عشرة أجوبة لعشرة أسئلة؛ الکتاب الخامس

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عشرة أجوبة لعشرة أسئلة

لجنة التحقيق والبحوث لمؤسسة ميقات القرآن

المقدمة:
...فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب (18)
في عالم اليوم الذي يعتبر عصر التواصل وانفجار المعلومات، تصل المعلومات وتعرض العقائد على الناس بطرق مختلفة وأساليب متعددة. في هذا الإطار يلاحظ بأن العديد من المدارس الدينية كالاسلام وبفرقها المتعددة (الشيعية والسنية) وكذلك المسيحية واليهودية والبودائية والزردوشتية إضافة إلى فرق استعمارية وصهيونية منها البهائية وكذلك العديد من المدارس القكرية المؤسسة حديثا، يلاحظ بأنها تروج إعلاميا ودعائيا لافكارها في كل انحاء العالم بهدف كسب النس والرأي العام.

في هذا الوسط، لو تم التبليغ لإسلامنا العزيز كما سلك في هذا الإطار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وكذلك الائمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لكان من البديهي ان نرى دخول أعداد غفيرة من البشر إلى دين الإسلام، ولانرى بقاء أي معارض لللإسلام إلا اولئك المعاندين والمنافقين.
لكن من جهة أحرى، يلاحظ كثرة المخالفين للمذهب الشيعي بسبب خوفهم من خسارة منافعهم ومصالحهم. حيث فرض عليهم ذلك ان يقف واحدهم إلى جنب الآخر وتعبئة كافة امكاناتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لمواجهة الشيعة، ولحظة بعد أخرى زادوا ويزيدون من امكاناتهم وفي هذا السياق، قاموا بتوظيف كافة امكاناتهم منها وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية والفضائية والمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات والصفحات الممغنطة CD فضلا الاستفادة من أساليب الإرعاب والتهديد والاغتيال والهجمات الانتحارية حيث تم توظيف هذه الامكانيات بشكل تام. والسؤال المطروح: هل تعرضت أي واحدة من المذاهب الأخرى إلى هذا الهجوم الشرس الذي تعرض له مذهب التشيع؟ بالتأكيد الجواب هو كلا، حيث ان مذهب التشيع والمتمسكين به من الموالين الحقيقيين للنبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع)، لان هؤلاء وعلى مر عصور التاريخ لم يخضعوا إلى أية قوة استعمارية ومعادية أو ان يخضعوا لأي سلطة استعمارية مهما كانت قدرتها. في المقابل وللأسف خضعت بقية الفرق المذهبية الأخرى وبأي شكل كان إلى سلطة الاستعمار. وفي هذا الإطار تعتبر (الوهابية) النموذج البارز لهذا العداء فقد ـسست بريطانيا والصهيونية هذه الفرقة حسب اعتقاد العديد من الخبراء.
قامت ألوهابية بالتخطيط لاشرس الهجمات على التشيع والشيعة وتعبئة كافة الطاقات في هذا الخصوص. في هذه الأرضية يمكن الإشارة إلى كتاب تم طبعه ونشره من قبل الدولة السعودية (مهد ومركز الوهابية) الذي تم توزيعه في السنوات الأخيرة بين حجاج بيت الله الحرام وبالأخص الحجاج الإيرانيين. وبمسمى (اسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق). ويحتوي هذا الكتاب على 180 شبهة ضد الشيعة. ويبدو للنظر بأن كل الرآسمال العلمي والفكري للوهابية يتلخص في هذا الكتاب، لأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية وكذلك المحاضرات التي تلقى في مجالسهم الخاصة ومن خلال الاستفادة من الأسئلة المطروحى في هذا الكتاب، تفوم مجتمعة بتسجيل الشبهات ضد الفكر الشيعي.
لهذا السبب، قام مركز التحقيق والأبحاث التابع لمؤسسة ميقات القرأن بنشر كتيب تحت عنوان (عشرة أجووبة لعشرة أسئلة) بمثابة رد على كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق) وجاء الرد بشكل مفصل من خلال انتخاب عشرة أسئلة من الكتاب أعلاه وتم درج الأجوبة في هذا الكتيب من قبل لجنة التحقيق والبحوث.

ونسترعي الانتباه إلى الملاحظات التالية قبل قراءة هذا الكتيب:
الأولى: بعض الأجوبة التي وردت في هذا الكتيب مأخوذة من المحاضرات التي ألقيت في مؤسسة ميثات القرأن وقام لفيف من الشباب الهواة في مؤسسة ميقات القرأن بتسجيلها على الصفحات الممغنطة CD
الملاحظة الثانية، شوهدت أسئلة قد كررت أو تشابهت في مضامينها لذلك وبهدف عدم هدر وقت القارئ الكريم تم ادغام الأسئلة المتكررة والمتشابهة والاجابة عليها في مكان واحد.
لذا نرجو من كافة قراء هذا الكتيب من إبداء ملاحظاتهم وآرائهم وإعلامنا بذلك عن طريق الكتابة أو الجضور شخصيا في المؤسسة أو التواصل معنا عن طريق البريد الإلكتروني لمؤسسة ميقات القرأن بالعنوان التالي: www.almiqat.com

لكي يتم إجراء التنقيح والتعديل اللازم الطبعات القادمة.
في الختام نقدم جزيل الشكر إلى كل الأحبة الذين ساعدونا لإعداد هذه السلسلة من الكتب ونرجو ان يوفقهم الله عز وجل وبسدد خطواتهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى
لجنة التجقيق والبحوث
لمؤسسة ميقات القرآن 2011م

