عشرة أجوبة لعشرة أسئلة؛ الکتاب الثالث

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عشرة أجوبة لعشرة أسئلة

لجنة التحقيق والبحوث لمؤسسة ميقات القرآن

المقدمة:
...فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب (18)
في عالم اليوم الذي يعتبر عصر التواصل وانفجار المعلومات، تصل المعلومات وتعرض العقائد على الناس بطرق مختلفة وأساليب متعددة. في هذا الإطار يلاحظ بأن العديد من المدارس الدينية كالاسلام وبفرقها المتعددة (الشيعية والسنية) وكذلك المسيحية واليهودية والبودائية والزردوشتية إضافة إلى فرق استعمارية وصهيونية منها البهائية وكذلك العديد من المدارس القكرية المؤسسة حديثا، يلاحظ بأنها تروج إعلاميا ودعائيا لافكارها في كل انحاء العالم بهدف كسب النس والرأي العام.

في هذا الوسط، لو تم التبليغ لإسلامنا العزيز كما سلك في هذا الإطار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وكذلك الائمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لكان من البديهي ان نرى دخول أعداد غفيرة من البشر إلى دين الإسلام، ولانرى بقاء أي معارض لللإسلام إلا اولئك المعاندين والمنافقين.
لكن من جهة أحرى، يلاحظ كثرة المخالفين للمذهب الشيعي بسبب خوفهم من خسارة منافعهم ومصالحهم. حيث فرض عليهم ذلك ان يقف واحدهم إلى جنب الآخر وتعبئة كافة امكاناتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لمواجهة الشيعة، ولحظة بعد أخرى زادوا ويزيدون من امكاناتهم وفي هذا السياق، قاموا بتوظيف كافة امكاناتهم منها وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية والفضائية والمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات والصفحات الممغنطة CD فضلا الاستفادة من أساليب الإرعاب والتهديد والاغتيال والهجمات الانتحارية حيث تم توظيف هذه الامكانيات بشكل تام. والسؤال المطروح: هل تعرضت أي واحدة من المذاهب الأخرى إلى هذا الهجوم الشرس الذي تعرض له مذهب التشيع؟ بالتأكيد الجواب هو كلا، حيث ان مذهب التشيع والمتمسكين به من الموالين الحقيقيين للنبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع)، لان هؤلاء وعلى مر عصور التاريخ لم يخضعوا إلى أية قوة استعمارية ومعادية أو ان يخضعوا لأي سلطة استعمارية مهما كانت قدرتها. في المقابل وللأسف خضعت بقية الفرق المذهبية الأخرى وبأي شكل كان إلى سلطة الاستعمار. وفي هذا الإطار تعتبر (الوهابية) النموذج البارز لهذا العداء فقد ـسست بريطانيا والصهيونية هذه الفرقة حسب اعتقاد العديد من الخبراء.
قامت ألوهابية بالتخطيط لاشرس الهجمات على التشيع والشيعة وتعبئة كافة الطاقات في هذا الخصوص. في هذه الأرضية يمكن الإشارة إلى كتاب تم طبعه ونشره من قبل الدولة السعودية (مهد ومركز الوهابية) الذي تم توزيعه في السنوات الأخيرة بين حجاج بيت الله الحرام وبالأخص الحجاج الإيرانيين. وبمسمى (اسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق). ويحتوي هذا الكتاب على 180 شبهة ضد الشيعة. ويبدو للنظر بأن كل الرآسمال العلمي والفكري للوهابية يتلخص في هذا الكتاب، لأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية وكذلك المحاضرات التي تلقى في مجالسهم الخاصة ومن خلال الاستفادة من الأسئلة المطروحى في هذا الكتاب، تفوم مجتمعة بتسجيل الشبهات ضد الفكر الشيعي.
لهذا السبب، قام مركز التحقيق والأبحاث التابع لمؤسسة ميقات القرأن بنشر كتيب تحت عنوان (عشرة أجووبة لعشرة أسئلة) بمثابة رد على كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق) وجاء الرد بشكل مفصل من خلال انتخاب عشرة أسئلة من الكتاب أعلاه وتم درج الأجوبة في هذا الكتيب من قبل لجنة التحقيق والبحوث.

ونسترعي الانتباه إلى الملاحظات التالية قبل قراءة هذا الكتيب:
الأولى: بعض الأجوبة التي وردت في هذا الكتيب مأخوذة من المحاضرات التي ألقيت في مؤسسة ميثات القرأن وقام لفيف من الشباب الهواة في مؤسسة ميقات القرأن بتسجيلها على الصفحات الممغنطة CD
الملاحظة الثانية، شوهدت أسئلة قد كررت أو تشابهت في مضامينها لذلك وبهدف عدم هدر وقت القارئ الكريم تم ادغام الأسئلة المتكررة والمتشابهة والاجابة عليها في مكان واحد.
لذا نرجو من كافة قراء هذا الكتيب من إبداء ملاحظاتهم وآرائهم وإعلامنا بذلك عن طريق الكتابة أو الجضور شخصيا في المؤسسة أو التواصل معنا عن طريق البريد الإلكتروني لمؤسسة ميقات القرأن بالعنوان التالي: www.almiqat.com

لكي يتم إجراء التنقيح والتعديل اللازم الطبعات القادمة.
في الختام نقدم جزيل الشكر إلى كل الأحبة الذين ساعدونا لإعداد هذه السلسلة من الكتب ونرجو ان يوفقهم الله عز وجل وبسدد خطواتهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى
لجنة التجقيق والبحوث
لمؤسسة ميقات القرآن 2011م

ملخص الشبهة 21

هل أن تعيين الإمام المعصوم هو لدفع الظلم فقط؟

الشبهة 21
تعتقد الشيعة في نظريتها، أن تعيين الإمام المعصوم أمر واجب وضؤوؤي لأن ذلك سيقف أمام الظلم وينهي الشر، وسيؤدي إلى تحقيق العدل في كل مكان. وأما السؤال، لماذا الإمام المعصوم قد حصر في مكان معين وخاص، ويلاحظ غيابه عن بقية الأمكنة؟ حيث أن وجود الغمام المعصوم هو لدفع الظلم عن الناس.

