عشرة أجوبة لعشرة أسئلة؛ الکتاب الثاني عشر

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عشرة أجوبة لعشرة أسئلة

لجنة التحقيق والبحوث لمؤسسة ميقات القرآن

المقدمة:
...فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب (18)
في عالم اليوم الذي يعتبر عصر التواصل وانفجار المعلومات، تصل المعلومات وتعرض العقائد على الناس بطرق مختلفة وأساليب متعددة. في هذا الإطار يلاحظ بأن العديد من المدارس الدينية كالاسلام وبفرقها المتعددة (الشيعية والسنية) وكذلك المسيحية واليهودية والبودائية والزردوشتية إضافة إلى فرق استعمارية وصهيونية منها البهائية وكذلك العديد من المدارس القكرية المؤسسة حديثا، يلاحظ بأنها تروج إعلاميا ودعائيا لافكارها في كل انحاء العالم بهدف كسب النس والرأي العام.

في هذا الوسط، لو تم التبليغ لإسلامنا العزيز كما سلك في هذا الإطار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وكذلك الائمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لكان من البديهي ان نرى دخول أعداد غفيرة من البشر إلى دين الإسلام، ولانرى بقاء أي معارض لللإسلام إلا اولئك المعاندين والمنافقين.
لكن من جهة أحرى، يلاحظ كثرة المخالفين للمذهب الشيعي بسبب خوفهم من خسارة منافعهم ومصالحهم. حيث فرض عليهم ذلك ان يقف واحدهم إلى جنب الآخر وتعبئة كافة امكاناتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لمواجهة الشيعة، ولحظة بعد أخرى زادوا ويزيدون من امكاناتهم وفي هذا السياق، قاموا بتوظيف كافة امكاناتهم منها وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية والفضائية والمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات والصفحات الممغنطة CD فضلا الاستفادة من أساليب الإرعاب والتهديد والاغتيال والهجمات الانتحارية حيث تم توظيف هذه الامكانيات بشكل تام. والسؤال المطروح: هل تعرضت أي واحدة من المذاهب الأخرى إلى هذا الهجوم الشرس الذي تعرض له مذهب التشيع؟ بالتأكيد الجواب هو كلا، حيث ان مذهب التشيع والمتمسكين به من الموالين الحقيقيين للنبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع)، لان هؤلاء وعلى مر عصور التاريخ لم يخضعوا إلى أية قوة استعمارية ومعادية أو ان يخضعوا لأي سلطة استعمارية مهما كانت قدرتها. في المقابل وللأسف خضعت بقية الفرق المذهبية الأخرى وبأي شكل كان إلى سلطة الاستعمار. وفي هذا الإطار تعتبر (الوهابية) النموذج البارز لهذا العداء فقد ـسست بريطانيا والصهيونية هذه الفرقة حسب اعتقاد العديد من الخبراء.
قامت ألوهابية بالتخطيط لاشرس الهجمات على التشيع والشيعة وتعبئة كافة الطاقات في هذا الخصوص. في هذه الأرضية يمكن الإشارة إلى كتاب تم طبعه ونشره من قبل الدولة السعودية (مهد ومركز الوهابية) الذي تم توزيعه في السنوات الأخيرة بين حجاج بيت الله الحرام وبالأخص الحجاج الإيرانيين. وبمسمى (اسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق). ويحتوي هذا الكتاب على 180 شبهة ضد الشيعة. ويبدو للنظر بأن كل الرآسمال العلمي والفكري للوهابية يتلخص في هذا الكتاب، لأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية وكذلك المحاضرات التي تلقى في مجالسهم الخاصة ومن خلال الاستفادة من الأسئلة المطروحى في هذا الكتاب، تفوم مجتمعة بتسجيل الشبهات ضد الفكر الشيعي.
لهذا السبب، قام مركز التحقيق والأبحاث التابع لمؤسسة ميقات القرأن بنشر كتيب تحت عنوان (عشرة أجووبة لعشرة أسئلة) بمثابة رد على كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق) وجاء الرد بشكل مفصل من خلال انتخاب عشرة أسئلة من الكتاب أعلاه وتم درج الأجوبة في هذا الكتيب من قبل لجنة التحقيق والبحوث.

ونسترعي الانتباه إلى الملاحظات التالية قبل قراءة هذا الكتيب:
الأولى: بعض الأجوبة التي وردت في هذا الكتيب مأخوذة من المحاضرات التي ألقيت في مؤسسة ميثات القرأن وقام لفيف من الشباب الهواة في مؤسسة ميقات القرأن بتسجيلها على الصفحات الممغنطة CD
الملاحظة الثانية، شوهدت أسئلة قد كررت أو تشابهت في مضامينها لذلك وبهدف عدم هدر وقت القارئ الكريم تم ادغام الأسئلة المتكررة والمتشابهة والاجابة عليها في مكان واحد.
لذا نرجو من كافة قراء هذا الكتيب من إبداء ملاحظاتهم وآرائهم وإعلامنا بذلك عن طريق الكتابة أو الجضور شخصيا في المؤسسة أو التواصل معنا عن طريق البريد الإلكتروني لمؤسسة ميقات القرأن بالعنوان التالي: www.almiqat.com

لكي يتم إجراء التنقيح والتعديل اللازم الطبعات القادمة.
في الختام نقدم جزيل الشكر إلى كل الأحبة الذين ساعدونا لإعداد هذه السلسلة من الكتب ونرجو ان يوفقهم الله عز وجل وبسدد خطواتهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى
لجنة التجقيق والبحوث
لمؤسسة ميقات القرآن 2011م

ملخص الشبهة 111

لدى الشيعة روايات التي تاسس عليها المذهب الشيعي و ان هذه الروايات قجد قالها كذابين بنظر الشيعى التي تلعنهم، لكن مع ذلك لا زال علماء الشيعة يدافعون عن اولئك.

الشبهة 111
لدى الشيعة روايات صحيحة بانهم يسبون و يلعنون رواى الحديث الكذابين الذين استقام مذهب الشعة عليهم. لكن الشيعة ترفض تلك الروايات التي تسب وتلعن هؤلاء الرواة. لانهم لو فبلوا تلك الروايات اصبحوا من اهل السنة، لذلك فانهم يبررون موقفهم بهذا القول : (ان الائمة اختاروا التقية في مواجهة هذه الروايات). وعلى هذا الاساس يرفضون اقوال ائمتهم و وفق احاديثهم (من يرفض احاديث الإمام هو كافر) وبالتالي قد اخرجوا نفسهم من الدين. على سبيل المثال، ان احد الاشخاص الذين تم سبهم و لعنهم هو هاشم بن سالم الجوالقي، حيث قال محمد رضا المظفر احد علماء الشيعة بخصوصه: (لقد تم سبه وطعنه بشكل كبير، حيث ان العديد من الموالين الموثقين لاهل البيت من كبار العلماء قد تعرضوا للسب و اللعن وان الرد يتم بصورة عامة كيف يمكن سب ولعن هؤلاء بهذه الصورة؟ لذلك يبدو ان علماء الشيعة يدافعون عن اشخاص قد تم ذمهم من قبل إمتهم زان وانهم اخفوا وثائق الذم تلك، بعبارة انهم بهذا السلوك يرفضون إمتهم!

جواب الشبهة 111

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة:  
1 – يعرف الشيعة باعتبارهم فرقة خارجة عن الدين الإسلامي. 
2 – يحاول ان يلقن القارئ هذه القضية: ان مذهب الشيعة مذهب كاذب و مبني على روايات كذب قد لعنها إمتهم. و هي قضية مخالفة للحقيقة. 
3 – يسعى للقول بان الشيعة فرقة متعصبة و جاهلة وتدافع عن علماء نقلوا روايات و احاديث كذب حتى لو كان إئمتهم يرفضون اولئد الكذابين. 
4 – يسعى إلى تفهيم المخاطب بان الشيعة في اي وقت يعجزون عن الرد يحمون انفسهم وراء التفية.