ملخص الشبهة 41

حارب أبو بكر المرتدين، لكن لماذا رفض الإمام علي (ع) ان يخرج القرآن الكريم الذي هو يهدي الناس؟

الشبهة 41
ابو بكر حارب المرتدين وقال: لو رفض أولئك ان يهبوا لي (حبل الركبة) التي وهبوها في حياة رسول الله (ص)، سأحاربهم. وبدورها تقول الشيعة: أن الإمام علي (ع) وخوفه من ارتداد الناس، قام بإخفاء القرآن الذي أعطاه له رسول الله (ص) وكتبه هو، في وقت كان هو الخليفة وحسب ادعاء الشيعة كان مسنودا من قبل الله سبحانه وتعالى، فضلا عن الصفات التس يتحلها بها. لكنه خوفا من ارتداد الناس يخفي ذلك القرآن ويدعهم في ظلالهم، اما أبو بكر فأنه يحارب المرتدين للحصول على حبل الركبة!

جواب الشبهة 41

للجواب على هذا السؤال، في البداية يجب أن نعرف معنى الردة والارتداد ختى يمكن وضع إجابة واضحة للسؤال.
فقج جاء في لسان العرب ج 3 ص 174:
(الارتداد بمعنى العودة إلى السابق، والمرتد قد اشتقت من هذه الكلمة، بعبارة تعني المطالبة لعودة شيئ). ومشابه لهذا الترعيف جاء في كتاب صحاح الجوهري ج 2 ص 473. وعرف كتاب مفردات راغب الردة في الثقافة القرآنية بهذا الشكل: (الارتداد والردة بمعنى الرجوع عن الطريق الذي تم طيه). حيث تعني الردة والارتداد بمعنى الكفر وغيرها. حيث يلاحظ في الآيات التالية : (ان الذين ارتدوا على ادبارهم....) و (يا ايها الذين آمنوا هل يرتد منكم عن دينه...) بعبارة الارتداد تعني العودة من الإسلام إلى الكفر. (مفردات راغب اصفهاني ص 192)
وحسب تعريف الإمام خميني (قدس سره): المرتد هو الشخص الذي يخرج من الإسلام ويختار الكفر. (تحرير الوسيلة ج 2 ص 266)
وحسب تعريف ابن قدامه أحد علماء السنة: المرتد هو الشخص الضي خرج من الدين الإسلامي وعاد إلى الكفر. (المغنى ، ابن قدامه ، ص 76.)
وتحدث القرآن الكريم عن المرتدين ووعدهم بعذاب شديد كما جاءت في صورة البقرة الآية 217:
(.... وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
لذا بالتوجه إلى المعنى اللغوي والإصطلاحي لردة والارتداد، نرى بأن أبو بكر لم يحارب المرتدين، بل حارب جماعة من المسلمين لم ترتد عن دينها ولم يصبحوا كفرة أيضا. أن هؤلاء الذين سماها ابو بكر بالمرتدين لم يبايعوا (الخليفة الأول) ولم يكونوا على استعداد لأن يدفعوا له الزكاة، بالطبع عرف التاريخ هذه المعارك بالحروب مع المرتدين، وسعوا إلى ان يغطوا على هذه الحروب بالآية 54 من سورة المائدة، في وقت قال في إطاره الطبري العالم السني المعروف، أن هذه الآية لا علاقة لها بزمن أبو بكر.
على هذا الأساس فأن الحرب كانت مجموعة من المسلمين رفضوا لأي سبب كان من دفع الزكاة ولم ينكروا أي أصل واحد من أصول الإسلام. ففي هذه الحروب قتل (مالك أبن نويره) أحد كبار صحابة رسول الله (ص). لقد عين الرسول مالك مأمورا لاستلام مبالغ الصدقات والزكاة، فعندما وصله خبر وفاة رسول الله (ص)، امتنع مالك عن قبول مبالغ الصدقات وأن كل المبالغ التي كانت بحوزته قسمها بين الفقراء والمساكين. والسبب في ذلك اتصافه بالورع والتقوى بين الناس. بالطبع بعد وفات الرسول أو في اللحظات الأخيرة من عمره امتنع مالك عن استلام مبالغ الصدقات والزكاة (ليس لأنه تم عزله عن عمله) بل لأنه كان يعتقد بأن الخليفة أو الوصي من بعد رسول الله (ص) يجب أن ينصب مامورا لذلك. بعد وفاة الرسول أبتعد مالك عن الاختلافات الموجودة حتى يتم انتخاب الخليفة وفق الطريق الصحيح والمرسوم.
لهذا السبب عندما وصل مندوب أبو بكر إلى مالك مالبا بمبالغ الصدقات والزكاة، ولان مالك لم يكن قانعا بخلافة أبو بكر وليس بسبب ردته عن الدين بذؤيعة نكرانه لأصل الزكاة، رفض دفع المبالغ إليه، على خلفيتها أرسل أبو بكر عدة أشخاص يترأسهم (خالد بن الوليد) إلى بيت مالك، في الوقت الذي كان يستعد مالك لإقامة الأذان والصلاة تم ضرب عنقه بالسيف ومات، وفي نفس الوقت اعتدى خالد بن الوليد على زوجتهّ! (الإصابة ج 5 ص 560 و561. الأعيان ج 6 ص 114. البداية والنهاية ج 6 ص 356)
أما أبو بكر فقد أغمض عينه عن هذه الجريمة ولم يقم الحد. (تاريخ الطبري ج 2 ص 503 و504)
نترك للقراء الكرام الحكم في هذه الجريمة المرتكبة في عهد الخليفة الأول، ومن هم الذين قتلهم الخليفة الأول باعتبارهم ارتدوا عن الدين. وهنا نرى (السائل) يحاول أن يبرز هذه الجرائم باعتبارها وثائق محاربة الردة في زمن الخليفة الأول ويجب التفاخر بها.
أما بخصوص الجزء الثاني من السؤال نقول، لم يدعي أي من علماء الشيعة بأن لدى الإمام علي (ع) قرآن قاني. ويعتبر هذا الكلام المطروح من قبل (السائل) بانه لا اساس له من الصحة وسخيف، لأنه لو كانت هناك وثيقة أو سند لذكرها مباشرة.
أن المسألة المسلمة والواضحة هو أن الإمام علي (ع) كان موظفا بجمع القرآن وتدوينه وهو الذي نراه في زمننا الحالي مع فرق كتابته شأن نزول الآيات وتفسيرها.
أن المصحف الذي جمعه الإمام كان في زمن الخلفاء الثلاثة وقام بعرضهاعليهم، إلا أنهم رفضوا ذلك وخاطبوه بالقول بانه لا حاجة لهم لقرآنه! لهذا السبب احتفظ الإمام بالقرآن لديه. في ذلك ذكر كل من صاحب تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 135 و136 ومصابيخح الأنوار ج 1 ص 125، ذكرا بان القرآن الذي جمعه الإمام علي (ع) هو نفس القرآن الذي بيدنا في هذا الزمن مع فرق واحد وهو ترتيب سورها من قبل الإمام وفق تاريخ نزولها.