جواب الشبهة 21

مع الأخذ بنظر الاعتبار نص السؤال يمكن القول، يدعي السائل بأنه حسب اعتقاد الشيعة أن الهدف من تعيين الإمام المعصوم هو لمحاربة الظلم والشر في كل مكان، وبالطبع لم يأتي السائل بأية وثيقة أو سند تثبت صحة ادعائه هذا. للإجابة على هذا السؤال نقول، أن واحدة من أهداف بعث الأنبياء والأئمة هو نشر العدل ومحاربة الظلم والشر، بالطبع تعتقد الشيعة أن بعث الأئمة ليس لمحاربة الظلم فقط، لأنه مادام الإنسان مخيرا فأن الظلم والشر سيكون موجودا، وان وجود الإمام المعصوم سوف لن يؤدي إلى سلب الاختيار من الناس في سلوكهم ونهجهم. لأنه لو تم سلب الناس اختياراتهم تأتي مسألة الجبر، والجميغ يعلم أن الناس في اختيار الهداية أو الضلالة مخيرين وليسوا مجبورين. وهكذا تعتقد الشيعة لو كانت الحكومة بيد الإمام المعصوم، لغلب الظلم والشر، وبالطبع أن ذلك لا يعني بان الزلم والشر سيتم حذفهما بشكل كامل، بل سيصلان إلى أدنى سقف لهما. والسؤال، لماذا الزلم والشر باقيان حتى اللحظة الأخيرة من عمر الإنسان؟ أن السبب في ذلك يعو إلى (النفس الإمارة بالسوء) للإنسان ووسوة الشيطان، والتي ستبقى إلى يوم يبعثون.
على هذا الأساس فان السؤال الذي نطرحه على مصمم السؤال (الشبهة) أعلاه هو، لو وجود الغمام المعصوم سيؤدي إلى حذف الظلم والشر بشكل كامل، فلماذا في زمن رسول الله (ص) لم يحذف الظلم والشر بشكل كامل؟ لأن التوضيح الذي قدمه السائل بخصوص سؤاله يفتقد إلى مصدر معتبر لذلك نكتفي بهذا الحد من الإجابة.

ملخص الشبهة 22

ألا يعتبر مرافقة أبو بكر لرسول الله (ص) في الغار، ألا تبرهن بأنه خليفته؟ وألا يحتسب ذلك فضيلة لأبي بكر؟

الشبهة 22
عتدما هاجر رسول الله (ص) من مكة إلى المدينه رافقه أبو بكر، حيث نجى الأخير بهذا العمل. أما الإمام علي عليه السلام فقد أبقاه الرسول لمواجهة المخاطر، فقد طلب منه أن ينام في فراشه. فلو كان الإمام علي عليه السلام الإمام والنائب والخليفة المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى فهل يجب أن يتعرض إلى هكذا مخاطر وحتى خطر الموت، أما حياة أبو بكر يتم نجاتها رغم أنه لا ينفع الإمامة وبعيد عنها؟ وهنا السؤال، أيهما الأكثر استحقاقا، الشخص الذي يحرص أن لا ادخل شوكة في قدمه ويتم نجاته من الموت أم علي عليه السلام فإذا قلنا بأنه يعلم الغيب فأية فضلية وانجاز كبير على خلفية بقاه في فراش رسول الله (ص)؟