والرد على ذلك:

1 – ان الشيعة هو الدين الإسلامي بعينه، و انها كانت موجودة في زمن النبي (ص). حيث كانت العبارة (الشيعة) تطلق على موالي واصحاب الإمام علي بن ابي طالب (ع). وان هذه العبارة جاءت في المرة الأولى على لسان صاحب الوحي الذي قال عنه الله تعالى :
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) سورة النجم 
كذلك فان عبارة الشيغة تكررت عدة مرات في القرآن الكريم : 
( مِنْ شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيم) الصافات 83
في ذيل الآية 7 من سورة البينة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال بن حجر احد علماء اهل السنة  في كتاب (الصواعق المحرقة) ونقلا عن ابن عباس : عند نزول هذه الآية خاطب النبي (ص) الإمام علي (ع) بالقول: لعلي هو انت و شيعتك تأتي انت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين و ياتي عدوك غضابا مقمحين). <الصواعق المحرقة على اهل الرفض والضلال والزندقة>. 
ان هذه الآية واحدى من عشرات الآيات القرآنية التي قال النبي (ص) انها نزلت بحق الإمام علي (ع) ومواليه الذين تطلق عليهم صفة الشيعة. للعلم بالآيات الاخرى يمكن مراجعة كتاب (شبهاي نيشابور)  لمؤلفها سلطان الواعظين نيشابوري. 
2 – ان الروايات التي اشار إليها المستشكل هي فيض من بحر الروايات والاحاديث التي نقلت عن عقائد وفقه اهل البيت (ع). في وقت يعتقد العلماء بان احاديث و روايات اهل البيت هي اكثر وسعة من ذلك. 
الجدير بالذكر ان في كتل اهل السنة الستة فد نقلت روايات عن علماء الشيعة البالغ عددهم قرابة 140 شخص، حيث ان كل واحد منهم روى عدة احاديث. في هذا السياق قال الشيخ محمد جعفر طبسي في كتابه (رجال الشيعة في اسانيد السنة): ان كل 140 شخصا قد ورد اسمائهم في الصحاح الستى و ان رواياتهم مدعمة بالوثائق. ان (ابان بن تغلب) هو احد علماء الشيعة التي ذكر اسمه من ضمن 140 عالم شيعي في صحاح الستة للسنة. فقد ورد ذكره في كتاب (تهذيب الكمال في اسناد الرجال) بهذا الشكل: ( هو من رواة الحديث الموثقين و هو من الشيعة). < كذلك نقل صحيح مسلم وصحيح سنائي احاديث عنه>. 
على هذا الاساس فان سؤلنا من المستشكل هو بالشكل التالي: 
لو كان مذهب الشيعة مذهب كاذب وبني على روايات و احاديث كذب، فكيف نقل اهل السنة وفي صحاحهم الستة احاديث و روايات عن علماء الشيعة؟
3 – اشار المستشكل في شبهته إلى (هشام بن سالم الجواليقي) الذي ذمه اهل البيت. في الرد وتقديم توضيح بخصوص هذا الشخص:
كتب عبد الحسين شبستري في كتابه (الفائق في رواة اصحاب الإمام الصادق عليه السلام)، كتب: 
لقد كلن هشام بن سالم من الرواة الموثقين لدى الشيعة و من اصحاب الإمام الصادق (ع). كذلك اعتبر واحد من كبار علماء اهل الشيعة ومتبحر في الفقه والتفسير.  وكن له الجميع الاحترام لعلمه حتى انه نقل بعض الاجاديث و الروايات عن الإمام موسى الكاظم (ع) أيضا. و بدوره ايد النجاشي في كتابه (الرجال) هشام بن سالم معتبرا اياه من الرواة الموثقين. (( ثقة ثقة)). (تحقيق شبيري زنجاني>. 
اضافة إلى ذلك كان هناك رجل من اهل الشام يحضر مجالس دروس الإمام الصادق (ع) و ان الإمام كان يحول البحث معه إلى احد اتباعه الحاضرين في المجلس، في مبحث التوحيد احاله الإمام إلى هشام بن سالم.  
اشار المستشكل ا إلى بعض الروايات التي جاء فيها ذم هشام بن سالم من قبل الشيعة الا انه لم يذكر تلك الروايات حتلا يتم  البرهنة على صحتها او سقمها. على اية حال و بهدف ازالة الشبهة من فكر المخاطبين نقول بانه وجه إلى هشام بن سالم اتهام قوله بان لله تعالى جسم. وفي هذا السياق يتم نقل روايات منها مقالة السيد هاشم هاشمي الذي نقل رواية عن محمد بن الحكم بخصوص  هشام بن سالم و هشام بن الحكم جيث جاء فيها: قلت للإمام موسى الكاظم (ع) بان هشام بن سالم و هشام بن الحكم قالوا بان الله له جسم، فرد الإمام لا كفر اعلا من ذلك. <الكافي الكليني>  
اولا: في هذه الرواية لم يشر الإمام موسى الكاظم (ع) إلى ذم اسم خاص بخصوص بان لله تعالى جسم و ثانيا ان السيد هاشم هاشمي قد بحث الموضوع من مصادر رجال الشيعة واعتبر الرواية بانها ضعيفة. 
4 – ان الدفاع عن إمامة الإمام علي (ع) ادى إلى عداء الشيعة من قبل الفرق و المذاهب الاخرى و ان الدفاع عن الإمام صاحب الزمان اثار عداء الهيئات الحاكمة. 
ففي احد المناظرات التي نظمها جعفر البرمكي (اجد وزراء هارون الرشيد) وكان الرشيد حاضرا فيها، في هذه المناظرة استند هشام بن الحكم إلى حديث للإمام موسى الكاظم (ع) بخصوص الإمام صاحب الزمان (عج) مما اثار غضب هارون الرشيد و وزيره جعفر البرمكي وحتى اصدر حكم اعتقاله. بهذا الخصوص يقول الصدوق: 
علم هشام بن الحكم بان هارون الرشيد سيعتقله فتذرع ليقضي حاجة فخرج من المجلس بشكل خفي وذهب إلى بيته و هناك اعلم اسرته بانه سيهرب إلى الكوفة. لكن هذا الهروب وهذه الملاحقة ادت إلى وفاته. <لمطالعة الموضوع بشكل وافي الرجوع إلى كتاب كمال الدين للصدوق> 
هناك العديد من النماذج الشبيهة لما ذكر اعلاه والتي سببت للاسف تشرريد وقتل العديد منهم حتى السيطرة على اموالهم وسبي عوائلهم. لكن إئمة الشيعة و بهدف ابعاد هؤلاء عن بطش الحكومات و اجهزة الخلافة كانوا يذمونهم بين الحين والآخر حتى ترسخ هذه الفرضية في الافكار بان الائمة لا يوافقون هؤلاء على افكارهم. على هذا الاساس فان المذمة التي وصلت إلى هشام بن الحكم من قبل الائمة هي من هذا النوع. 
نموذج آخر لهذه المذمة نراها عند الإمام الصادق (ع) بخصوص احد اصحابه (زراره بن عين) هندما خاطب ابنه عبد الله بالقول: اوصل سلامي إلى والدك وقل له بان مذمتي له هي للدفاع عنه وضيانته و ذلك لان اعدائنا يعادون كل من يحبنا ويوالينا. و لان الناس يعرفونك جيدا والمحبة التي تبديها لنا فانني سلكت هذا السلوك بان يكون ذلك بعنوان الدفاع عنك امام ظلم اجهزة الخلافة.، و ان الدفاع عن المظلومين بهذه الطريقة و ردت لها امثلة في القرآن الكريم فقد قال الله سبحانه وتعالى: 
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ) الكهف 79 . . 
لذلك لو فهمنا هذه الآية بالصورة الصحيحة والمنطقية لعلمنا بان ذم بعض علماء الشيعة من قبل الائمة كن بهدف ابعاد الظالمين عنهم وصونهم من البطش الذي يواجهونه. 

ملخص الشبهة 112

لقد كان كل من ابو بكر وعمر وعثمان من الصحابة المقربين للنبي (ص) لكنهم لم يكون مسلمين حقيقيين، هنا فرضيتين اما النبي (ص) لم يعرفهم بشكل جيد او كان يعرفهم لكنه يتطبع معهم، على اية حال تعتبر الفرضيتين إساءة للنبي (ص).

الشبهة 112
من الواضح انه من تواتر الاخبار الموثقة و ان الجميع يعلم بان كل من ابو بكر و عمر وعثمان هم من الصحابة المقربين للنبي (ص) فضلا عن ان النبي (ص) هو صهر ابو بكر و ان كل من عمر وعثمان هما صهري النبي (ص). و ان النبي كان يحبهم جميعا. على هذا الاساس، ان هؤلاء الثلاثة اما انهم كانوا مسلمين حقيقيين في حياة النبي (ص) وبعد مماته او انهم تخلوا عن عقائدهم الدينية في حياة النبي (ص) و بعد وفاته؟ و إذا لم يكونوا مسلمين حقيقيين فإما ان النبي (ص) لم يكن مطلعا على الموضوع او انه كان يغلم بذلك ففضل التودد إليهم. بالطبع تعتبر الفرضيتين إساءة كبرى إلى النبي (ض) لانه وفق المقولة (لو كنت لا تعلم فهي مصيبة لكن لو كنت تعلم فهي المصيبة الكبرى). و ان هؤلاء لانحرفوا بعد استقامتهم على الدين، يمكن القول بان النبي (ص) قد فشل في تاديبهم، فشل الشخص الذي اخبره الله سبحانه و تعالى بن دينه غالب على كل الاديان، فكيف و ان صحابته الكبار هم مرتدين؟ لذلك فان اعتقاد الشيعة هذا تعتبر اكبر اساءة موجهة إلى النبي (ص). يقول ابو زرعة الرازي: ان هذا الكلام تعتبر إساءة كبيرة إلى النبي (ص) حتى يقول اعدائه بانه لو كان لائقا لكان صحابته من اللائقين والمحترمين لكن لانه ليس لائقا فان صحابته يتصفون بانهم غير لائقين و محترمين.