ملخص الشبهة 42

لماذا عندما يظهر المهدي سيحكم وفق وثيقة آل داود، فأين هي الشريعة الإسلامية؟

الشبهة 42
تقول الشيعة: عندما يظهر المهدي فأن حكمه سيكون وفق حكم آل دواود! فأين هي شريعة محمد (ص) التي نسخت كل الشرائع التي قبلها؟ حيث تنص الشريعة المحمدية على ان القضاء يجب أن بكون بالبرهان والأدلة.

جواب الشبهة 42

أن طريقة حكم وقضاء النبي داود (ع) بأنه كان يحكم بالعقل والذكاء الإلهي الموهوب له، وكان الحكم بعقله دون الحاجة إلى شهود وبينات. وكما ذكرت بعض الروايات، أن الإمام المهدي (عج) عند ظهوره سيعتمد هذه الطريقة في حكمه: (إذا قام قائم آل محمد (ص) سيحكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل الناس بينة). (بحار الأنوار ج 52 ص 22 الحديث 26)
والسؤال الآن: عندما يقضي القاضي وفق عقله، هل ان ذلك مخالف للشريعة الإسلامية؟ أم ان واحدة من ظرق القضاء في الإسلام هي هكذا؟
ان الذين يعتقدون بأن القاضي العادل يمكنه الرجوع إلى عقله لصدور الحكم، فأنهم لا ينكرون أحدى أدوات الحكم وهي البينة والتي تعني حضور شاهدين.
هناك عدد من علماء السنة يتفقون بأن القاضي يستطيع في بعض المسائل الرجوع إلى عقله. يقول ربيع: يعتقد المذهب الشافعي بان القاضي يستطيع الرجوع إلى عقله، وان عدم العمل بهذه الفتوى تعني تفشي الفساد في الجهاز القضائي. أبو يوسف تلميذ أبي حتيفة والمزني من موالي المذهب الشافعي، أكدا على هذا الموضوع أيضا. حتى يقولون بأن الشافعي في كتابه وأرسالته قج أكد على هذه الأصول في القضاء.
يقول كل من حنيفة وأبي حسن الشيباني: (إذا علم بالموضوع قبل القضاء ووقف عليه بالكامل يمكن له الرجوع إلى عقله لإصادر الحكم).( الشيخ الطوسي ، كتاب القضاء المسألة 41. وفي هذه المسألة يرجى الرجوع إلى أبن قدامه ج10 ص 160 و161)
لا يتصور أحد لو ان القاضي رجع إلى عقله في إصدار الحكم بان ذلك يعني مخالفة الشريعة الإسلامية والعمل بشريسعة منسوخة.
ان هذه الأسئلة توضح بأن (السائل) يجهل المسائل الفقهية والعلمية.

ملخص الشبهة 43

هل أن ذكر أسم الإمام الثاني عشر للشيعة جائز أم حرام؟

الشبهة 43
تنقل الشيعة عن الإمام جعفر الصادق (ع): (صاحب هذا الأمر شخص لا يناديه بالأسم إلا الكافر...). (الأنوار النعمانية ج 2 ص 55) ويروى عن ابن أبي الحسن العسكري خطابه إلى أم المهدي: (ستحملين تلدين ولدا يسمى محمد وهو من بعدي القائم بالأمر).( انفس المصدر) أليس ذلك تناقضا؟!! فالذي ينادي المهدي هو كافر وحسن العسكؤي يسميه محمدا؟!