جواب الشبهة 22

يحاول السائل من خلال طرحه السؤال أعلاه أن يرسم صورة بهذا الشكل، لأن أبو بكر رافق رسول الله (ص) في هجرته إلى المدينة وبقسي معه في غار ثور فهو بالتالي صاحب فضلية كبرى. وكذلك يعتقد السائل، لو أن علي عليه السلام هو خليفة الرسول (ص) لكان الأجدر به أن يرافقه في سفره إلى الغار. والسؤال الذي نطرحه، لو كان مرافقة رسول الله (ص) إلى الغاؤ تعتقد بأن المرافق هو خليفة رسول الله (ص)، فلماذا لم يأخذ معه كل من عمر وعثمان وبالتالي ينجي جياتهما ويبقيهما بغيدين عن المخاطر؟ وحسب اعتقاد السنة، آلم تكن الخلافة في عاتقهم ومسئوليتهم، فلماذا لم يتم المحافظة على حياتهما؟!! في الجواب على السؤال من الضروىي توضيح بعض الملاحظات:
أولا، أن نوم الإمام علي عليه السلام في فراش رسول الله (ص) كان بأمر من الرسول، وأن الإمام لم يخالف في حياته أوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (ص). أن مايثير العجب هو الأنتقادات التي وجهها السائل لهذه الشجاعة والعمل البطولي للإمام عليه السلام، وأن رسول الله (ص) بشكل عامد (بسبب عدم رضاه من الإمام) قد ساقه إلى خطر الموت؟ فكيف يسمح رسول الله (ص) لنفسه أن يعرض الإمام علي عليه السلام إلى الخطر وهو المعروف بسجاياه وفضائله ومختار من قبل الله للولاية، ويقوم بنفس الوقت من نجاة حياة أبو بكر الذي ليست له أية فضائل لا قبل الإسلام ولا بعده؟!!
ثانيا، ولأن السنة تعتقد بأن الشحص الذي كان في الغار مع رسول الله (ص) هو أبو بكر، لذا هنا سنشير إلى شرح وتفسير الآية 40 من سورة التوبة لكي نعلم هل أن هذه الآية انتقدت أبو بكر أم أشارت إلى فضائله؟
يقول سبحانه وتعالى في الآية 40 من سورة التوبة:
(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
في الآية أعللاه – باعتقاد أهل السنة – وردت عدة مسائل تشير إلى الفضائل الذي كان يتحلى بها أبو بكر. وهنا نذكرها ونقوم بالتحقيق حولها:
1 – كان هناك حوار بين أبو بكر ورسول الله (ص)، بخصوص هذا الحوار، يمكن القول: أن التحاور بين الأفراد لا يعتبر على أن أحدهما يتحلى بفضائل على الآخر. كما لا حظنا ذلك في قصة يوسف عليه السلام التي وردت في الآية 39 من سورة يوسف عندما خاطب مرافقيه في السجن:
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)
كما رأينا فأن تحاور يوسف عليه السلام مع المسجونين الآخرين لا تعني بأنهما أصحاب فضائل وإيمانهم، بل أنه وفق آيات القرآن الكريم كانوا من المشركين. لذلك فأن التحاور مع رسول الله (ص) من قبل البعض في زمن محدد ومؤقت لا تعني أنهم مؤمنين وأصحاب فضائل، بل أن سلوك الأفراد هو الذي يحدد إيمانهم.
2 – قيل لأبي بكر أن الله معنا!
أيضا لا يعتبر ذبك فضيلة تحتسب لأبي بكر، لأن رسول الله (ص) خاطب أبو بكر (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) بل أن المفهوم مما أشارت إليه آيات القرآن الكريم الجزع والقلق الشديد والخوف الذي أنتاب أبو بكر. فلو كان أبو بكر شجاعا (كما وصفته كتب السنة) لكان في أقل تقدير أحد اولياء الله! فلو كان أبو بكر أحد أوليا الله فكيف تغلب عليه الحزن والخوف، وإلى الحد الذي خاطبه رسول الله (ص) (لا تحزن)؟ حيث أن أولياء الله يتصفون بأنهم لا يحزنزن ولا يخافون ولا يجزعون أبدا، وكما ورد ذلك في سورة يونس الآية 62:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
لذلك فأن خطاب الرسول (ص) الموجه إلى أبو بكر وطبق الآيات القرآنية لا تعتبر فضلية لآبي بكر بقد ما هي انتقاد ومذمة له، أما أهل السنة فأنهم يقولون بأن الله كان معنا. حيث تعني هذه الجملة بان الله كان مع أبو بكر، بعبارة أخرى هي فضيلة لأبي بكر. في الإجابة على هذا الموضوع، علينا أن نتذكر بأن الله سبحانه وتعالى الخالق والرزاق والذي يعبده الجميع (سواء المسلم والكافر) هو رب جميع الناس ويخاطب كل الناس في سورة الحديد الآية 4 بالقول : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) لذلك فأن الله تعالى مع أولئك الذين يتصفون بإيمانه وأولئك الذين لا يؤمنون. وأن الجملة التي خاطب بها رسول الله (ص) أبو بكر كانت لتخفيف احزانه وجزعه وليس دلالة على فضائله.
3 – أن الله أنزل سكينته على أبو بكر، في الرد على هذا الموضوع نقول أيضا:
أولا، أن كافة الضمائرالمفردة المذكرة خاصة برسول الله (ص)، ولو كان القصد شخص آخر لا يستفيد من الضمير المفرد المذكر بل يستفاد من الضمير المؤنث ويحب ان تتصف بوجود حيار فيها.
ثانيا، وفق الآية 26 من سوؤة التوبة والآية 4 من سورة الفتح وكذلك آيات القرآن الأخرى، أن الله سبحانه وتعالى ينزل سكينته فقط وفقط على فلب رسوله والمؤمنين، وغير المؤمنين هم خارج هذه الدائرة. لذلك لو كان أبو بكر مؤمنا بالتأكيد كانت ستشمله آية السكينة الإلهية، في الوقت الذي يبين ضمير (عليه) بان الآية تشمل شخص واحد وهو شخص رسول الله (ص). فلو كان أبو بكر مؤمنا لرأينا بأن الآية استفادت من ضمير (عليهما) بدل (عليه). لذا نستنتج بأن هذه الآية لم تأتي بأية فضيلة إلى أبو بكر، بل العكس من ذلك من خلال ذم شخصيته وأعماله. أيضا في النهاية علينا الاهتمام بهذه الملاحظة: سعى مصمم السؤال ان ينفي علم غيب الإمام علي عليه السلام، أو أن يقلل من أهمية اضضحية الإمام في ليلة المبيت. يجب أن نقول بأن العمل الشجاع والمضحي للإمام اتصفت بقيمتها الكبرى من خلال إشارة الآية 207 من سورة البقرة إلى ذلك.
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )
(يرجى التفضل بمراجعة تفاسير الآية)
لذلك فأن سلوك الإمام في نظر الله ورسوله من الأعمال الكبيرة، وذلك من خلال التوجه بأهمية هذا الموضوع، أن الإمام كان يعلم بأنه لو بات في فراش رسول الله (ص) هل سيقتل أم لا؟ لذا يجب أن نعلم بأن رسول الله (ص) وبقية الأئمة الأطهار يعلمون المقدار من علم الغيب الذي يقرره الله سبحانه وتعالى، وأنه لن يستفيد منها إلا عندما يشاء الله سبحانه وتعالى. لذلك فأن الإمام لم يعلم في تلك الليلة عندما بات في فراش رسول الله (ص) بأنه سيبقى حيا أو يموت، لأنه لو كان يعلم بأنه سيبقى حيا، فأن قيمة فضيلة عمله كان سيقل كثيرا، فكيف الحال وأن واحدة من الآيات القرآنية قد نزلت بحقه. في الختام يمكن الإستنتاج، أن رسول اله (ص) والأئمة الأطهار عليهم السلام كانوا يعلمون مقدار من علم الغيب، لكن حسب مشيئة الله كتمو بستفيدون من هذا العلم أم لا يستفيدون منه.