جواب الشبهة 112

يمكن ان تكون المخاور التالية هدف المستشكل من وراء بيان هذه الشبهة: 
1 – يريج ان يقول بان ابو بكر و عمر و غصمان من كبار صحابة النبي (ص) و من المقربين له، و ليس هناك احتمال ان تعرض ايمانهم إلى الانحراف. لانه لو قلنا بانهم كانوا كذلك فإما علم النبي (ص) كان ناقصا و اما انه كان يعلم وسلك المداراة معهم والاصنان يعتبران إساءة كبرى للنبي (ص). 
2 – بافتراض ان ابو بكر و عمر و عثمان تحلوا بايمان ضعيف، فان ذلك يعني بان النبي لم يكن موقفا في تاديب اصحابه الكبار و المقربين إليه، حيث ان هذا الموضوع على تناقض كبير مع كلام الله تعالى في ان الدين الإسلامي غالبا على بفية الاديان. 
3 – اعتبار كتاب ابو زرعة الرازي من كتب الشيعة.

و اما ردنا على ذلك: 
كما كان ردنا على الشبهات السابقة، نقول بان القرابة من النبي (ص) لا يعتبر المقياس و المعيار ، بل ان المعيار هو ايمان الشخص و اعتقادته الدينية. بعبارة اخرى ان اصحاب النبي (ص) الجقيقيين هم الراسخون في إسلامهم واعتقادتهم سواء في حياة النبي (ص) او بعد وفاته. حيث نرى ذلك في القرآن الكرريم عندما يصف الموالين و التابعين المخلصين لإبراهيم (ع): 
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 68. 
كذلك يقول القرآن الكريم على لسان إبراهيم (ع) في سورة إبراهيم الآية 31:
(فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ) إبراهيم 36 
يقول القرآن الكريم في الآية 101 من سورة التوبة :
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) 
بعبارة ان المنافقين كانوا من  المقربين والمخترقين لحدود النبي (ص)، ومن الآية اعلاه نصل إلى هذه النتيجة المهمة: 
ان القرب والقرابة من النبي (ص) لا يمكن الحكم في إطارها بان ذلك الشخص من التابعين الحقيقيين للنبي (ص). وكما يرى اهل السنة " ان كل مسلم راى النبي (ص) هو من اصحابه" لا يمكن القول بان كل الذين رؤوا النبي (ص) هم من التابعين الحقيقيين له. <صحيح بخاري>
لذلك و وفق ما ذكره المستشكل بان هؤلاء الافراد هم من التابعين الحقيقيين للنبي (ص) ومن صحابته الكبار في نفس الوقت، فانهم لا يجتمعون في السقيفة وقبل دفن النبي (ص) لاختيار الخليفة، لان الخليفة قد عين من قبل الله سبحانه و تعالى وبلغ عن ذلك عدة مرات من قبل النبي (ص) وفي مناسبات شتى منها و اهمها غدير خم. 
على هذا الاساس فان التابع الحقيقي والمستمسك بسيرة النبي (ص) هو الذي يتمثل إلى اوامره ويسير على دربه. 
2 – حول المنافقين وطريفة تعامل النبي (ص) معهم، نشير إلى الآية 74 من سورة التوبة: 
(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) 
إذ ان هذه الآية مؤشر على التربية و الادب و الطريق الصعب والشائك  الذي يضعه القرآن الكرريم للمبارزين المسلمين في مواجهة الكفار والمنافقين. كذلك نرى بان الآية قد فتحت باب التوبة امام الكفار والمنافقين الذين استهدفوا تدمير النبي (ص). < ملخص تفسير النمونة> 
لذلك نستنج بان النبي (ص) إذا لم يتخذ سلوكا خشنا تجاه بعض الصحابة و المقربين المنافقين هو بسبب امتثاله للاوامر الإلهية التي وردت في القرآن الكريم و في نفس الوقت المحافظة على الحكومة الإسلامية التي بدأ يقوي عودها، على هذا الاساس لا يمكن رؤية أية إساءة موجهة للنبي (ص). 
الطريف بالذكر ان المستشكل قد استند في شبهته إلى مثل غير صحيح لان المعرفة شيئ جيد و ان الانسان باستمرار يسعى لزيادة علمه. 
3 – إلى اي حديث متواتر استند المستشكل و فال ان النبي (ص) كان يحب ويعتز باولئك الاشخاص؟  لماذا لم يشير إلى أي حديث من هذه الاحاديث لو حديث واحد؟ 
من المناسب جدا ان نشير هنا إلى كلام العلامة اميني بخصوص الاحاديث المزورة حول فضيلة الصحابة، حيث يقول: ( ان كل صحابي كان على علم بتلك الاحاديث المزورة  بخصوص فضسلة ابو بكر فانه بدل انتهاج سلوك تهديد الناس في اجتماع السقيفة، ذكر هذه الاحاديث). كان عمر الوحيد الذي لم يستثمر في قضية صاحب الغار وكبر سن ابو بكر اما البقية فقد استغلوا هذا الموضوع بشدى واختاروا العجوز ونسوا اهل البيت (ع). < الغدير علامة اميني>
4 – طرح المستشكل شبهته بطريقة توحي بان الاشخاص الثلاثة (ابو بكر و عمر و عثمان) هم فقد اصحاب النبي (ص) ومن الصحابة الكبار،  جيث انه لم يشير إلى اسماء بقية صحابة النبي (ص). منهم سلمان الفارسي الذي نقل بشأنه ابن سعد (من كبار علماء السنة) في كتابه (الطبقات الكبرى)  حديثا عن النبي (ص) الذي قال: 
(شلمان منا اهل البيت)
و كذلك في حديث آخر ورد في بحار الانوار نقلا عن النبي (ص) بشان سلمان الفارسي:
(سلمان هو بحر بدون افق وكنز متناهي وهو منا اهل البيت 
يهدي العلم والمعرفة ويتكلم بالبرهان و الدليل الحازم). <بحار الانوار> 
كذلك لماذا لم يشير المستشكل إلى الصحابة المذكورة اسمائهم ادناه: 
مقداد ابو ذر، بلال جابر بن عبد الله الانصاري، حذيفة بن اليمان، ابو ايوب انصاري، زيد بن حارثة، سعد بن عباده، ابو دجاجه بن مسعود عمار، قيس بن عاصم، مالك بن نويره و.... وعلى راس صحابة النبي (ص) الإمام علي بن ابي طالب (ع). 
و هنا نشير باختصار إلى غزوة خيبر و بطولات الصحابي و نائب النبي (ص) الإمام علي بن ابي طالب حيث كان الخليفة الاول و الثاني حاضرين في هذه الغزوة. ففي اليوم الاول سلم النبي (ص) الراية للخليفة الاول الذي فشل في فتح خيبر و في اليوم الثاني سلم الراية إلى الخليفة الثاني الذي لم يحقق انتصارا وفتحا. غلا انه في غروب ذلك اليوم قال (ص):
(لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ , يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ ...) <صحيح مسلم الجزء الثاني>
في غد اليوم التالي كان الجميع بانتظار اسم الشخص الذي سيسلمه النبي (ص) الراية، فسلمها إلى الإمام علي (ع) حيث بين النبي (ص)  من خلال هذا القرار مكانة و منزلة الخلفاء وفرقهم عن امير المءمنين علي بن ابي طالب (ع) والتي افهمها بشكل صريح لكل الحاضرين. 
و اما سؤالنا : هل لدى المستشكل روايات و احاديث صريحة تشير بصراحة إلى محبة و ود النبي (ص) للخليفة الاول و الثاني و الثالث؟ 
نذكر بان في الحديث اعلاه يشير النبي (ص) بصراحة إلى حبه و وده للإمام علي بن ابي طالب و هو حديث صحيح و معتبر نقله  صحيح بخاري و صحيح مسلم و بقية مصادر الحديث المعتبرة لاهل السنة. 
5 – إذا ان مجموعة من الصحابة لم تطيع النبي (ص) في تنفيذ اوامره و السير على نهجه، فما هو ذنب النبي (ص)؟ يقول القرآن الكريم في سورة يوسف الآية 108 :
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
بعبارة ادق ان دعوة النبي (ص) تتم عن طريق العلم و المعرفة وليس القوة و الجبر. 
و سؤالنا من المستشكل: هل بامكانك ان تتجاهب كل زحمات النبي (ص) في شبه الجزيرة العربية المعروفة في اعداد و تاديب العديد من الصحابة المخلصين الذين اشرنا إليهم و تبني اساس نجاحه و فشله على عدة قليلة من الصحابة؟ 
6 – لقد بين المستشكل شبهته بالشكل الذي يوحي والعياذ بالله إلى ان انحراف الصحابة عن ايمانهم هو بسبب النبي (ص) وانه كان مقصرا في اعداد وتاديب صحابته. ياتي ذلك في وقت نعلم ان وظيفة النبي( ص) كانت بالدرجة الاولى التبليغ للدين الإسلامي و ان ايمان الاشخاص و انحرافهم تعود إلى شخصيتهم واخلاقهم الخاصة، بعبارة اخرى يستطيعون فبول هذا الدين او رفضه. يقول القرآن الكريم في سورة نور الآية 54: 
( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
على اساس الآية اعلاه، تنحصر وظيفة النبي (ص) بتبليغ الدين للناس و ان من يدخل هذا الدين فهو بنفعه و من لا يرغب بدخوله فهو الخاسر و عليه تحمل تبعات ذلك: 
(مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) طه الآية 2 
و كذلك يقول القرآن الكريم في وصف النبي (ص): 
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)
لذلك نستنتج من الآيات القرآنية بان النبي (ص) قد بذل كل جهده لتبليغ الدين الإسلامي، وان بعض الاشخاص الذين آمنوا و من ثم انحرفوا عن ايمانهم و سلوك طريق آخر هو بسبب ضعف ايمانهم و اعتقاداتهم.