جواب الشبهة 43

بالاستناد إلى الرواية الثانية، لقد أعلم الإمام حسن العسكري (ع) زوجته باسم أبنه، وهو موضوع خاص بين الأثنين. وباليقين يمكن القول أنه منذ زمن الإمام جعفر الصادق (ع) كان يمنع المناداة باسمه. يقول الإمام حسن العسكري (ع): إذا ناديتم باسمه فسوف تكشفون سره، وتشيرون إليه، فلو علموا مكانه لوصولوا إليه). (أصول الكافي ج 1 ص 324)
في تلك الظروف الحساسة، علم خلفاء بني العباس وبالاستناد إلى أحاديث رسول الله (ص) ان الإمام الحسن العسكري (ع) سيكون له ولد يؤسس الحكومة الإسلامية العالمية، لذلك حبسوا الإمام العسكري في مكان أمني وعسكري وتحت مراقبة شديدة ومستمرة، ولهذا راينا الغمام الصادق (ع) أشار إلى هذا الموضوع المهم:
الجدير بالذكر، هنا كلمة الكافر لا تعني الكفر الفقهي والعودة عن الإسلام بل هو بمعنى التغطية على الحق والتي وردت مفصلا في الكتب السابقة.

ملخص الشبهة 44

ماهي الكتب التي تسمى بمصحف فاطمة والجامعة والجفر وغيرها، وهل كان فقط الأئمة على علم بها؟

الشبهة 44
هل هناك كتب أخرى غير القرآن الكريم نزلت على رسول الله (ص)؟ لذلك ما هي هوية صحف منها: الجامعة وصحيفة الناموس وصحيفة عبيطة وصحيفة ذؤاب السيف وصحيفة علي وجعفر ومصحف فاطمة والتورات والانجيل والزبور، ما هي هذه الكتب التي وردت في روايات الشيعة؟ ولماذا فقط يعلم عنها الأئمة فقط؟

جواب الشبهة 44

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الذي نزله على رسوله (ص) والتي تم إبلاغها للناس، ولم ينزل أي كتاب آخر بهذه الخصائص الإلهية على رسوله. بالطبع هناك كلام آخر انطق الله به رسوله وبلغت للناس كالأحاديث القدسية، لكن أي من العلماء لم يعتبر ذلك بمنزلة القرآن الكريم رغم أن الرسول كان ينطق بالوحي الإلهي. على هذا الأساس يمكن القول، ان المسلمين بعد وفاة رسول الله (ص) كان لهم مرجعين:

ألف) القرآن الكريم
ب) أحاديث رسول الله (ص) وأهل بيته عليهم السلام.