ملخص الشبهة 23

هل عارض الإمام علي عليه السلام أسلافه من الخلفاء؟

الشبهة 23
هل عارض الإمام علي عليه السلام أسلافه من الخلفاء الراشدين؟

جواب الشبهة 23

أشارت كتب التاريخ بشكل متواتر إلى اعتراض الإمام علي عليه السلام على نهج وسلوك الخلفاء الراشدين، وهنا نشير إلى نموذح، وهي الخطبة المشهورة للإمام علي عليه السلام المعروفة بالشقشقية:
(أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ .َرأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى ابن الخطاب بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ.


فَيَا عَجَباً بَيْنمَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاس
لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ
أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَت
فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَ النَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ مَرَقَتْ أُخْرَى وَ قَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ
الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا وَ لَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَ
أَخَذَ اللَّهُ عَلى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ قَالُوا وَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عِنْدَ بُلُوغِهِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ خُطْبَتِهِ

فَنَاوَلَهُ كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيهِ ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ)
هذه هي جملات الإمام التب وردت في نهج البلاغة، حيث قام العديد من علماء السنة والشيعة بتفسير وشرح خطبها، وهنا نقول ياليت أن مصمم السؤال أعلاه لو طالع كتاب نهج البلاغة لمرة واحدة في حياته، وكان يفهم الحقائق التاريخية التي وردىت فيه. لكن للأسف أن التعصب ضد الشيعة لا يتابع إلا إلى تحقيق هدف واحد وهو تخريب وهدم الفكر الشيعي ونهج رسول الله (ص).
على أية حال، أدرك القارئ المحترم بأن الإمام في واحدة من خطبه كيف بين معارضته لحكومة الغاصبين من أسلافه، إضافة إلى ذلك أن كتب السنة تزخر بخطب الإمام علي عليه السلام.

ملخص الشبهة 24

هل عرض علي عليه السلام (قرآن آخر) على الناس ؟

الشبهة 24
هل عرض علي عليه السلام (قرآن آخر) على الناس؟

جواب الشبهة 24

في الجواب على هذا السؤال، نقول بأنه لم يكن هناك (قرآن أخر) حتى يعرضه الإمام علي عليه السلام على الناس. أما الموضوع الذي منع الخلفاء الثلاثة هي التفاسير المتعددة وشأن نزول الآيات التي جمعها الإمام بخصوص القرآن الكريم. وللأسف عندمت نوى الإمام علي عبيه السلام نشر التفاسير وشأن نزول الآيات أعلم الخلفاء الثلاثة الإمام بأننا لسنا بحاجة إلى قرآن ثاني وبالتالي يرسمون صورة في آذهان الناس بأن الإمام كان ينوي عرض قرآن آخر عليهم. لذا فأن الإمام لم يأتي بقرآن جديد، ولم يدعي بذلك أي واحد من علماء الشيعة. الآن يجب أن يسأل السائل من أين جاء بهذا الإدعاء؟

ملخص الشبهة 25

هل أن الإمام علي عليه السلام مدح الخلفاء الثلاثة بشكل متواتر؟

الشبهة 25
هل صحيح أن الإمام علي عليه السلام يعتلي المنبر ويقول بشكل متواتر: (أن خير هذه الأمة بعد النبي أبو بكر وعمر)

جواب الشبهة 25

بخصوص أن الإمام علي عليه السلام مدح كل من أبو بكر وعمر وبشكل متواتر، يطرح هذا السؤال: لمذا ليس لهذا الموضوع الذي يعتبر مهما بالنسبة لأهل السنة يفتقر إلى وثيقة معتبرة ومصدر صحيح، بل أن ما طرح هو مجرد إدعاء، ومن جهة أخرى، كيف يفسر هذا التناقض في أن الإمام عليه السلام قد ذم الخلفاؤ في خطبه المختلفة (نموذج السؤال 24) ومن جهة اخرى يقوم بمدحهم؟ حيث أن الذي تم عرضه من قبلنا لع وثائق ومصادر صحيحة. اما عرض هذه الشبهة يشير إلى فقدان أي سند أو ثيقة صحيحة بخصوص الموضوع، حيث يعلم الجميع بأن الإمام علي السلام لم يدافع في كل عمره عن غاصب أو ظالم، لكي يقوم بمدح سلفه من الخلفاء الثلاثة ( المعروفين باغتصابهم وكثرة الجرائم التي ارتكبونها).

ملخص الشبهة 26

في عهد حكومته، لماذا لم يروج الإمام علي عليه السلام للزواج المؤقت وفي نفس الوقت لم يعتبر حج التمتع بأنه فريضة؟

الشبهة 26
في عهد حكومته، لماذا لم يروج الإمام علي عليه السلام للزواج المؤقت وفي نفس الوقت لم يعتبر حج التمتع بأنه فريضة؟

