عشرة أجوبة لعشرة أسئلة؛ الکتاب التاسع

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

عشرة أجوبة لعشرة أسئلة

لجنة التحقيق والبحوث لمؤسسة ميقات القرآن

المقدمة:
...فبشر عباد (17) الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب (18)
في عالم اليوم الذي يعتبر عصر التواصل وانفجار المعلومات، تصل المعلومات وتعرض العقائد على الناس بطرق مختلفة وأساليب متعددة. في هذا الإطار يلاحظ بأن العديد من المدارس الدينية كالاسلام وبفرقها المتعددة (الشيعية والسنية) وكذلك المسيحية واليهودية والبودائية والزردوشتية إضافة إلى فرق استعمارية وصهيونية منها البهائية وكذلك العديد من المدارس القكرية المؤسسة حديثا، يلاحظ بأنها تروج إعلاميا ودعائيا لافكارها في كل انحاء العالم بهدف كسب النس والرأي العام.

في هذا الوسط، لو تم التبليغ لإسلامنا العزيز كما سلك في هذا الإطار الرسول الأكرم (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وكذلك الائمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام) لكان من البديهي ان نرى دخول أعداد غفيرة من البشر إلى دين الإسلام، ولانرى بقاء أي معارض لللإسلام إلا اولئك المعاندين والمنافقين.
لكن من جهة أحرى، يلاحظ كثرة المخالفين للمذهب الشيعي بسبب خوفهم من خسارة منافعهم ومصالحهم. حيث فرض عليهم ذلك ان يقف واحدهم إلى جنب الآخر وتعبئة كافة امكاناتهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لمواجهة الشيعة، ولحظة بعد أخرى زادوا ويزيدون من امكاناتهم وفي هذا السياق، قاموا بتوظيف كافة امكاناتهم منها وسائل الإعلام كالقنوات التلفزيونية والفضائية والمواقع الإلكترونية والكتب والمجلات والصفحات الممغنطة CD فضلا الاستفادة من أساليب الإرعاب والتهديد والاغتيال والهجمات الانتحارية حيث تم توظيف هذه الامكانيات بشكل تام. والسؤال المطروح: هل تعرضت أي واحدة من المذاهب الأخرى إلى هذا الهجوم الشرس الذي تعرض له مذهب التشيع؟ بالتأكيد الجواب هو كلا، حيث ان مذهب التشيع والمتمسكين به من الموالين الحقيقيين للنبي الأكرم (ص) والأئمة المعصومين (ع)، لان هؤلاء وعلى مر عصور التاريخ لم يخضعوا إلى أية قوة استعمارية ومعادية أو ان يخضعوا لأي سلطة استعمارية مهما كانت قدرتها. في المقابل وللأسف خضعت بقية الفرق المذهبية الأخرى وبأي شكل كان إلى سلطة الاستعمار. وفي هذا الإطار تعتبر (الوهابية) النموذج البارز لهذا العداء فقد ـسست بريطانيا والصهيونية هذه الفرقة حسب اعتقاد العديد من الخبراء.
قامت ألوهابية بالتخطيط لاشرس الهجمات على التشيع والشيعة وتعبئة كافة الطاقات في هذا الخصوص. في هذه الأرضية يمكن الإشارة إلى كتاب تم طبعه ونشره من قبل الدولة السعودية (مهد ومركز الوهابية) الذي تم توزيعه في السنوات الأخيرة بين حجاج بيت الله الحرام وبالأخص الحجاج الإيرانيين. وبمسمى (اسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق). ويحتوي هذا الكتاب على 180 شبهة ضد الشيعة. ويبدو للنظر بأن كل الرآسمال العلمي والفكري للوهابية يتلخص في هذا الكتاب، لأن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التابعة للوهابية وكذلك المحاضرات التي تلقى في مجالسهم الخاصة ومن خلال الاستفادة من الأسئلة المطروحى في هذا الكتاب، تفوم مجتمعة بتسجيل الشبهات ضد الفكر الشيعي.
لهذا السبب، قام مركز التحقيق والأبحاث التابع لمؤسسة ميقات القرأن بنشر كتيب تحت عنوان (عشرة أجووبة لعشرة أسئلة) بمثابة رد على كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى طريق الحق) وجاء الرد بشكل مفصل من خلال انتخاب عشرة أسئلة من الكتاب أعلاه وتم درج الأجوبة في هذا الكتيب من قبل لجنة التحقيق والبحوث.