فهذان هما الركنان الأصليان للإسلام وأن أحاديث الأئمة هي مكملة للسنة النبوية.
1) خلال فتح مكة المكرمة، خطب رسول الله (ص) فجاء رجل من اليمن وطلب ان يكتب الرسول له هذه الخطبة، فطلب الرسول من أصحابه بكتابة الخطبة. (صحيح بخارى، باب كتاب العلم ، حديث 112)
2) في نهاية عمره الشريف، مر رسول الله (ص) ان يحضروا له قلم ودواة لكي يكتب شيئا لا تظل الأأمة من بعده. لكن للأسف منع عمر من تنفيذ أمر الرسول وقال لفد غلب المرض على رسول الله (ص) وأن ثرآن الله يكفينا.( نفس المصدر ، حديث 116)
3) كان رجل من الأنصار يستمع إلى خطبة رسول الله (ص) وسرعان ما كان ينسى ما يقوله الرسول، فاشتكى إليه ضعف ذاكرته، فقال رسول الله (ص): استعن بالكتابة. (سنن ترمذي ج 3 ص 39)
ونقل عمرو بن شعيب عن جده الذي سأل رسول الله (ص) بالقول: هل أكتب ما أسمعه منك؟ فقال الرسول" أكتب.( سننن ىارمي، ج 5 ص 125)
ولان أحاديث رسول الله (ص) تتصف بأهميتها، لذا قرر الإمام علي (ع) وأولاده بجمع وتدوين أحاديثه خلال حياة الرسول وبعد ذلك أيضا.
يقول الإمام علي (ع): كلما كنت اسأل رسول الله (ص) أسمع الجواب وكلما كنت أسكت يبدأ بالكلام. (الطلبات الكبرى، ابن سعد ج 2 ص 283. سنن الترمذي ج 5 ص 637 ، الحجديث 3722. والصفحة 20 رقم 3739)
على هذا الأساس فأن كل الكتب التي هي لدى الإمام علي (ع) هي الأحاديث التي سمعها من رسول الله وقام بتدوينها ومن ثم احتفظ أولاده بهذه الكتب بأسماء مختلفة.
أن الإمام علي (ع) لم يهتم بجمع أحاديث رسول الله (ص) ويقوم بتدوينها بل أنه جمع القرآن الكريم ودوته ويقول:
(أقسم بالله ليست هناك آية في القرآن الكريم لا أعلم متى نزلت ولمنزلة من ولماذا، فالله سبحانه وتعالى وهب لي قلب عالم ولسان فصحيح).( طبقات الكوى أبن سعد، ج 2 ص 238)
على هذا الأساس فأن كل الكتب التي وردت في بطن السؤال هي أحاديث رسول الله (ص) وأما بخصوص مصحف فاطمة فقد تم بحث الموضوع في الكتاب الأول.
أما ما يثير العجب، أن قوة أهل البيت (عليهم السلام) في جمع أحاديث رسول الله (ص) اعتبرها (السائل) نقطة ضعف لهذا البيت الكريم. إذ ان الكتب المذكورة أعلاه وحتى تلك التي تتصف بأن لها أسمين تبين اهتمام أهل البيت بالثصقافة الإسلامية والعلوم النبوية.
بالطبع يحق لمثل هذا الشخص (السائل) ان ينظر بشكل سلبي إلى العمل الكبير الذي قام به أهل البيت وذلك لأن الخلفاء الثلاثة بعد وفاة رسول الله (ص) منعوا جمع وكتابة أحاديثه.
تقول عائشة: في الليل وجدت والدي أبو بكر منزعجا ومستاءا جدا فسألته ما باله لم يقل شيئا، أما في الصباح نهض طلب مني ان أحوله أحاديث رسول الله (ص) والبالغة 50 حديثا، فلما أخذها قام باحراق كلها. (الطبفات الكبرى ، أبن سعد ج 2 ص 1283 . سنن الترمذي ج 5 ص 637)
عندما تسلم عمر الخلافة أصدر أمرا بهذا المعنى وأرسلها إلى كافة النواحي: (كل من لديه كتابة بغير القرآن الكريم عليه ان يمحوها ويحذفها). (مسند حمد ج 3 ص 12 و13)
لهذا السبب تم منع كتابة أحاديث الرسول وبالتالي اعتبرت كتابتها هي ضد القيم. من جهة أخرى عندما أحس الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بأن منع كتابة أحاديث رسول الله (ص) سيؤدي إلى محو العلوم النبوية، بعث رسالة إلى أبو بكر حزم (عالم المدينة المنورة) ان يجمع أحاديث رسول الله (ص)، حيث أنه خشي من تلفها. (صحيح البخارى، باب كيف يفيض العلم الحديث 4)
لكن هذا الأمر وبسبب الفكر السلبي الرائج في حينه لم يكن مؤثرا حتى زمن منصور الدواقني يعني بعد قرن ونصف، أصبح كتابة الحديث رائجا بشكل رسمي. (تاريخ الخلفاء ص 261)
لكن الحديث الذي يكتب بعد قرن ونصف المتزامنة مع كثرة التحاور والجدل فهو يتصف بكثرة الشكوك التي تحوم حوله!
لأنه خلال هذه المسافة الزمنية كانت الأررضية مهيـيأة ومعدة لمزوري الأأحاديث كي يكتبوها كما يشاؤون وتشاء منافعهم.
مع ذلك فأن التعجب من مصممي هذه الأسئلة يشككون بعلم الأئمة الاطهار (عليهم السلام) بانهم على علم بالزبولر والتوراة والأنجيل ويصرون على أنه لدى المسلمين كتاب واحد.
نعم للإسلام كتاب واحد وهو القرآن الكريم، لكننا موظفين بالمحافظة على كتب الأأنبياء السابقين، حيث يقول القرآن الكريم في سورة البقرة الآية 285:
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
لقد أدى العلم بكتب السابقين على انتصار الإسلام والمسلمين على أهل الكتاب. لان هذه الكتب لم تذكر الخصل والأوصاف الأخلاقية لرسول الله (ص) كما يشير القرآن إلى ذلك في سورة البقرة الآية 146:
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
وقد جاء ذلك في الحوار الذي تم بين الإمام الرضا (ع) وأهل الكتاب في ديوان الخليفة العباسي المأمون.
من المنطقي عندما يطرح أحد سؤال شفهي يجب الرد عليه بشكل شفهي، اما الذي يطرح سؤاله بشكل مكتوب من الضروري مطالعته والجواب عليه بالتأني، لان المكتوب قد يتصف بكثرة تناقضاته. وأن هذا الموضوع يصدق على كتاب التوراة والأنجيل الحاليين اللذان تعرضا إلى كثير من الانحرافات. بعبارة أخرى، ان الرد على المخالفين يجب الإلمام الكامل بهذين الكتابين ليكون الرد مستدل ومنطقي. لهذا السبب فأن أئمتنا السابقين كانوا يردون على مخالفيهم من كتبهم وبالطريقة التي تقنعهم وتنودهم إلى الطريق الصحيح.

ملخص الشبهة 45

هل تعرضت الشيعة خلال مر التاؤيخ إلى انقسامات وتيارات مختلفة؟

الشبهة 45
تنقسم الشيعة إلى مذاهب منها الإمامية والإسماعيلية والنصرية والزيدية والدروزية، وإذا أراد شخص ان المذهب الشيعي فعليه ان يختار أي واحد منها؟