جواب الشبهة 26

بخصوص الجواب على هذه الشبهة نقول، أن الزواج المؤقت وحسب نص القرآن الكريم الصريح كان أمر رائج وصحيح في عهد رسول الله (ص) وحتى في زمن الخليغة الأول، لكن في زمن الخليفة الثاني، أصدر هذا أمر حرم في إطاره الزواج المؤقت، وأن هذا الشيئ أعلنه الخليفة الثاني بنفسه وبهذا الشكل: (متغتان كانتا على عهد رسول الله (ص) وأنا انهي عنهما وأعاقب عليهما، متعة النساء ومتعة الحج). (مفاتيح الغيب رازي) ج 5 ص 308.
يفهم من هذه الرواية بان هاتين المتعتين كانتا رائجتين وصحيحتين في عهد رسول الله (ص) والخليفة الأول ومنعها الخليفة الثاني. لذلك يجب أن نسأل أهل السنة: هل أنتم ملتزمون بسنة رسول الله (ص) أم سنة الخليفة الثاني!؟!! فلو كان هذا الأمر خاطأ، فلماذا لم يعترذ عليه الخليفة الأول؟
لذلك يمكن القول، أن النهي عن هذين العملين هي مخالفة لسنة رسول الله (ص) ونهج الخليفة الأولّ وبالنتيجة يمكن القول بأن الزواج المؤقت نهج صحيح وأن الإمام عليه السلام لم يعترض على منفذي هذا الأمر في عهده. أما بخصوص حج التمتع الذي ورد في سؤال (الشبهة)، يدل بان السائل هو رجل جاهل وأمي لان حج التمتع هي مقبولة من السنة والشيعة على السواء، بل حتى أنهم يعتبرونها فريضة!
على أية حال، ان السنن التي كانت راجة في عهد رسول الله (ص) ونهى عنها عمر، ستبقى سنن رائجة وليست بحاجة أن يعلن أحد عن تجديدها مرة أخرى.

ملخص الشبهة 27

في عهد حكومته، لماذا لم يضيف الإمام علي عليه السلام (عبارة حي على خير العمل للإذان) أو يحذف عبارة (الصلاة خير من النوم) من الإذان؟

الشبهة 27
في عهد حكومته، لماذا لم يضيف الإمام علي عليه السلام (عبارة حي على خير العمل للإذان) أو يحذف عبارة (الصلاة خير من النوم) من الإذان؟

جواب الشبهة 27

بخصوص الجواب على هذا السؤال، أن عبارة (حي على خير العمل) كانت موجودة في الأذان منذ عهد رسول الله (ص) ومن بعده أيذا، وأن الإمام على عليه الشلام كان مطيعا لله ورسوله، وباستمرار كان يذكر (حي على خير العمل) في الأذان. ولم يذكر أي مصدر او سند بان الإمام كان يقول عبارة (الصلاة خير من النوم) في إذانه، وذلك لأن الإمام لم يكن من المروجين للبدع. وأما السؤال الذي يطرح على أهل السنة: من الذي سمح لعمر بن الخطاب أن يذكر عبارة (الصلاة خير من النوم) في الإذان، وتتبدل إلى بدعة في الدين؟
لذا فأن شخص مثل عمر يضع هذه البدعة في الشريعة الإسلامية، لماذا يجب على أمير المؤمنين المعروف عنه إطاعة أوامر الله ورسوله أن يتبع هذا النهج الخاطئ والمنحرف؟ في الجزء الختامي من الرد على هذه الأسئلة، من الطريف أن نعرف كيف أختؤع الخليفة الثاني هذه البدع:
في هذا الإطار، ينقل مالك من كبار الطريقة المالكية بين أهل التسنن: قدم مؤذن المسجد إلى عمر بن الخطاب ليقول له حان زمن إقامة صلاة الصبح، ولأن عمر بن الخطاب كان غارقا في النوم، نادى المؤذن (الصلاة خير من النوم)، فأرتاح الخليفة لهذه العبارة وقال له ضعها في إذان صلاة الصبح! (الوهابية، البنية الفكرية والنهج العملي)، كتبه آية الله جعفر سبحاني ص 93 بنقل از (موطأ مالك 78: رقم 6)
بعبارة أخرى، حذف عمر (حي على خير العمل) واستبدلها بعبارة هو أحبها. لذلك نفهم من هذه الحادثة كيف ظهرت هذه البدعة!

ملخص الشبهة 28

إذا كان كل من أبو بكر وعمر من الكفار، فلماذا لم يعلن الإمام علي عليه السلام عن ذلك في عهد حكومته؟

الشبهة 28
إذا كان كل من أبو بكر وعمر من الكفار، فلماذا لم يعلن الإمام علي عليه السلام عن ذلك في عهد حكومته؟