ملخص الشبهة 113

تعتقد الشيعة بان الإمام يدفع ظلم الظالم، اما من الائمة الاثنى عشر الإمام علي (ع) هو الوحيد الذي وصل إلى سدة الحكم، على هذا الاساس نستنتج بانهم عجزوا عن دفع ظلم الظالم لذلك لا يمكن اعتبارهم ائمة؟

الشبهة 113
تقول الشيعة " ان الإمامة واجبة لان الإمام نائب النبي (ص) لانه يحفظ الشريعة و يسوق الناس إلى الطريق الصحيح" و كذلك يقولون "ان الإمام منصوب من قبل الله تعالى و ذلك لحاجة الناس إليه، لذلك فان تعيين الإمام من اوجب الواجبات" و ايضا يقولون " ان تعيين الإمام هي من الالطاف الإلهية، لان الإمام ضروري لارشاد و قيادة الناس و المجتمع وفي وجودة لا يستطيع الظالم الشرير ان ينفذ مآربه، حيث ان الإمام يهدي الناس إلى طريق الخير وينجيهم من الشر". في هذا السياق يقال لهم، من الائمة الاثنى عشر لم يصل إلى سدة الخلافة سوى الإمام علي بن ابي طالب (ع)، فضلا بنه كان عاجزا ان يردع الظالم عن ظلمه و يجلب الخير للناس. لذلك إذا نفكر وفق عقيدتكم فانهم ليسوا ائمة لانهم لم يحققوا اي شيئ.

جواب الشبهة 113

ان هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة هي المحور التالية: 
يحاول ان يقول ويلقن القارئ بان الائمة هم ليسوا ائمة و ذلك لانهم لم يصلوا إلى سدة الحكم و الخلافة الا الإمام علي (ع) و بذلك فهم عجزوا عن ردع الظالم وكسب الخير للناس لذلك فهم ليسوا ائمة.

و الجواب على هذه الشبهة:

1 – ليس ردع الظالم عن ظلمه واجبار الناس على ممارسة عمل الخير هي من وظائف الإمام بل تعتبر واحدة من وظائفه، فضلا عن ان تنفيذ هذه المهمة ليس بحاجة في ان يكون متصديا للجهاز الحكومي، لان حتى الاشخاص الذين هم خارج دائرة الحكم يستطيعون العمل وفق هذا النهج. 
ان الإمام علي (ع) لم يدفع الظلم في عهد حكومته بل حتى انه قبل ذلك و في زمن الخلفاء الثلاثة قد انتهج هذا النهج. ففي عهد الخليفة الثاني نرى هذا الموضوع بوفور. فقد ورد في كتاب سنن داود (واحدة من الكتب الستة لاهل السنة) ونقلا عن ابن عباس: في زمن عمر ارتكبت امراة مجنونة الزنا، فامر عمر بعد استشارة من حوله إلى رجم المراة المجنونة. في هذا الاثناء مر الإمام علي (ع) و رأى المراة المجنونة وسأل ما امرها قالوا انها ارتكبت الزنا و امر الخليفة برجمها. قال لهم دعوها و شأنها و ذهب إلى عمر خاطبه قائلا: ألم تسمع النبي (ص) يقول : " ان التكليف مرفوع عن ثلاثة مجموعات المجنون حتى يعقل و النائم حتى ينهض و الطفل حتى يبلغ الحلم" فقال عمر نعم، فقال الإمام علي (ع) فما ذنب هذه المراة حتى يتم رجمها؟ قال عمر: لم ترتكب ذنبا. فقال الإمام علي (ع) دعها و شأنها فحررها عمر و هو يقول الله اكبر".
و مشابه لهذه الرواية ورد في كتاب الغدير للعلامة اميني والذي يشير إلى حكم خطأ و هو رجم امراة من قبل عمر الا ان الإمام علي (ع) قد نجى المراة من ذلك الحكم الظالم. .
2 – الجدير بالقول ان الإمامة و الولاية هي مقولة تختلف بشكل كامل عن معنى الحكومة و الخلافة. حيق ان الإمامة منصب يتم تعينه من قبل الله تعالى و يبلغ عنه النبي (ص). على اساس الحكم الإلهي هذا فأن للائمة وظائف منها دفع ظلم الظالم فضلا عن وظائف اخرى منها: 
الف – تفسير القرآن الكريم و رفع الاشكالات والابهامات الموجودة بخصوصها فضلا الاجابة عن الاسئلة المطروحة حول القرآن الكريم. 
ب – بيان الاحكام الشريعة للناس، لان الاحكام  المروية عن النبي (ص) لا يتجاوز الخمسمائة حديث. و ان هذا المقدار من الحديث لا يكفي لسد حاجة المجتمع و الناس خصوصا إذا علمنا بان ظروف كل عصر تاتي بمستجدات جديدة. 
ج – الوقوف امام الانحرافات من خلال تقديم الايضاحات اللازمة. 
د – تاديب و تربية افراد المجتمع عن طريق الاقوال واسلوك. 
و – إقامة القسط و العدل واستتاب الامن في المجتمع الإسلامي. 
ان مسألة الإمامة و إنابة  النبي (ص) هي مسالة منفصلة عن الخلافة وجهاز الحكم، إذ ان تشكيل الحكومة تبنى على رأي  الاكثرية في المجتمع. < الرجوع إلى كتاب عشرة اسئلة و عشرة اجوبة الكتاب العاشر الجواب 10 نشر دار الميقات> 
3 – لقد عرض المستشكل الشبهة بالشكل التي توحي بان الإمام قد تم انتخابه من قبل الشيعة وبطريقة خاطئة، لكننا و كما اشرنا في ما ورد اعلاه و كذلك خلال الرد على الشبهات السابفة ان الإمام يتم انتخابه من قبل الله سبحانه و تعالى و ان النبي (ص) يبلغ ذلك إلى الناس. 
4 – في الختام نقول انه صحيح لم يصل من الائمة إلى سدة الحكم سوى الإمام علي (ع) "  -  بالتاكيد ان امام الزمان حين ظهوره وبارادة من الله سيتسلم الحكومة العالمية -  الا ان ذلك لا يعني بان الائمة في زمن حياتهم لم يردعوا الظالم عن ظلمه. في ذلك يمكن الاشارة إلى المناظرات التي كان يقوم بها الائمة مع العديد من الشخصيات العلمية و الدينية لسائر الاديان و الاجهزة الحكومية كانت بهدف دفع الظلم والسعي لعدم انحراف الناس عن طريق الهداية و الرشاد. 
على سبيل المثال، يمكن الاشارة إلى المناظرة التي قام بها الإمام التاسع لائمة الشيعة الإمام الجواد (ع) مع يحيى ابن الاكتم والتي كانت حول الاحاديث المزورة بخصوص الخلفاء الثلاثة و ذلك لان مخالفي الشيعة حاولوا تزوير احاديث النبي (ص) بهدف تحقيق مصالحهم الخاصة و ايجاد فضائل لشخصياتهم. و ايضا الوقوف امام اهل البيت عليهم السلام وبالتالي يختلط السيئ مع الجيد و يؤدي إلى ظلال الناس عن طريق الحق. 

ملخص الشبهة 114

في كتاب نهج البلاغة يدعو الإمام علي (ع) الله سبحانه و تعالى ان يغفر ذنوبه و نسيانه، في وقت تدعي الشيعة بان الإمام معصوم، اذن هناك تناقض في الامر؟

الشبهة 114
يقول الإمام علي (ع) في واحدة من ادعيته : (اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعاءَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلَاء. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَأَسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوالِ مُتَواضِعاً. اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ.) اذن فان الإمام علي (ع) يدعو الله تعالى ان يغفر ذنوبه التي ارتكباها ونسيانه الخطايا حيث ان ذلك يتناقض مع العصمة التي تدعي بها الشيعة له.