جواب الشبهة 45

لنفترض بأن أحد أراد ان يعتنق المذهب السني، ففي وسط عشرات الفرق والمجموعات أي عليه يجب أن يختار؟ هل يختار أهل الحديث أم السلفية أم المشاعرة أم المعتزلة أو الماتريدية أو الظاهرية...؟! وفي المذاهب الفقهية أن يختار أية واحدة منها؟ الحنفية أم المالكية أم الشافعية أم الحنبلية؟
أما جوابنا بخصوص والنصرية والإسماعيلية والزيدية و... هو، أنه بنظر رسول الله (ص) وأهل البيت (ع) لم تكن أية واحدة من هذه الفرق شيعية، وأن الشيعة الحقيقية هم السائرسن على سنة رسول الله (ص) ونهج الأئمة الأاطهار (ع). إذ ان الذي لديه معلومات قليلة عن المذهب الأثنى عشري يعلم بأن الأئمة هم النواب لرسول الله (ص) المنصوبين من قبل الله تعالى ولا يحق لأحد التدخل في هذا الأامر. وأن أية مجموعة تختار شخص غير هؤلاء فأن ذلك مرفوض. ان هذه المجموعات من أين تجذرت وما هي اعتقاداتهم سنتكلم عنها مفصلا:
بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) السلام كان الإمام من بعده أبنه علي بن الحسين (السجاد) سلام الله عليه، وكانت هناك مجموعة تعرف بــ (الكسيائية) اعتقدت بإمامة (محمد الحنفية) شقيق الإمام علي بن أبي طالب واعتبرته المهدي وأنه اختفى في جبل الرضوانية ختى يوم ظهوره! بعد استشهاد الإمام السجاد (ع) نصب الإمام محمد الباقر (ع) خليفة له، إلا ان البعض اعتقدوا بغمامة أبنه الآخر (زيد) حيث عرفوا فيما بعد بالزيدية. بعد استشهاد الإمام الباقر (ع) اعتقد الشيعة بإمامة أبنه جعفر الصادق (ع) ولعد استشهاد الأخير، أصبح أبنه الإمام موسى الكاظم (ع) إماما للشيعة، لكن مجموعة اعتقدت بإمامة أبنه الأكبر إسماعيل الذي توفي في حياة والده وبالتالي عرفت هذه المجموعة بــ (الإسماعيلية)
مجموعة أخرى اعتقدت بإمامة أبنه الآخر (عبد الله الافطح) ومجموعة اعتقدت بإمامة أبنه الآخر (محمد) وتوقف البعض عند إمامة الصادق واعتبروه (المهدي) ولذلك سميت هذه المجموعة بــ (الواقفية) بعد استشهاد الإمام الكاظم، اعتقدت الشيعة بإمامة أبنه علي بن موسى الرضا (ع) حيث اتسم عهده بعدم بروز أحداث وتفرقة جديدة ولو كانت ظهرت لم تطول أيام. على سبيل المثال، ادعى (جعفر) شقيق الإمام الحسن العسكؤي بالإمامة حيث اجتمع الناس حوله لكنه بعد عدة أيام تفرقوا من حوله وحتى ان جعقر نفسه ترك هذا الموضوع.
ان الفرق التي ظهرت وقفت في مواجهة الشيعة إلا أنها جميعها انقرضت إلا فرقتين (الزيدية والإسماعيلية) المتواجدة حاليا في منتطق منها لبنان واليمن والهند.
ما ذكر أعلاه مختصر عن ظهور هذه الفرق ويبقى الأمر للقارئ العزيز إذا أراد الخوض في تفاصيلها، لكن المسألة المهمة ان كل هذه الفرق تختخلف في اعتقاداتها وفقها عن ما ورد في السنة النبوية وأهل البيت، بعبارة مع الشيعة الإثنى عشري.
على سبيل المثال، اعتقدت الزيدية بخلافة الخلفاء الثلاثة وفي زمن الإمام علي (ع) اعتقدت بإمامته إلا أنها كانت متمسكة بالفقه السني في حياتها. الجدير بالذكر أن الأئمة (عليبهم السلام) قد حاربوا الفرق المنحرفة في زمن حياتهم وإمامتهم وبسلوك واضح ابينوا مواقف الاختلافات لدة هذه افرق المنحرفة.
لذلك يعلم بان الشيعة هو مذهب واحد يعتقد بالأئمة المنصوبين من قبل الله تعالى والسائرين على سنة رسول الله (ص) وحتى لو وجد شخص يعتقد بإمامة الإمام علي (ع) ولا يقبل إمامة الأئمة ( الحادي عشر إماما) من بعده فهو ليس شيعيا.

ملخص الشبهة 46

هل تزخر الروايات الشيعية بالتناقض؟

الشبهة 46
تتصف روايات الشيعة بكثرة اتقضاتها وتضادها وبالشكل الذي فرض على علماء الشيعة وفي كتبهم ان يشيروا إلى ذلك!