جواب الشبهة 28

عندما ذكر الخليفتين الشهادتين ولم ينكؤوا الله ورسوله، فكيف يحق للإمام علي عليه السلام ان يعتبرهما من الكفرة؟ (لقد تم الجواب على مسألة ان يكون الخلفاء كفرة أو لا بشكل وافي) وأن الإمام علي عليه السلام لم يمدح الخلفاء أبدا في حياته، ومنذ بداية خلافة هؤلاء الثلاثة أعترض باستمرار على مواقفهم ونهج حياتهم. وأن هذه الاعتراضات مسجلة في التاريخ. وأن الأشخاص الذين يدعون بأن الإمام قد مدح الخلفاء الثلاثة عليهم أن يبرهون على صحة ادعاءاتهم من خلال عرضهم وثائق مدعمة وصحيحة بخصوصها.
تتضح مخالفة ومعارضة الإمام علي عليه السلام لسياسات وعقائد وظريقة عمل الخلفاء الثلاثة في شورى الأأشخاص الستة التي عقدها الخليفة الثاني وفيها طلب من الإمام ان يتبع نهج الشيخين في عمله، فرفض الإمام وقال أنا تابع لله سبحانه وتعالى والسنة النبوية الشريفة ولا أقبل بغيرهما أبدا، وان هذا يدل لو أن أمير المؤمنين أعلن عن قبوله بنهج الشيخين، لعين الخليفة بعد وفاة عمر مباشرة. مما فرض على أعضاء الشورى ان يحولوا الخلافة إلى عثمان بن عفان. لكن سياسات عثمان اتصفت بأنها عنصرية حيث قام بتعيين أقاربه في كل المناصب السياسية والاقتصادية حيث أدت هذه السياسة إلى تفشي الفقر والفساد داخل المجتمع الإسلامي مما فرض على الناس أن يثوروا ضده ويقتلوه. ولان الناس كانوا يعلمون بأن علي عليه السلام ليس من طالبي الدنيا، لذا ولو لحفظ منافعهم أجبروا الإمام على أن يقبل بالخلافة وبايعوه في ذلك.
أما بخصوص موضوع ان الإمام علي عليه السلام لماذا لم يقرر في عهد خلافته ان يعيد الموضوعات التي حذفها الخلفاء الثلاثة أو يصلح ما أفسدوه؟ نقول، أن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي كان يمر بها المجتمع الإسلامي وكذلك الحروب الثلاثة (صفين والجمل والنهروان) التي وقعت في عهد خلافته اتسمت بأولويتها في سلوك الإمام علي عليه السلام، من جهة أخرى ان التغييرات التي شهدتها الأاحكام والقوانين الإسلامية لم تحدث قي ليلة وضحها بل حدثت على مر 25 عام. لذلك لم تسنح الفرصة في السنوات الخمسة لعهد الإمام مع كل الأأحداث التي شهدتها، أن يصلح كل التحريف الذي شهدته الأأحكام الإسلامية الواحدة تلو الأخرى.
وهنا يمكن الإشارة إلى نموذج من اعتراض الإمام علي عليه السلام على الانحرافات الموجودة: عندما كان الإمام في الكوفة، قدم إليه جماعة وطلبوا منه ان ينصب إماما لـ (صلاة التراويح) "صلاة التراويح من الصلوات المستحبة التي تقام في ليالي شهر رمضان المبارك" ، نهاهم الإمام عن ذلك قائلا: أن الصلاة المستحبة وطبق سنة رسول الله (ص) لا يجب أن تكون بصورة صلاة جماعة. إلا ان الحاضرين بدل الإطاعة من الإمام قالوا له بانك تخالف طريقة الخلفاء الثلاثة، وحاولوا ان يثوروا على الإمام، فجاء حارث الأعمى إلى الإمام وقال له: من المحتمل أن يثور الناس لنهج الخلفاء الثلاثة، فرد الإمام (دعهم يفعلوا ما يشاؤون). (هنا نرى بان الانحرافات التي رسخها الخلفاء الثلاثة في أ1هان الناس لا يمكن ان تمسح في ليلة وضحاها)، وإخراجهم من هذا المستنقع بسرعة. ولذلك رأينا الإمام وهو يقول الجملة أعلاه. " نهج البلاغة شرح أبن أبي الحديد الجزء 16 ص 284"
اما حول موضوع تقسيم الاموال، قال:
أن رسول الله (ص) لم يحبس مالا في بيت المال، أما أبو بكر وعمر قد فعلوا ذلك، وانا ساتبع سنة رسول الله (ص) " الغارات ج 1 ص 48"
أن مخالفة الإمام لبعض الأحكام كصلاة التراويح التي تم الإشارة إليها، واجهت بمخالفة شديدة من قبل الناس ووصل إلى سقف لم يكونوا على استعداد لسماع توضيح الإمام بخصوص أحكام رسول الله (ص).

ملخص الشبهة 29

عندما تسلم الإمام علي عليه السلام الخلافة، لماذا لم يعيدالأرض المورثة (فدك) إلى أصحابه الأصليين؟

الشبهة 29
عندما تسلم الإمام علي عليه السلام الخلافة، لماذا لم يعيدالأرض المورثة (فدك) إلى أصحابه الأصليين؟