جواب الشبهة 114

ان هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة يمكن ان تكون المحاور التالية: 
يعلم من هذا الدعاء الذي يطلب فيه الإمام علي (ع) من الله تعالى ان يغفر ذنوبه يناقض ادعاء الشيعة في انه كان معصوما.

و اما الرد على ذلك: 
1 – ان الاستغفار من الاعمال العادية والمثنية عليها و هو امر قد انتشر بعد وفاة النبي (ص) حيث اشارت الآية 33 من سورة الانفال إلى هذا الموضوع بشكل صريح: 
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
في تفسير (مفاتيح الغيب) لفخر الرازي احد علماء السنة الذي كتب في ذيل هذه الآية: توضح هذه الآية بان الاستغفار هو امان من العذاب. و قال ابن عباس: " ان رسول الله (ص) والاستغفار ثماما امان للناس، لكن النبي (ص) رحل عن هذه الدنيا وبقي الاستغفار إلى يوم القيامة"
2 – الاستغفار ياتي من جذر (غفر) حيث جاء في كتاب لسان العرب: ان اصل كلمة الغفر هو الستر و التغطية (غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ) ويكتب راغب اصفهاني في كتاب المفردات (ان الغفر والغفران تعني الامان من عذاب الله سبحانه و تعالى). 
لذلك في ان ما ورد في كتب اللغة اعلاة فأن طلب المغفرة تعني البقاء في امان من عذاب الله تعالى. في بعض الاحيان هناك تداعيات لعمل حسن، فنطلب من الله تعالى ان يستر على تبعات ذلك العمل من خلال الاستغفار. على سبيل المثال ان ندفع ظلم الظالم من المظلوم. جيث ان هذا السلوك يؤدي إلى ان يحقد و يكرهنا الظالم لذلك عن طريق الدعاء ندفع حقد و كراهية الظالم عنا. 
3 – ان النبي (ص) كان يستغفر الله و كما قال الترمذي (من غلماء السنة) نقلا عن رسول (ص) قال : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ) 
من جهة اخرى ان ما يتفق عليه علماء اهل السنة ان عصمة رسول الله (ص) تتمحور في عصمته عند استلامه الاوامر من الوحي وابلاغها إلى الناس. و كذلك ان استغفار النبي (ص) و كما نقله الترمذي فانها تتضمن ما قبل الرسالة و ما بعدها فضلا في زمن نزول الوحي و بعدها ايضا. لذلك فان سؤالنا من المستشكل: ما هو تعليقه على استغفار النبي (ص)؟ فلو قبلنا بهذه الفرضية بان النبي (ص) قد اخطأ في نقل كلام الوحي، فهل يجب التشكيك بعصمته التي اتفق عليها علماء اهل السنة؟ 
4 – اشار علماء الشيعة إلى اسباب استغفار النبي (ص) و الائمة الاطهار (ع) التي نشير إليها بهذا الشكل < منقول عن محاضرات الاستاذ مخملباف في موضوع المعاد،  المحاضرتين 84 و 85  تحت عنوان التوبة الخاصة>: 
الف – يلاحظ زيادة في علم الانبياء و الاوصياء وكما ورد في القرآن الكريم في سورة طه الآية 114: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
في هذا الدعاء ليست هناك  حدود غب عبادة النبي (ص) بل هي إلى نهاية عمره. و نفهم ايضا بان علم الانبياء و الاوصياء يزداد يوم بعد اخر وكلما زاد علمهم و معرفتهم زادت درجاتهم و منزلتهم و انهم  في هذه الحالة يزيدون من استغفارهم لله تعالى. ( ما عبدناك حق عبادتك و ما عرفناك حق معرفتك) < بحار الانوار علامه مجلسي> 
ب – لان الانبياء والائمة المعصومين هم إناس ولهم حدود لذلك نرها وخشية من القصور في تقديم الشكر إلى الله تعالى فانهم يستغفرونه بشكل مستمر. 
ج – ان الانبياء و الاوصياء لا يفكرون بشيء سوى كسب رضاية الله سبحانه و تعالى، لكنهم في بعض الاوقات وبالاضطرار عليهم بانحاز وظائفهم البشرية كتناول الطعام و عيرها من الاعمال الانسانية مما قد يشعرهم بقصور اعمالهم لذا نراهم باستمرار يستغفرون الله تعالى. على هذا الاساس فانه لا يمكن اعتبار كل استغفار بانه دليل على ان المستغفر قد ارتكب معصية او ذنبا، بل يحتمل ان يكون بسبب واحدة من القضايا اعلاه. 

ملخص الشبهة 115

تعتقد الشيعة بانه ليس هناك نبيا لم يؤمن بولاية علي (ع) فلو كان كذلك فلماذا الشيعة وحدها تنقل هذه الرواية؟

الشبهة 115
"تقول الشيعة ليس هناك نبي بين الانبياء لم يقبل بولاية علي بن ابي طالب (ع)، و ان الله شبحانه و تعالى قد اخذ من انبيائه البيعة للإمام علي (ع)". ان الشيعة قد ضحمت الموضوع إلى الحد الذي قال في إطاره شيخهم طهراني: "ان كل ما في الكون قد قبل ولاية الإمام علي (ع) و ان الذي لم يقبل ولايته فهو من الفاسدين". نقول للشيعة ان الانبياء كانوا يدعون إلى التوحيد و عبادة الله سبحانه و تعالى و ليس ولاية الإمام علي (ع). (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) الانبياء 25 . فإذا طانت ولاية علي (ع) كما تدعي الشيعة في كل صحف الانبياء فلماذا لم تنقلها اية جهات اخرى او نرها في مصادر الاديان الاخرى.؟و لماذا لم تذكر في القرآن الكريم الكتاب الذي يتضمن كل الاديان الاخرى؟

جواب الشبهة 115

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة: 
1 – يسعى إلى ان يقول بان الشيعة  اضيبت بالغلو في ولاية الإمام علي (ع) و وصلت إلى الحد الذي قالت في إطاره بان الله تعالى اخذ البيعة له من بقية انبياء الله.  
2 – يحاول ان يقول بان كتب الانبياء الآخؤين لم تتحدث عن ولاية الإمام علي (ع) بل فقط هم الشيعة الذين يبالغون في هذا الموضوع و في المستقبل سنبرهن على خطأ المستشكل. 
3 – ان يقول بان ولاية الإمام علي (ع) لم تذكر في القرآن الكريم و هو كلام بعيد عن الانصاف و يتصف بالنفاق.

و في الرد على هذه الشبهة: 
1 – في البداية نقول بان وظيفة الانبياء الاولى كانت دعوة الناس إلى التوحيد والاعتقاد بالله سبحانه و تعالى. فضلا ان الانبياء إضافة إلى ذلك كانوا يدعون الناس إلى قضايا اخرى و منها البشارة بمعث خاتم الانبياء و الرسل محمد (ص). فقد جاء في الآية 137 من سورة الاعراف: 
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
ان المستنتج من الآية اعلاه هو ان واحدة من وظائف الانبياء بالإضافة الدعوة إلى التوحيد البشارة ببعثة النبي (ص)، و ان هذا الموضوع موجود في كتبهم. 
لكننا و كما نعلم فان كتب الاديان الاخرى التي اشارت إلى النبي (ص) قد تم تزويرها و حذف اسم النبي (ص) فما هو توقعنا من المزورين في ان يبقوا على ولاية الإمام علي (ع) في كتبهم؟ 
لقد تم حذف اسمي النبي (ص) و الإمام علي (ع) من التوراة و الانجيل و لكننا مع ذلك نعثر على بعض الآثار بخصوصهما، على سبيل المثال، جاء في انجيل متي الباب 27 الآية 46: 
( قريبا من الساعة التاسعة، نادى عيسى (ع) ايلي ايلي لما سبقتني. 
وقال قندوزي حنفي من علماء اهل السنة ونقلا عن الإمام علي (ع): 
( انا ايليا الانجيل)
على هذا الاساس و خلافا لما قاله المستشكل فقد تمت الإشارة في كتب التوراة و الانجيل إلى اسم الإمام علي (ع). 
2 – يقول المستشكل بان الشيعة قد بالغوا بالموضوع عندما قالوا " ان الله اخذ البيعة من الانبياء لولاية الإمام علي (ع)". في الجواب نقول اما ان المستشكل لم يطالع كتب مذهبه او انه اغمض عينه عن الحقائق الموجودة فيها. يقول حاكم الحسكاني من علماء السنة في كتابه (شواهد التنزيل): 
(عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما أسري بي إلى السماء إذا ملك قد أتاني فقال لي: يا محمد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا.قلت: معاشر الرسل والنبيين على ما بعثكم الله؟ (1) قالوا: على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.)
وشبيه لهذا الحديث نقله كل من حاكم نيشابوري و ابن عساكر وهما من علماء اهل السنة في كتبهم. لذلك فان هذا الادعاء باطل في ان ادعاء الشيعة لم تذكر فقط في كتب الشيعة بل حتى كتب اهل السنة اشارت إلى ذلك ايضا. 
3 – هنالك العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تشير إلى ولاية الإمام علي (ع) و انه خليفة النبي (ص). و اننا قد اشرنا إليها في الشبهات السابقة منها آية الولاية المائدة 55 و آية اولو الامر النساء 59 و آية الإبلاغ المائدة 67 و آية الإكمال المائدة 3 و.... 
بهدق دراسة الموضوع بشكل اكثر تفصيلا يرجى مراجعة كتاب الغدير للعلامة اميني. 