جواب الشبهة 46

أن مصمم هذا السؤال يرى الشوكة في عين أعدائه لكنه لا يرى الغصن في عينه!
فقد نقل المتحدثون بأسم أهل السنة، أن رسول اللة (ص) قد أخبر باستمرا عن الكاذبين والمزورين لنقل الاحاديث، وباستمرار أيضا هددهم بجهنم والعذاب الإلهي. ففي بعض الأحيان كان يقول: (لا تكذبوا علي فأنه من يكذب علي فليلج النار). (صحيح بخارى ، الحديث 106)
أن هذا الحديث وغيرها من الأحاديث المشابهة تشير إلى أنه في عهد الرسول (ص)، كان هناك بعض الأشخاص المقبولين من قبل اهل السنة يكذبون في نقل الأحاديث وحنى يزورونها، وأن الرسول (ص) حذر من ذلك.
بعد وفاة رسول الله (ص) وإصدار بمنع نقل وتدوين أحاديثه، راج سوق تزوير أحاديثه، وفي هذه الأرضية لعب اليهود والنصارى دورا بارزا منهم كعب الأحبار و وهب بن منبه و تميم داري و... (مقدمة أبن خلدون ص 439)
لقد أدى تزوير الأحاديث إلى ظهور أرضية التناقض في الحديث النبوي، فقد تربى أبن أبي العوجاء في بيت حماد بن مسلم المحدث السني المعروف، حيث قام بسؤقة كتب حماد وبدأ بتزوير الأحاديث. (ميزان الاعتدال ج 1 ص 493)
في هذه الحالة علينا أن نعلم بأن البخارى (العالم السني المعروف وصاحب كتاب صحيح بخارى) من مجموع 600000 حديث. (لقد ورد التصحيح الأخير لأحاديث البخارى في إرشاد الساري، ج 1 ص 28 وشرح صحيح مسلم ، تنقيح نوري ج 1 ص 22)
أما مؤلف كتاب مسند احمد (لواحد آخر من علماء السنة المعروفين أحمد بن حنبل)، انتخب ما يقارب 30000 رواية من مجموع 750000 حديث. وان كل يشير إلى ان سوق تزوير الأاحاديث كان رائجا بشكل بارز في القرنين الثاني والثالث للهجرة بهدف حصول أصحابها على الشهرة والثروة، وحتى لو ان لتزوير الأاحاديث والروايات وصل إلى أرقام المليون.
بالطبع ان تزوير الأحاديث سيؤدي إلى ظهور تناقضات كثيرة، لذلك كنا نرى في الأاحاديث المزورة عن ظاهرة (تجسم الله) و(الإنسان المجبر) وبالتأكيد هي في تناقض وتعارض مع الروايات التي تنفي هذه الموضوغات. والآن نشير إلى بعض أسباب الاختلافات في أحاديث الشيعة:
1 ) تقطيع الروايات:
(تقطيع الروايات وعدم الإشارة وذكر كل الرواية)
في بعض الأحيان كان يقوم بعض الرواة بذكر قسم من الرواية وحذف قسم آخر منها، حيث ان ذكر قسم منها يبين معنى وضم القسمين له معنى آخر.
2) بعض الرواة لم ينقلوا (الألفاظ) كما قالها الإمام المعصوم بل اكتفوا بالمعنى والشرح، مما أدى ذلك إلى بروز أرضية التناقض في نقل الروايات.
3) تزوير الحديث، تزوير الحديث عن طريق المبالغة (حيث أصيب البعض بالمبالغة في نقل الأحاديث عن الأئمة المعصومين وبالأخص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام) منهم مغيرة بن سعيج و أبو زينب الأسدي المشهور بأبو الخطاب، حيث أشار إليهم الإمام الصادق (ع) وقال: هؤلاء رواة الأحاديث الكذب نقلا عني وعن أبي. (رجال كشي ص 196 الرقم 103)
لكن علينا الإشارة إلى هذه الملاحظة المهمة هو أن علماء الشيعة بدؤوا بجمع الأحاديث والروايات المزورة وحذها من الكتب بالأخص الكتب الشيعية الأربعة المعروفة.

ملخص الشبهة 47

هل أن ولاية الإمام علي (ع) قد داءت في القرآن الكريم كالصلاة والزكاة؟

الشبهة 47
تثول الشيعة: ان ولاية علي بن أبي طالب (ع) وأولاده ركن من أركان الإيمان، فلماذا لم يشر القرآن الكريم بصراحة إلى هذا الركن؟ في وقت أشار القرآن الكريم إلى الصلاة و الزكاة!

جواب الشبهة 47

يشير هذا السؤال ‘لى جهل (السائل) بالآيات القرآنية وتفسيرها والروايات التي وردت عن رسول الله (ص) بهذا الخصوص. لأن ولاية الإمام علي (ع) والأئمة من بعده قد جاؤ ذكرها في القرآن الكريم، ولان شرح هذه الآيات هي خارجة من مجال هذا الكراس، لذا نكتفي بإشارة كلية إليها. فعلى الباحثين والمحققين والقراء الكرام الرجوع إلى تفاسير الشيعة وأهل السنة بخصوص الآيات التالية لكي تتضح لهم حقيقة الموضوع.
الآيات الخاصة بولاية علي بن أبي طالب (ع):
الآية 55 من سورة المائدة (آية الولاية)، الآية 59 من سورة النساء (آية ولي الأمر)، الآية 67 من سورة المائدة (آية الإبلاغ) ، الآية 3 من سورة المائدة (آية الإكمال).
أما الروايات والأأحاديث الخاصة بولاية الإمام علي بن أبي طالب (ع)
حديث الغدير، حديث المنزلة، حديث الدار، حديث الثقلين، حديث الإنذار، جديث سفينة نوح.
الجدير بالذكر ان مفسري القرآن الكريم ورواة الأحاديث لم يكتفوا بالمصادر أعلاه بل ذكروا بأن هناك العديد من الآيات القرآنية والروايات في مصادر الشيعة وأهل السنة تشير إلى هذا الموضوع. للإطلاع على فهرست هذه الآيات والأحاديث يرجى الرجوع إلى الكتاب القيم (الغدير) للعلامة المرحوم أميني.