جواب الشبهة 29

الجواب الاول:
في البداية يجب ان نعرف ما هو هدف فاطمة الزهراء عليها السلام من المطالبة بالأرض (فدك) حتى نعلم لماذا لم يتابع الإمام علي عليه السلام الموضوع في عهد خلافته. وكما ورد في تاريخ مسلم، نعلم بأن حياة فاطمة الزهراء اتصفت ببساطتها وبعدها عن الحياة المادية، حتى أن طريقة معيشتها قبل أن يهب لها رسول الله (ص) بقيت على حالها ختى بعد هذه الهبة، حيث أنها لم تبني قصرا لنفسها باموال فدك أو أشترت الأحجار الكريمة أو أدخرت لنفسها أموالا، كما فعل الآخرون. من حهة أخرى، قسمت فاطمة الزهراء المحاصيل الزراعية المنتجة في أرض فدك على الفقراء والمساكين. لذلك فأن المطالبة بفدك لم تكن لأغراض دنيوية، ولم تكن المطالبة بفدك شخصية بل للدفا عن حق إمامة وخلافة امير المؤمنين علي عليه السلام. حيث ان الخلفاء الذين اغتصبوا أرض فدك من فاطمة الزهراء عليها السلام، لم يكن هدفهم عصب الأرض فحسب بل غصب الخلافة من الإمام علي عليه السلام أيضا. وذلك لان بقاء فدك بيد أهل بيت الرسول (ص) يحتسب امتياز لهم وتعتبر في نفس الوقت صونا لمنزلتهم وشأنهم عند الله ورسوله (ص). حتى أن المصادر السنية كالدر المنثور وتفسير أبن كثير تنقل رواية بخصوص الآية (وأتي لذي القربى...) تقول:
عندما نزلت هذه الآية استدعلا رسول الله (ص) فاطمة الزهراء سلام الله عليها ووهب لها فدك؟ وجاءت هذه الرواية في كل من (ذخيرة الحفاظ ج 4 ص 1987، مجمع الزوائد ج 7 ص 139، مسند أبي بعلي ج 2 ص 536).
لذلك بات من الواضح، أن بقاء فدك في أهل بيت رسول الله (ص) تعني بان بقية الناس سيبحثون عن الإمامة والخلافة من داخل هذا البيت. وهو الموضوع الذي لم يتحمله جهاز الخلافة في حينه، من جهة أخرى كان لذلك تأثيرات اقتصادية أثرت بدورها على الوضع السياسيـ لانه لو كان الإمام علي وأهله بيته عليهم السلام يعانون من مشكلات اقتصادية فأن ذلك بالتأكيد كان سيضعف من قدراتهم السياسية، بعبارة أخرى أن بقاء فدك بيدهم يعتبر امتيازا اقتصاديا لدعم إمامتهم، كما كانت أموال السيدة خذيجة سلام الله عليها دعما لتقدم الإسلام وحماية لنبوة رسول الله (ص).
على هذا الأساس يمكن القول، أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت تطالب في ظاهر الأمر بأراضي فدك، إلا أن هدفها الأصلي إعادة الخلافة إلى صاحبها الأثلي الإمام عليه عليه السلام، ونلمس ذلك في الخطاب الذي وجهه الإمام إلى سهل بن حنيف الذي جاء فيه:
(بحق السماء الذي أسدل بظلاله على كل شيئ لقد كان الفدك بيدنا، أما كانت هناك مجموعة طمعت بها ومجموعة أخرى كانت سخية في اهدائها، بالطبع فأن الله هو أحكم الحاكمين، فماذا أفعل انا بفدك وغيرها حيث ان في الغد القبر هو بيتنا)
(شرح نهج البلاغة أبن أبي الحديد ج 16 ص 208 ، طبعة دار أحياء الكتب العربية طبعة 1962 بيروت)
لذلك امتنع غاصبي فدك من إعادة فدك إلى أصحابه الأصليين (فاطمة الزهراء سلام الله عليها) أو باعتباره ميراث رسول الله (ص) يجب ان يعاد ملكيته إلى أهل بيت النبوة الأصحاب الحقيقيين له، لأنه لو فعلوا ذلك لفتحوا على أنفسهم باب إعادة الخلافة إلى صاحبه الحقيقي الإمام علي عليه السلام.
في هذا الإطار يقول العالم السني المعروف أبن أبي الحديد المعتزلي: سألت من علي بن فارق المدرس المعروف في المدرسة الغربية في بغداد سألته: هل كانت فاطمة الزهراء صادقة في ما قالته بخصوص فدك؟ أجاب: نعم، فقلت: فلماذا لم يعيد أبو بكر فدك رغم علمه بصداقة فاطمة الزهراء سلام الله خليها؟ فلو اعاد أبو بكر أرض فدك إلى فاطمة دون أي بحث، لقدمت فاطمة في اليوم الثاني ومطالبة بخلافة زوجها، ولان أبو بكر قد قبل في وقت سابق بصداقة قولها، لذا كان سيتنازل عن الخلافة بدون أي ذريعة تذكر. بعد ذلك قال أبن أبي الحديد: أن هذه الرواية صحيحة.
(شرح نهج البلاغة أبن أبي الحديد ج 16 ص 208 ، طبعة دار أحياء الكتب العربية طبعة 1962 بيروت)
لذلك نرى وباعتراف أهل السنة بأن الخلفاء امتنعوا بإعادة فدك لأنهم لو فعلوا ذل عليهم أن يقبلوا بخلافة الإمام علي السلام وهو نفس الهدف الذي تايعته فاطمة الزهراء.
لكن للأسف لم يتحقق هذا الهدف القيم والكبير داخل المجتمع الإسلامي.
خلاصة القول أن فدك كانت وسيلة لإعادة الخلافة إلى نائب رسول الله (ص) الإمام علي عليه السلام. لذلك أنه بعد غصب الخلافة وتحريف الإسلام والإقامة الجبرية للإمام في منزله لمدة 25 عام، لم نبقى أية حوافز لإعادة فدك، وفي الحقيقة أي شيء يجب اعادته؟ إذ انه بعد بقاء الإمام في بيته لمدة 25 عام، لوحظ في هذه الفترة يا نشاهد ألم الرسول (ص) او مشاهدة تنحرافات في الإسلام. لذلك ما هو الشيء الذي افترض أن يعيده الإمام علي عليه السلام؟ وهل ان فدك لم تكن الوسيلة لإعادة خلافة الإمام علي عليه السلام حيث ضاعت من اليد، وان الحدث الذي شهده الإسلام افترض ان لا يقع، وتحقق هدف الغاصبين وضياع جهود رسول الله (ص)، وأن البدع والانحرافات وتهيئة أرضية حكومة الظالمين قد حلت محل العدل وتنمية الرفق وحكومة شورى أمير المؤمنين عليه السلام التي ستحاكم الغاصبين.
وكما رد الإمام الصادق عليه السلام على أبي البصير الذي قال: عندما تسلم الإمام علي عليه السلام منصب الخلافة، فلماذا لم يسعى إلى إعادة فدك؟ فقال الصادق عليه السلام: أن الظالم والمظلوم وقفا أمام الله تعالى، فأثاب الله المظلوم وعاقب الظالم. فكره ان يسترجع شيئا قد عاقب الله غاصبه وأثاب مغصوبه.
(علل التشريع ج 1 ص 155، طبعة 1385، نشر مكتبة الحيديرية النجف الأشرف)
على هذا الأساس يجب القول:
أن هدف الإمام علي عليه السلام من إعادة فدك كان هو إعادة شيئ قد عصب قبل 25 عام ولا يمكن إعادته وهي نيابة رسول الله (ص).


الجواب الثاني:
من جهة أخرى لو كان الإمام علي عليه السلام يسعى إلى استرداد فدك، كان عليه ان يعيد بعض السنن النبوية التي تم تحريفها في زمن خلافة أبو بكر وعمر وغثمان، وفي حاله اتخاذه قرار بالتغيير كان يسمع صراخ البعض يقولون:
(يا أيها الناس غيرت سنة عمر)
الكافي ج 8 ص 63 دار الكتب الإسلامية)
وكذلك ينقل أبن أبي الحديد، عندما أراد الإمام أن يمنع صلاة التروتيح، صرخ البعض "واه عمرا"
(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 12 ص 283)
الىن لنفكر في هذه المسألة، لو أردا الإمام علي عليه السلام في تلك الظروف الراهنة التي كان المجتمع الإسلامي يعيشها أن يعيد فدك إلى أبناء رسول الله (ص) ما هي الحوادث التي كانت ستقع؟
أما الإستنتاج النهائي للبحث:
بالنظر لهذين الموضوعين لم يكن أمام الإمام علي عليه السلام سوى خيار واحد وهو أن يترك فدك و لا يسعى إلى إعادتها.