ملخص الشبهة 116

هل عقد الائمة زواج العقد المؤقت (الصيغة) وإذا كان كذلك فمن هم اولادهم؟

الشبهة 116
هل عقد الائمة عقد الزواج المؤقت (المتعة) و من هم اولادهم جراء هذا الزواج؟

جواب الشبهة 116

ان هدف المستشكل من هذه الشبهة يمكن ان تكون المحاور التالية: 
ان يقول بان ائمة الشيعة لم يعقدوا عقد الزواج المؤقت (المتعة) لانه لم يكن جائزا.

اما الرد على هذه الشبهة: 
<  في سياق الرد عللا هذه الشبهة تم في بعض الموضوعات الاستفادة من كتاب العلامة العسكري (الزواج المؤقت (المتعة) في الإسلام>. 
1 – في البداية من الضروري ان نعرف الزواج المؤقت، حيث ان الفقه الشيعي يعرف الزواج المؤقت (المتعة) : 
( ان المراة و بارادتها الخاصة او عن طريق و كيلها ان تزوج نفسها لرجل مع مهر معلوم ولزمن معلوم لرجل ليست امامه موانع للزواج المؤقت). " الموانع الشرعية منها القرابة او الرضاعة او ان تكون متزوجة". و عندما ينتهي العقد المؤقت او ان يتنازل الرجل عن بقية المدة الزمنية للعقد للمراة، يعتبر العقد منتهيا، و اما المولود من هذا الزواج فله حكم المولود من الزواج الدام. 
في تفسيره عرف القرطبي (احد علماء السنة) الزواج المؤقت بهذا الشكل: 
( ان الزواج المؤقت (المتعة) عبارة ان يعقد الرجل على امراة و بحضور اثنين من الشهود  وكذلك ولي امر المراة و لمدة معينه بعدها بقوم الرجل بدفع مبلغ المهر كاملة للمراة. و حتى وقوع العادة الشهرية ونظافة الرحم يمكن ان تكون عدة المراة وان المولود يكون للطرفين، و بعد ذلك يمكن للمراة ان تتزوج رجل آخر). <تفسير الجمع لاحكام القرآن>. 
2 – ان الزواج المؤقت يعتبر من الفرائض  و حلال أيضا، و قد جاء ذكرها في القرآن الكريم في جزء من الآية 24 من سورة النساء: 
(فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
و يقول الطبري في تفسيره (جامع البيان)  تعليقا على ذيل الآية اعلاه و نقلا عن ابن عباس بخصوص الزواج المؤقت: 
" ان المعنى من كلام الله في هذه الآية هي المتعة". لذلك فان زواج المتعة لو كان حراما لما اشار الله تعالى إليها في الآية اعلاه و ذمها في نفس الوقت  بل حتى انه امر بدفع المهر للمراة. 
3 – لقد كان الزواج المؤقت رائجا في زمن النبي (ص) و الخليفة الأول، لكن الخليفة الثاني منع زواج المتعة كما ورد ذكر ذلك في صحيح مسلم نقلا عن ابو الزبير: 
( حدثني  محمد بن رافع حدثنا  عبد الرزاق أخبرنا  ابن جريج أخبرني  أبو الزبير قال سمعت  جابر بن عبد الله يقول كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث) 
3 – الجدير بالذكر ان بعض الصحابة في عهد الخليفة الثاني قد اصروا على ان الزواج المؤقت حلال. في ذلك قال ابن الحزم الاندسي في كتابه (المحلي بالآثار): 
بعد وفاة النبي (ص) بقى عدد من الصحابة على احليت الزواج المؤقت منهم اسماء بنت ابي بكر و جابر بن عبد الله و ابن مسعود و ابن عباس و معاوية ابن ابي سفيان و عمرو بن حريث و ابو سعيد خدري و سلمه ومعبد اولاد اميه بن خلف و روى جابر بن عبد الله اكثر من بقية الرواة عن الحليت في زمن النبي (ص) و ابو بكر وإلى آواخر عهد عمر. 
كذلك يقول ابن حزم: 
ان عمر بن الخطاب رفض المتعة إذا لم يشهد عليها شاهدين عاقلين. و يضيف لقد اصر كل من ظاووس و عطاء بن سعيد بن جبير و بقية فقهاء مكة المكرمة على احلية الزواج المؤقت. 
وايضل ورد في كتاب المصنف لمؤلفه عبد الرزاق احد علماء السنة ونقلا عن عطا: 
كان صفوان بن بغلي اول شخص سمعت منه عبارة المتعة، حيث اخبرني بان معاوية بن ابي سفيان قد عقد زواج المتعة على امراة من الطائف وانني ذمت هذا الامر. بعدها ذهبنا إلى ابن عباس و اخبرناه بالقصة قال نعم ان الزواج المؤقت حلال. في هذه الاثناء دخل علينا جابر بن عبد الله  و ذهبنا إلأى بيته وكان هناك عدد من الناس الذين يتباحثون في شؤون الدين و وصل البحث إلى الزواج المؤقت، فقال جابر بن عبد الله: نعم ان الزواج المؤقت كان رائجا في زمن النبي (ص) و ابو بكر حتى إلى آخر عهد عمر عندما عقد عمرو بن الحريث زواج مؤقت على امراة. 
كذلك يكتب عبد الرزاق في مكان آخر: 
عندما وصل إلى الطائف،  تزوج معاوية بن ابي سفيان زواج مؤقت  من الجارية (معانه) التي حررها ابن خضرمي. وقال جابر بن عبد الله رايت معانة في الشام و هي حية ترزق و ان معاوية كان يرسل إليها الهدايا في كل عام حتى زمن وافها الاجل. < المصنف عبد الرزاق> 
على اساس ما ذكر اعلاه بخصوص زواج المتعة والتي اذت كلها من مصادر اهل السنة و ان علماء السنة اعتبروه امر حلال و رائج في عهد النبي (ص) و ابو بكر، فما هو جواب المستشكل على ذلك؟

ملخص الشبهة 117

تقول الشيعة بانه لا مسألة او قضية يمكن ان تكون مخفية عن الائمة وان علي (ع) كان باب العلم، فلماذا لم يصدر حكم المذي؟

الشبهة 117
تقول الشيعة: ان الائمة يعلمون بالقضايا التي مضت وبالقضايا التي سوف تتحقق، وليس هناك شيء مخفي عليهم، لكن كيف ان الإمام علي بن ابي طالب (ع) لا يعرف عن المذي شيئا و هو الملقب بباب العلم وانه قد ارسل شخص إلى النبي (ص) ليعلمه بخصوص ذلك؟

جواب الشبهة 117

ان هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة يحتمل ان تكون المحاور التالية: 
1 – يحاول ان يقول ان لقب باب العلم قد منح للإمام علي (ع) من قبل الشيعة فقد و على خلفيتها ينكر علم  الائمة و على راسهم الإمام علي (ع). 
2 – و ان يقول في شبته لو افترضنا بان الإمام علي (ع)  و بقول الشيعة بانه باب العلم، فلماذا يجهل كل مسألة فقهية؟ على هذا الاساس فان فريضة الشيعة خلاف واضح.