ونسترعي الانتباه إلى الملاحظات التالية قبل قراءة هذا الكتيب:
الأولى: بعض الأجوبة التي وردت في هذا الكتيب مأخوذة من المحاضرات التي ألقيت في مؤسسة ميثات القرأن وقام لفيف من الشباب الهواة في مؤسسة ميقات القرأن بتسجيلها على الصفحات الممغنطة CD
الملاحظة الثانية، شوهدت أسئلة قد كررت أو تشابهت في مضامينها لذلك وبهدف عدم هدر وقت القارئ الكريم تم ادغام الأسئلة المتكررة والمتشابهة والاجابة عليها في مكان واحد.
لذا نرجو من كافة قراء هذا الكتيب من إبداء ملاحظاتهم وآرائهم وإعلامنا بذلك عن طريق الكتابة أو الجضور شخصيا في المؤسسة أو التواصل معنا عن طريق البريد الإلكتروني لمؤسسة ميقات القرأن بالعنوان التالي: www.almiqat.com

لكي يتم إجراء التنقيح والتعديل اللازم الطبعات القادمة.
في الختام نقدم جزيل الشكر إلى كل الأحبة الذين ساعدونا لإعداد هذه السلسلة من الكتب ونرجو ان يوفقهم الله عز وجل وبسدد خطواتهم.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى
لجنة التجقيق والبحوث
لمؤسسة ميقات القرآن 2011م

ملخص الشبهة 81

ان منزلة الأئمة الأطهار لدى الشيعة كمنزلة النبي (ص) لديهم، لذا نراهم يكتفون بالتراث والروايات والأحاديث التي وصلتهم من ائمتهم دون التطرق إلى علم النبي (ص) وتراثه.

الشبهة 81
ان منزلة الأئمة الأطهار لدى الشيعة كمنزلة النبي (ص) لديهم، وفي ذلك يعتقدون بأن الأحاىيث والروايات الصحيحة تلك التي وصلتهم عن طريق إمتهملذا نراهم يكتفون بالتراث والروايات والأحاديث التي وصلتهم عن هذا الطريق ودون التطرق إلى علم النبي (ص) وتراثه. وحتى أنهم في هذا السياق لايغتنون بغبارة (الله ورسوله).

جواب الشبهة 81

يهدف المستشكل (الذي أورد هذه الشبهة) إلى تحقيق الأهداف التالية:

1 – لاعلاقة للشيعة بسنة النبي (ص) وأحاديثه وأعماله وكذلك الإسلام الحقيقي، بل أنهم يكتفون بما وصلهم من إمتهم. 
2 – رسم صورة لعلماء الشيعة بأنهم مخادعين من خلال استفادتهم القليلة جدا من سنة وتراث النبي (ص).

أما ردنا على الإبهامات التي وردت في هذه الشبهة:  
1 – ذكر  المستشكل بأن الشيعة يعتقدون بأن منزلة إمتهم هي مساوية لمنزلة النبي (ص)، في وقت تؤكد الشيعة بأن الإمام هو الوصي والنائب للنبي (ص)، وان ذلك ورد في العديد من كتب السنة حيث تم الإشارة إليه في كتاب (حديث المنزلة) أيضا. 
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِعَلِيٍّ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي) < الجامع الكبير للترمذي الجزء 6 الصفحة 80 الحديث 4731 طبع دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1996> و<صحيح بخاري كتاب المغازي(64) الباب 77 و78 الصفحة 600 الحديث 44116 طبع مكتبة  الرشد الطبعة الثانية عام 1437 هجري>.

2 –  تعتقد الشيعة بأن إمامة المهدي هي من الله سبحانه وتعالى، وهو المنصب الذي تم تفويضه من قبل الله تعالى إلى الأئمة، وان هؤلاء هم المبلغين الحقيقيين للأحكام الإلهية. بحيث ان كل معصوم من هؤلاء يتسلم الراية في إطار التبليغ من المعصوم الذي سبقه. ففي رواية نقلها الفضل بن يسار عن الإمام الباقر (ع) نقرأ التالي: - 
(نحن لا نحكم كما يحكم الآخرون وفق آرائهم ومواقفهم الخاصة بل نحكم على أساس البراهين الإلهية الواضحة والتي أوحى بها إلى رسوله (ص) وقام الأخير بدوره بنقلها إلينا نحن الأئمة). <دائرة المعارف الفقه المقارن الجزء 1 الصفحة 165، طبع في مدرسة الإمام علي بن أبي طالب في مدينة قم الطبعة الأولى عام 1347 هجري>.