ملخص الشبهة 30

هل أن فاطمة الزهراء عليها السلام ورثت الأرض (فدك) من أبيها رسول الله (ص)؟

الشبهة 30
خصص الكليني في كتابه الكافي فصلا تحت عنوان (النساء لا يرثن الأرض) وفي هذا الخصوص نقل رواية عن أبي جعفر عليه السلام الذي قال: (النساء لا يرثن من الأرض والعقار شيئا) فروع الكافي الكليني 7 – 127 أما الطوسي فقد نقل في التهذيب عن المسير قائلا: سألت من أبا عبد الله عليه السلام عن حق النساء في وارثة الأرض؟ قال: تدفع مصاريف البناء ومصالح البناء إلى النساء، لكنهن لا يرثن من الأرض شيئا. وؤوى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قوله : أن النساء لا يرثن من الأرض شيئا. كذلك روى عبد الملك بن أعين عن أبي جعفر يا أبا عبد الله عليهما السلام بالقول: ليست هناك حصة للنساء من البيت والملك والأرض. (تهذيب الأحكام 9 – 254) لذلك ووفق هذه الرواية لا تعتبر فاطمة او أمراة أخرى مستثناة من هذا القانون. على هذا الأساس، لا يحق لفاطمة الزهراء عليها السلام ان تطالب بأرث من أبيها رسول الله (ص).

جواب الشبهة 30

حاول السائل من خلال سؤاله هذا أن يشير إلى وجود تناقض هو أن فاطمة الزهراء لا يحق لها أن ترث أبيها رسول الله (ص). وأن الأرث الذي تناوله السؤال هي أرض (فدك). وأشار السؤال في سياقه بأن الإمام علي عليه السلام هو الأحق بهذه الأرض. وهو موضوع يجب أن تتضح جوانبه منذ البداية في إطار الإجابة على هذا السؤال: هل أن موضوع الأرض (فدك) يجب بحثها داخل قوانين وقواعد الوراثة أم خارجها؟ وعلينا أن نعلم هل ان فدك كانت موروثة للزهراء من قبل رسول الله (ص) أم أنها مالكها الحقيقي منذ حياة رسول الله (ص)؟ حيث أن بحث المالك الحقيقي خارجة عن إطار الوراثة والأرث.
في هذا الإطار يكتب أكثر علماء الشيعة وعدد من علماء السنة: عندما نزلت الآية 26 من سورة الأسراء
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا)
استدعى رسول الله (ص) أبنته فاطمة سلام الله عليها واهداها الأرض (فدك) (مجمع البيان ج 4 ص 411، شرح أبن أبي الحديد ج 16 ص 268، الدر المنثور ج 4 ص 177، كنز العمال باب صلة الرحم ج 2 ص 157، فتوح البلدان ص 46، مجمع البلدان ج 4 ص 240)
أما نص الكلام هو:
(عندما نزلت الآية ندى رسول الله (ص) أبنته ومنحها فدك). نقل هذا الحديث (أبو يعيد الخدري) واحد من كبار صحابة رسول الله (ص). من جهة أخرى كافة علماء الشيعة والسنة يقبلون بأن الآية نزلت بحق أهل وأقارب رسول الله (ص). حيث أن الرسول أبرز مصداقية (لذوي القربى). في استنتاج، يتفق كل علماء الشيعة والسنة بأن هذه الآية نزلت بحق الرسول وبيته، وأنه خلال نزول الآية وهب فدك إلى أبنته هو موضوع يتفق عليه علماء الشيعة وبعض من علماء السنة. في النتيجة يمكن القول بان قضية أرض فدك خارجة عن قوانين وقواعد الوراثة. وان هذه الارض وهبت إلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها في حياة الرسول (ص)، بعبارة هي المالكة للأرض. لذلك هي خارجة من الوراثة لكي تصل إليها أم لا تصل إليها!! لذلك فأن مصمم اسؤال وبالاستفادة من ألطاف الحيل أراد ان يدخل أرض (فدك) في قواعد الوراثة وعلى ضوئها يتم الحكم في الموضوع!
لكن الموضوع المهم الذي يجب أن نشير إليه هو: أن الأحاديث التي أشار إليها السائل في سؤاله لبناء قضية الأرث كان هدفه لكنه لم ينقل الأأحاديث بشكلها الكامل حتى تتضح حقيقة المسألة. حيث أن الاحاديث المذكورة التي تناولت قضية الوراثة انحصرت في الوراثة التي ترثها الزوجة من زوجها وليس المورثة من الاب إلى البنت. لذلك فأن هذا السرال (الشبهة) مرفوضة لأن الجميع يعلم بأن فاطمة الزهراء سلام الله عليها أبنة رسول الله (ص) وليست زوجته. فلو يستمر السائل بأن هذه الأحاديث بأن الزوجة لا ترث الأرض من زوجها، فلماذا طالبت عائشة زوجة الرسول (ص) بوراثة الارض من زوجها؟ ولهذا السبب دفنت أبيها (أبو بكر) في بيتها؟ من جهة أخرى على ضوء فرضية مستحيلة لو كان لعائشة الحق في أن ترث زوجها لكان نصيبها من بيت الرسول (ص) واحد بالمائة لأنه وفق وثائق التاريخ كان للرسول 9 زوجات. لأنه بالتأكيد لو أن كل واحدة تطالب بثمن حصتها لما بقي في البيت مكان لدفن شخص آخر!
الىن ما هو الجواب المقنع في هذا الإطار، بالتأكيد لدة اهل السنة جواب مقنع لذلك.