معجزات أيضا، وعلى مر التاريخ تم الإشارة إلى ذلك مرارا وكرارا. حيث يتسنى لقراء الكرام مراجعة المصادر المختلفة في هذا الخصوص.( من الكتب التي يمكن مراجعتها منتهى الآمال ، الشيخ عباس القمي ، اثبات الهداة و...) ولكي تتضح صورة المسألة أكثر بالنسبة للقراء يمكن الإشارة إلى مقام إمامى إبراهيم (ع) التي جاءت في الآية 124 من سورة البقرة: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يبدو واضحا وبشكل كامل من الآية أعلاه، ان مرتبة الإمامة هي أعلى من النبوة وان إبراهيم (ع) طوى مراحل متعددة حتى وصل إلى هذا المقام. فإي هذا السياق تعتقد الشيعة بأن النبي (ص) بالإضافة لى مقام النبوة والرسالة كان لديه مقام الإمامة أيضا، وبالتالي فأن للأئمة من بعده مقام الإمامة لكن لا نبي من بعد رسول الله (ص).
ملخص الشبهة 69
هل تم دفن رسول الله (ص) في حجرة عائشة؟
الشبهة 69
في وقت تتعرض عائشة إلى اتهامات الشيعة، فقد تم دفن النبي (ص) في حجرتها، ألا يعني ذلك العلاقة والود لدى عائشة بالنسبة للنبي (ص)؟
جواب الشبهة 69
للجواب على هذا السؤال، يجب الإشارة إلى عدة ملاحظات: اولا: لم تعتقد الشيعة أبدا بكفر عائشة وسوف لن تعتقد بذلك أبدا. وانها مسلمة وزوجة رسول الله (ص)، لذلك فأن اتهامها هو مجرد اتهام مغرض موجه إلى الشيعة. كما تم توجيه الاتهامات إلى الشيعة بخصوص الخلفاء الثلاثة. ثانيا: ان مسالة دفن شخص في مكان معين لا يدل على العلاقة بين الشخصين حيث نرى بأن الكثير من الأعداء تم دفنهم الواحد إلى جوار الآخر. على سبيل المثال، دفن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) إلى جنب هارون الرشيد (قاتل والد الإمام الرضا)، فهل يصح ان نقول بأن الواحد منهما كان على علاقة بالآخر؟!! وياتي ذلك في وقت اتصف هارون الرشيد بأنه يحمل الكراهية في قلبه إلى اهل البيت حتى اللحظات الأخيرة من عمره وحتى ان هذه الكراهية قد ادت إلى استشهاد الإمام الصادق (ع) وقد استمرت هذه الكراهية في وجود ابنه المأمون الذي قتل الإمام الرضا (ع). لذلك فأن الدفن في مكان واحد لا يعني العلاقة والمحبة بين شخصين. ثالثا: يدعي (السائل) بان مكان دفن النبي (ص) كانت حجرة عائشة، ويبدو بأن لديه سند ملك عائشة لهذه الحجرة! حيث يعتبر ذلك ادعاء باطل في ان النبي (ص) قد دفن في مكان تملكه عائشة. عندما يشتري رجل بيت ما فهو مالك ذلك البيت ومنها غرفه، فالبيت كان ملكا للنبي (ص) وعائشة تسكن معه في ذلك البيت وفي حجرتها التي هي ملك للنبي (ص) من جهة أخرى ليست عائشة بالمنزلة التي يسمح لها بالوصية لمكان دفن النبي (ص). أما حول عائشة وسلكها فأن الآيات الأولى من سورة التحريم تنتقد (عائشة وحفصة) بشدة. من جهة أخرى يتضح سلوك عائشة بصورة أكثر بعد وفاة النبي (ص) من خلال الحروب التي أوجدتها لخليفة زمنها "الإمام علي (ع)" حروب الجمل والبرمجة لحروب صفين والتهروان مما يشير بوضوح إلى سلوكها المخرب والخطير. فأن حرب الجمل والتي اشتعلت بذريعة الثأر لدم عثمان قد ادى إلى قتل ما يقارب أربعة عشر ألف من المسلمين. حيث كل اخطائها قد سجلت في التاريخ. لذلك فأن زعم (السائل) في ان النبي (ص) تم دفنه في مكان تمتلكه عائشة وذلك ليبين مكانتها هو زعم مضحك وسخيف. ان أي شخص لديه مطالعة وجيزة عن تاريخ صدر الإسلام سيفهم بأن هذا الموضوع هو خطأ من اساسه. الجدير بالذكر ان النبي (ص) لم يوصي ابدا بأن يتم دفنه في حجرة عائشة.