و اما الجواب على ذلك:

1 – في البداية نقول ان النبي (ص) هو من لقب الإمام علي (ع) بباب العلم، و انه كان يخاطبه بهذا اللقب. 
يقول ابن عباس بان النبي كان يقول : 
(" أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا ، فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِينَةَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ ") <المستدرك على الصحيحين>
كذلك نقل المتقي الهندي من علماء السنة عن النبي (ص) :
" عَلِيٌّ بَابُ عِلْمِي ، وَمُبَيِّنٌ لأُمَّتِي مَا أُرْسِلْتُ بِهِ مِنْ بَعْدِي ، حُبُّهُ" <كنز العمال المتقي الهندي>
2 – لقد تسلم الإمام علي (ع) علمه وبامر من الله سبحانه و تعالى من النبي (ص)، و ان النبي (ص) قد علمه العلوم. في هذا السياق، ينقل قندوري حنفي رواية عن ابن عباس في هذا الخصوص و نقلا عن النبي (ص):
(عندما كنت في المناجاة و الدعاء فان كل ما تعلمته من الله سبحانه و تعالى علمته إلى علي فهو باب مدينة علمي) < جزاب المودة قندوري الحنفي> 
و ان الإمام علي (‘9 لا يعرف عن سائل المذي شيئا امر خاطئ و لم تذكره اية من المصادر الإسلامية. لكن إذا افترضنا بان شؤال المستشكل صحيح و ان الإمام ارجع الشخص السائل إلى النبي (ص) فان ذلك لا يعني بان علم الإمام ناقص بل انه رعى الادب والاصول لان النبي (ص) لا زال حيا و هدف الإمام استفادة الناس من النبي (ص) و هو لا زال على قيد الحياة . و بالمرتبة الثانية يشير الارجاع إلى فضيلة اخرى من فضائل الإمام علي (ع) الذي يتمتع بها في قالب مراعاته للادب و الاصول. 
2 – هنا نشير إلى وجهة نظر العلامة اميني المهمة والتي جاءت في إطار الرد على ابن خرم الاندلسي احد علماء السنة و شبهة المستشكل: 
لا اعلم هل اضحك على هذا الشخصلانه جاهل ام عافل عن الحقائق؟ لانه من الواضح ان علم الإمام علي (ع) كان اكثر بكثير من علم بقية صحابة النبي (ص) حيث كان الجميع يستفتونه في كثير من الاحكام و القضاء و مرحعهم الاول في ذلك. 
بعد ذلك يشير العلامة اميني إلى روايات روايات منقولة كتب اهل السنة تذكر بان النبي (ص) اشار في إطارها إلى علم الإمام علي (ع): 
ففي واحدة من هذه الروايات خاطب النبي (ص) ابنته فاطمة عليها السلام بالقول: 
(أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما) 
(أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلمّا أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلامًا أما تركت أعرابيتك بعد ...) 
و تقول ام المؤمنين عائشة في وصف الإمام علي (ع):
(اما انه اعلم الناس بالسنة) <طبقات الفقهاء ابو اسحاق شيرازي شافعي>
كذلك ينقل من الخليفة الثاني كلمات مشهورة بخصوص الإمام علي (ع) وتبين مدى حاجته إلى علم الإمام (ع): 
الف – لولا علي لهلك عمر 
ب – اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن طالب حيا
ج – اعوذ بالله  من معضلة و لا ابو حسن لها. < البداية و النهاية ابن كثير الدمشقي>
ان ما ذكر اعلاه يبين مدى علم الإمام علي (ع) وليس فقط الناس بحاجة إلى علمه بل الخلفاء و كبار الصحابة ايضا.  

ملخص الشبهة 118

تدعي الشيعة بان الصحابة الذين سطوا الخلافة من الإمام علي (ع) لا يمكن نعتهم بالعدل، فلماذا لا تنعت الشيعة بعض فرق كالفطحية والواقفية الذين لن يقبلوا بعض الائمة بهكذا صفة؟

الشبهة 118
تعتقد الشيعة بان الجريمة التي ارتكبها الصحابة هو الانحراف عن طريق الإمام علي (ع) و في نفس الوقت غصبوا الخلافة منه. لذلك فان هؤلاء و باعتقاد الشيعة لا يمكن وصفهم بالعادل. فلماذا لا تعتبر الشيعة بعض الفرق الدينية كالفطحية و الواقفية التي ترفض إمامى بعض الائمة غير عادلين، ألا يشعر بوجود تناقض في اقوال الشيعة بهذا الخصوص؟

جواب الشبهة 118

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل في بيان هذه الشبهة: 
- يسعى إلى القول بان الصحابة هم الذين يختارون الخليفة، و إذا لم يتم اختيار الإمام علي (ع) فقد كان ذلك رأي كل الصحابة و ليس عدد منهم. 
- 2 – يحاول ان يقول بان للشيعة فرق تابعة ترفض إمامة بعض الائمة و مع ذلك فانها تقوم بحمابتهم و تعتبرهم عادلين. 

و اما الجواب على ذلك: 
1 – وكما ذكرنا في سياق الرد على الشبهات السابقة، ان الإمام يتم تعينه من قبل الله سبحانه و تعالى و ان النبي (ص) يبلغ عن ذلك للناس. الآية 124 من سورة البقرة اشارت إلى هذا الموضوع: 
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 
2 – ان الشيعة تعتبر اصحاب النبي (ص) الحقيقيين اولئك الذين يطيعون اوامر الله الواردة في القرآن الكريم ويطبقون السنة النبوية بحذافيرها. و في نفس الوقت لا تعتبر الشيعة كل اصحاب النبي هم منحرفين بل تعتبر اولئك الذين غصبوا الخلافة من صاحبها الحقيقي وبذلك وحهوا ضربات للإسلام و المجتمع البشري. 
3 – الجدير بالقول ان الشيعة لا تعتبر الفرق التي لا تعترف بائمة بعض الائمة كالفطحية والواقفية بانهم شيعة بل تعتبر الفرق التي تعترف بإمامة كل الائمة هم شيعة. 
4 – و هنا نسأل المستشكل السؤال التالي: من هو العادل و الظالم بنظره؟ هل ان الاشخاص  الذي اغتصبوا الخلافة عادلين؟ ام اولئك الذين قتلوا صحابة منهم عمار بن ياسر و حجر بن عدي من العادلين؟ و هل إذا ظلمت مجموعة الآخرين أليسوا ظلمة؟ و لو فرضنا بانهم تابوا، هل علم احد بتوبتهم او رأها؟ و هل لو افترضنا بان شخص كان عادل في البداية و بمرور الزمن فقد عادلته؟ 

ملخص الشبهة 119

اتصف الائمة بانهم يتجلون بالتقية والتي تعني سكوتهم بخصوص بعض القضايا، لذلك لا يمكن اعتبار الائمة اصحاب التقية بانهم معصومين؟

الشبهة 119
تتفق كل مصادر الشيعة بان الائمة عليهم السلام انتهجوا التقية، و ان التقية تعني بانه في بعض الاحيان مضطرين ان يقول لسانهم كلام و قلوبهم تقول شيء آخر، و يحتمل على خلفيتها ان يقولوا في بعض الاحيان كلام يخالف الحقيقة! و ان كل من ينتهج التقية ليس بمعصوم لانه بالتاكيد سيكذب و ان الكذب ذنب كبير.

جواب الشبهة 119

يمكن ان يكون هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة المحاور التالية:
1 – يحاول ان يقول بان التقية تعني الكذب. 
2 – ان يقول بان الائمة (ع) انتهجوا التقية و بذلك كذبوا لذا هم ليسوا معصومين؟!

و اما ردنا على ذلك:

1 – في البداية و لفهم الموضوع بشكل ادق، نشير إلى المعنى اللغوي و مضطلح لعبارة (التقية): 
:ان الاتقى هو جذر التقية و بمعنى الابتعاد عن ... و عدم المخاطرة و هدف الصيانة" وفي باب المصطلح تعني انه عند تعرض اموال و املاك و شرف مسلم إلى الخطر بسبب عقيدته، فانه يستطيع ان يخفي عقيدته عن الآخرين. < منشور عقائد الإمامية جعفر سبحاني>. 
في الحقيقة ان التقية تشبه الطريقة التي يتبعها معظم الجنود في ميادين القتال، حيث يختفون وراء الاشجار وفي الانفاق و الحفر و يلبسون ملابس تشبه الاشجار للمحافظة على حياتهم. < الشيعة ترد ناصر مكارم شيرازي> 
2 – اشارت العديد من الآيات القرآنية إلى التقية، على سبيل المثال الآية 28 من سورة غافر: 
(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)
على هذا الاساس فان مؤمن آل فرعون نصح المتعصبين من قومه في ان لا يهدروا دم موسى (ع) الذي من خوفه اختفى عن انظار الناس. 
ب – الآية 106 سورة النحل: 
(من كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
ولقد جاء بشان نزول هذه الآية : 
لقد اسر الكفار في مكة المكرمة عمار بن ياسر وابيه و امه وطلبوا منهم ان يرتدوا عن دين الإسلام، رفض ابويه فقتلهم الكفار الا ان عمار وبانتهاج التقية نجى بنفسه من القتل فذهب باكيا إلى رسول الله (ص)  واخبره بالقصة فقال له النبي ان ابويك هم من الشهداء اما انت فلو وقعت مرة اخرى في اسر الكفار انتهج نفس سلوك التقية التي انتهجته. 
2 – في زمن بني العباس، اعتبر بعض علماء السنة بان القرآن الكريم عفى عليه الزمن، تم اعتقالهم من قبل بني العباس الا انهم و للنجاة من القتل اعترفوا بان القرآن الكريم كتاب لكل العصور. < الشيعة ترد مكارم سيرازي> 
يقال بان المامون الخليفة العباسي في البداية خاطب ابراهيم بن اسحاق رئيس شرطة بغداد ان يعتقل سبعة من المحدثين المعروفين وتحت الحراسة المشددة ياتي بهم إلى دار الخلافة. في البداية و لاختبارهم سالهم ما هو اعتقادهم بخصوص القرآن الكريم، رد الجميع بانه كتاب محلوق ( و هو عكس اعتقاد اهل السنة بانه كتاب قديم و هو الاكثر شهرة وسط المتحدثين من اهل السنة). 
في هذا الوقت كتب المامون خطابا آخر إلى ابراهيم بن اسحاق يطلب منه احضار 26 من المحدثين السنة فقرأ عليهم الخطاب وسالهم واحد بعد الآخر فقال الجميع بان القرآن كتاب مخلوق إلا اربعة منهم وبذلك تم اطلاف سراخهم على خلفية التقية التي انتهجوها. < محمد بن سعد كتاب وافدي>
كان احمد بن حنبل و سجاده القواريري  ومحمد بن نوح من الاربعة الذين قالوا بان القرآن كتاب قديم، فامر بشدهم بالسلاسل الحديدة وان يلفوا بهم المدينة، و مرة اخرى تم سؤالهم فانتهج سجادة التقية ونجى بذلك اما البقية اصروا على رايهم و تم حبسهم. 
عندما اعترض البعض على تقية هؤلاء، ذكروهم بتفية عمار بن ياسرامام الكفار . <تاريخ طبري> 
ان كل ذلك يشير بوضوح هو ان الانسان عندما يتعرض إلى خطر سواء كان هذا الخطر من قبل كافر او من قبل مسلم يستطيع ان ينتهج التقية لانقاذ نفسه. 