ملخص الشبهة 48

لماذا لا يصلي الكثيرين من الشيعة صلاة الجمعة بالرغم من أن أمر ذلك واضح في سورة الجمعة؟

الشبهة 48
لماذا لا يصلي الكثير من الشيعة صلاة الجمعة رغم ان الأامر بذلك ورد في سورة الجمعة؟

جواب الشبهة 48

ان هذا الموضوع يعتبر من الأكاذيب والاتهامات الكبرى ضد الشيعة التي يطرحها (السائل). لأنه في الوقت الحاضر يشاهد صلاة الجمعة المقيمة في أغلب المدن والمناطق التي تقطنها الشيعة. من بين هذه الدول يمكن الإشارة إلى إيران، حيث تقام في كل جمعة الصلاة التي يؤمها الملايين من الشيعة في البلاد وحتى ان هذه المراسم كانت تقام قبل الثورة الإسلامية في البلاد.
إلا أن الملاحظة المهمة التي يجب الإشارة إليها هو أن صلاة الجمعة واجبة عند ظهور الإمام الغائب (ع) وعلى كل المسلمين المشاركة فيها، لكن في غيابه تعتبر صلاة الجمعة مستحبة وعلى المسلمين ان لا يخلو صفوف الصلاة، حيث يتم المحافظة عليها بالتنسيق والانسجام والوحدة الإسلامية.
أما السؤال الذي نطرحه، هل ان ( السائل) ومن خلال إيجاده الشبهات بخصوص سلوك الآخرين لانهم غير ملتزمين باحكام القرآن الكريم، هل هو ملتزم بهذه الأحكام؟
على سبيل المثال، يذكر القرآن الكريم في سورة المائدة الآية 51 :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
هل اليوم ان حكام السعودية والانظمة المشابهة لم يضعوا أيديهم بإيدي اليهود و الصهاينة وأصبح الواحد منهم صديق للآخر؟!!

ملخص الشبهة 49

هل أن أصحاب رسول الله (ص) كان الواحد منهم عدو للآخر؟

الشبهة 49
كما تقول الشيعة، لو كان الصحابة الواحد منهم عدو للآخر، كيف قاموا بفتح البلدان والواحد منهم إلى جنب الآخر؟

جواب الشبهة 49

تجدر الإشارة إلى ان الصحابة كان الواحد منهم عدو للآخر هو ليس بالموضوع العام والشامل، بل ان بعض الصحابة قد أصيبوا بالختلافات والعداء فيما بينهم.
قمع أصحاب رسول الله (ص) وحتى قتلهم من قبل حكومات الخلفاء الثلاثةوعلى سبيل المثال الصحابي الكبير (مالك بن نيره) من قبل عناصر الخليفة الأول ابو بكر وقتل (حجر بن عدي) من قبل معاوية، نماذج تشير إلى العداء الضي كان يكنه الخلفاء الثلاثة والأمويين لأصحاب رسول الله (ص) والموالين لأهل البيت عليهم السلام، حيث كان هدفهم من وراء هكذا سلوك المحافظة على كرسي الحكم وجمع الثروات.
يشهد التاريخ، ان عدد من صحابة رسول الله (ص) قد انحرفوا بعد وفاته من خلال تشكيكهم بسنته وتدخلهم في تعيين الخليفة والوصي من بعده مما سبب إيجاد انحراف كبير في المجتمع الإسلامي.
وأدى ذلك بدوره إلى بروز اختلافات جدية بين المسلمين، إلا أن رشادة وصي والخليفة بالحق لرسول الله (ص) الإمام علي (ع) وإدارته الناجحة للأزمات مانع من وقوع الحروب الداخلية وزيادة الهوة داخل المجتمع الإسلامي.
أما بخصوص فتوحات الخلفاء الثلاثة فقد تكلمنا عنه بشكل مفصل في الكتب السابقة، ويمكن، للقراء الكرام ان يراجعونها.

ملخص الشبهة 50

هل تعتقد الشيعة أن بعض الآيات القرآنية ام حذفها، وأن بعض الآيات تم تغيرها من قبل أبو بكر وعمر؟

الشبهة 50
لماذا تعتقد الشيعة بوجود آيات قد حذفت من القرآن الكريم، وآيات قام كل من ابو بكر وعمر بتغيرها؟

جواب الشبهة 50

يقول (السائل) بان الشيعة تعتقد بحذف أو تعيير آيات في القرآن الكريم، لذلك عليه ان يعرض وثيقة لأو سند تؤيد صحة كلامه في اعتقاد الشيعة هذا. في وقت لا تحوي كتب الشيعة على مثل هذه القضايا. في هذه الأرضية يعتبر كتاب (عقائد الغمامية) للشيخ الصدوق من أقدم كتب عقائد الشيعة ويطرح موضوعا مخالفا لما ذكر أعلاه.
وقبل ذلك اعتقد (فضل بن شاكان) المتوفي عام 360 هجري قمري، بأن التحريف والتحريف قامه به المخالفون للشيعة، مصرحا بان للقرىن قدرة الصيانة من التحريف ولم ينقص منه شيئا. الجدير بالذكر ان الملاحظة التي يجب ثولها، ان مخالفي الشيعة غير معنيين بنقصان أو زيادة الآيات القرآنية بل تفسير يشير إلى المصداق البارز للآيات.
ان الذين ليس لهم عمل بنهج أهل البيت، يعتقدون بان التفاسير جزء من الآية في حال ليس هناك أي علاقة بين الآيات والروايات بل هي مجرد تفسير لتلك الآيات.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)( سورة الحجر الأية 9)
حتى لو جاء على مر التاريخ أشخاص حاولوا تحريف القرآن الكريم، إلا أنهم سيجدون أنفسهم عاجزين عن هذا العمل، لأن الله سبحانه وتعالى هو من يحافظ على القرآن الكريم وآياته.