ملخص الشبهة 70
هل بايع الصحابة خلافة ابو بكر وان علي لم يخالف ذلك؟
الشبهة 70
ان الخليفة بعد النبي (ص) هو ابو بكر وذلك للاسباب التالية:
1 – قبل الصحابة بخلافته ولو لم يكن الخليفة لاعترضوا على ذلك بشدة.
2 – لم يعترض الإمام علي (ع) على خلافة ابو بكر ولم يحاربه.
جواب الشبهة 70
ان يقال بأن كل الصحابة قد أكدوا على خلافة ابو بكر وان الناس بدورهم قبلوا بذلك فهي كذبة لا اكثر. لانه لم يكن عدد الحاضرين في الجلسة أكثر من خمسة اشخاص فضلا عن ان مندوبي الناس أو الناس كانوا غائبين عنها. وحول شورى السقيفة، ان الاشخاص الحاضرين في جلستها تلك لم يتصفوا بالتقوة والزهد. ان الرضا الذي يتحدث عنه (السائل) يغاير فرائن التاريخ بشكل كامل. لان الوثائق التاريخية تؤكد بان جلسة السقيفة اتصفت بكثرة الاختلافات وحتى جر إلى الضرب والشتم قبل تعيين ابو بكر بعنوان الخليفة. أما الملاحظة المهمة، ان اتفاق الناس أو مجموعة خاصة على شخص معين لا تعني بأنه محق، وحتى القرآن الكريم اشار إلى ذلك في الآية 100 من سورة المائدة: (قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولو افترضنا بأن مجموع الذين اكدوا على خلافة ابو بكر كان اكثر من خمسة اشخاص فأن ذلك لا تعني بأنه الخليفة، لانه مرارا وكرارا ابلغ رسول الله (ص) عن وصيه ونائبه وكان اهمها واقعة غدير خم. وان يقال الآن بان الإمام علي (ع) لم يخالف الخلفاء أو يحاربهم فهو أيضا موضوع غير صحيح. حيث ان مخالفة الإمام مع سقيفة بني ساعد تم الإعلان عنها في نفس ذلك اليوم. حتى ان تيار المخالفين لهذا الانتخاب قد تحصنوا في بيت الإمام مما ادى إلى وقوع احداث مريرة منها استشهاد الزهراء (عليها السلام). كذلك لم يحارب الإمام الخلفاء الثلاثة لعلمه بالاضرار التي ستلحقها هذه الحروب بالإسلام. ان مطالعة تاريخ الدولة الإسلامية الفتية والاخطار التي واجهتها تبين لماذا الإمام علي (ع) لم يعلن القيام على الخلفاء الثلاثة بسبب الانتخاب الباطل لشورى غير معتبرة ومعترف بها. من جهة أخرى تبين مطالعة التاريخ من هم الذين كانوا وراء الحروب في ذلك الزمن. على سبيل المثال، نرى بان شخص فاسق وغبي مثل ابو سفيان يأتي لمحاورة الإمام علي (ع) حيث يعارض الإمام بشدة على ذلك، وعلبنا ان نعلم بأن الإمام المعصوم لن يشعل حربا من اجل مصالحه الشخصية والخاصة بل ان ذلك الامر منوطط إلى الله تعالى ووفق الدين الإسلامي والمصالح العامة للمجتمع الإسلامي.