ملخص الشبهة 120

طلب احد اصحاب الإمام علي (ع) منه ان يصلح ما خربه الخلفاء الثلاثة السلف إلا ان الإمام رفض ذلك وقال لو فعلت ذلك لانهار الجيش من حولي، فهل ان هكذا امر يتناسق ويتناسب مع العصمة؟

الشبهة 120
في رواية، قال كليني: ان احد موالي الإمام علي (ع) طلب منه ان بصلح ما خربه الخلفاء الثلاثة، فرفض الإمام ذلك و فال لو انه قام بهذا العمل لانفض العساكر من حوله. اة ان الاتهامات التي اطلقها الشيعة بخصوص الخلفاء الثلاثة (ابو بكر و عمر و عثمان) فبل الإمام علي (ع) ستتضمن اشياء مخالفة للقرآن و السنة. فهل ان الإمام علي (ع) قد ترك الخلافات و ام انها منسقة مع عصمته التي تدعي بها الشيعة؟

جواب الشبهة 120

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل من طرح هذه الشبهة: 
1 – يريج ان يقول بان الخلفاء الثلاثة لم ينتهجوا خلافا للقرآن والسنة ولو كان كذلك لاصلح الإمام علي (ع) الامور و ذلك اولا: ان هذا الامر يخالف عصمته و ثانيا، في الحقيقة ان الخلفاء الثلاثة لم ينتهحوا نهجا يخالف القرآن و السنة النبوية.

و اما الرد على ذلك: 
1 – ان النبي (ص) لم يختار خليفة من بعده لذلك اجتمع الناس في السقيفة و اختاروا ابو بكر للخلافة. و لو قلنا بان هذه الفرضية صحيحة، لكن لماذا لم يتم العمل بالآية 21 من سورة الاحزاب: 
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
اذن فان النبي (ص) اسوة لكل المسلمين أليس هو كذلك؟ لان النبي (ص) لم يعين الخليفة و لكن وفق أيات القران و احاديثه كان المفروض ان يكون الاسوة في انتخاب الخليفة، وعدم انتهاج ذلك الا يعتبر مخالفا للقران و السنة؟ فما هو جواب المستشكل على ذلك؟ 
2 – في الرد على المستشكل الذي قال بان الشيعة من خلال توجيهم الاتهامات للخلفاء الثلاثة قد خالفوا القرآن والسنة النبوية. نرد بالقول ان هناك العديد من النماذج بمخالفة هؤلاء للقران و السنة النبوية و للاختصار  يمكن ان يراجع القراء الكتاب القيم الغدير للعلامة اميني لكسب المعلومات الوافية حول الموضوع. 
الف – الكل يعلم اكثر من عمر: 
في يوم من الايام صعد عمر على منبر النبي (ص) وخطب: ايها الناس لقد رفعت مبلغ المهر، فقد كان في زمن النبي (ص) لا يتجاوز المبلغ 400 درهم و ان زيادة المبلغ لا تعني زيادة التقوى و التقرب من الله لذا لا تعينوا مبلغ المهر اكثر من 400 درهم. و من ثم نزل من على المنبر. اعترضت امراة على قوله وقالت له :لقد نهيت زيادة المهر فقال عمر : نعم قالت الم تسمع قول الله سبحانه و تعالى في سورة النساء الآية 20 
(وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا)
فقال عمر اللهم اغفر لي فالجميع اكثر علما من غمر فصعد المنبر مرة اخرى وخطب الجميع يحق لهم ان يدفعوا المهر بالمبلغ الذي يشأءون. <الدر المنثور في التفسير الماثور السيوطي>

ج – رأي عثمان في صلاة المسافر الكاملة
ينقل عبد الله بن عمر:
في منا صلى النبي (ص) صلاة ركعتين و اقتدى به كل من ابو بكر و عمر، اما عثمان و في اول عهد خلافته صلى ركعتين، و من ثم غير نهجه و صلى اربعة ركعات. < الدر المنثور في التفسير الماثور السويطي>. 
3 – ان الإمام علي (ع) في كثير من المسائل التي كان الخلفاء الثلاثة ينتهجون في إطارها خلا للقرآن و السنة كان يعلن مخالفته منها منع حج التمتع و الزواج المؤقت من قبل عمر بن الخطاب، و تقديم الخطبة قبل صلاة العيد من قبل عثمان. و التي تمت في الشبهات السابقة الإشارة إلى نماذج منها. ان كلام امير المؤمنين (ع) هي قيمة و دقيقة إلى الجد الذي قال فيه الخليفة الثاني: 
(لولا علي لهلك عمر) < الاستيعاب في معرفة الاصحاب ابن عبد البر>
بالرغم من انه ليس هناك حاجة لذكر هذه المسائل، لكنه بعد الخلفاء الثلاثة انتهج نهج اصلاح المجتمع و هداية الناس إلى الطريق الصحيح: 
الف – خطبته عليه السلام عندما بايعه اهل المدينة: 
(ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَثُلَاتِ حَجَزَتْهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ أَلَا وَإِنَّ بَلِيَّتَكُمْ قَدْ عَادَتْ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ (صلى الله عليه وآله) وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ الْقِدْرِ حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلَاكُمْ وَأَعْلَاكُمْ أَسْفَلَكُمْ وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا وَاللَّهِ مَا كَتَمْتُ وَشْمَةً وَلَا كَذَبْتُ كِذْبَةً وَلَقَدْ نُبِّئْتُ بِهَذَا الْمَقَامِ وَهَذَا الْيَوْمِ أَلَا وَإِنَّ الْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي النَّارِ أَلَا وَإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَأُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَبَاطِلٌ وَلِكُلٍّ أَهْلٌ فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ لَقَدِيماً فَعَلَ وَلَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَلَعَلَّ وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْ‏ءٌ فَأَقْبَلَ.) <نهج البلاغة الخطبة 16>. 
ان الخطبة اعلاه تبين  الاوضاع إلى اين وصلت في عهد الخلفاء الثلاثة و التي فرضت على الإمام ان يبدأ حركة التغيير و الاصلاح فيه. 
ب – يقول الإمام علي (ع): 
(وَاللهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ النِّسَاءُ، وَمُلِكَ بِهِ الاْمَاءُ، لَرَدَدْتُهُ; فَإِنَّ في العَدْلِ سَعَةً، وَمَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ العَدْلُ، فَالجَوْرُ عَلَيْهِ أَضيَقُ!) < نهج البلاغة الخطبة 15>
يفهم من الخطبة اعلاه ان اموال بيت المال قد صرفت في جهات لا يجلب ان تصرف فيها و ان الإمام (ع) وعد بإعادة الاموال و اصلاح امور بيت المال. 
ج – ان الإمام علي (ع) و بهدف الحكم وفق القرآن الكريم و السنة النبوية، قرر عزل الولاة الذين عينهم عثمان و نصب ولاة متقين و مؤمنين بدلا عنهم. < تاريخ يعقوبي الجزء الثاني خلافة الإمام علي (ع)>.