3 – يحتوي كتاب "نهج الفصاحة" على الكلمات والأحاديث القصيرة للنبي (ص) وكذلك بعض خطبه القصيرة في الأخلاق والفضائل الأخلاقية. حيث قام السيد أبو القاسم باينده بجمعها وترجمتها إلى اللغة الفارسية. يشير هذا الكتاب إلى ان الشيعة لم تكتفي بنقل الأحاديث والرويات عن إئمتهم بل نقلوا أحاديث و روايات عن النبي (ص) في حال ان تكون معنمدة.  

4 – هناك الكثير من الأحاديث والروايات التي نقلها الأئمة (عليهم السلام) عن النبي (ص) منها حديث منقول عن الإمام الرضا (ع) المعروفة (بسلسلة الذهب)، في ذلك يقول الإمام الرضا (ع): 
(سمعت من والدي الإمام موسى بن جعفر (ع)  ونقلا عن والده الإمام جعفر الصادق (ع) وخكذا تواتر الحديث عن الإمام علي بن أبي طالب (ع)  الذي قال سمعت بأن النبي (ص) قال: : «... لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي‏ ... » في هذا الإطار يقول اسحاق: بعد ان بدأ الجمل السير قال النبي (ص): هناك شروط لذلك وأنا جزء من هذه الشروط. <أخبار عيون الرضا (ع) الجزء الثاني الصفحة 144 الحديث 4. طبع مطبعة الشريف الرضي الطبعة الأولى عام 1378 هجري شمسي.

5 – ان الشيعة تنقل أحاديث معتبرة منقولة من أشخاص موثقين ومعتمدين. بعبارة الاعتماد والوثوق بالأشخاص يعتبر المقياس في نقل الأحاديث لدى الشيعة. وكذلك مشروط بأن لا تخالف الأيات القرأنية، وليس ان يكون النقل منحصرا بمصادر أهل البيت. دائرة المعارف الفقه المقارن الجز الأول الصفحة 311. طبع في مطبعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في مدينة قم الطبعة الأولى عام 1437 ق. 

ملخص الشبهة 82

هل ان الإمام علي (ع) من نقل علم النبي (ص) وسنته الى الأجيال التي تليه؟ في وقت لم يكن فيه برفقة النبي (ص) بشكل دائمي ومستمر.

الشبهة 82
من بين الأئمة الأطهار كان الإمام علي بن أبي طالب (ع) مميزا خيث أنه من المعاصرين للنبي (ص)هل ان الإمام علي (ع) من نقل علم النبي (ص) وسنته الى الأجيال التي تليه؟ في وقت لم يكن برفقة النبي (ص) بشكل دائمي ومستمر؟ بل حتى أنه في بعض الأوقات كان ينوب النبي (ص) عندما كان النبي (ص) في رحلات إلى خارج المدينة المنورة.

جواب الشبهة 82

يمكن اعتبار المحاور التالية هو  هدف المستشكل من طرحه لهذه الشبهة:

1 – يحاول ان يلقن المخاطب بهذه المعلومة بأنه واحد فقط من أئمة الشيعة قد عاصر وشاهد النبي (ص) في وقت  يلاحظ بأن إمامين آخرين (الحسن والحسين عليهما السلام) قد عاصرا وشاهدا النبي (ص).

2 – تؤكد الشبهة بأن بقية الأئمة (عليهم السلام) قد تمكنوا من نقل أحاديث و روايات النبي (ص) رغم عدم معاصرتهم ومشاهدتهم للنبي (ص) وفقط الإمام علي أبن أبي طالب الوحيد من بين الأئمة الذي شاهد وعاصر النبي (ص). 
أما ردنا علي الابهامات التي وردت في هذه الشبهة: 
1 – لقد بدأ النبي عيسى (ع) بالتكلم وهو صبي في المهد، وعرف نفسه بأنه رسول الله تعالى، وقال بأن الله سبحانه وتعالى أنزل عليه كتاب من السماء. 
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿29﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿30﴾ <سورة مريم>

2 – نرى من الضروري هنا ان نذكر بعض أقوال الصحابة وكبار علماء أهل السنة التي وردت بشأن منزلة الإمام علي أبن أبي طالب (ع) :
ألف – تقول أم المؤمنين عائشة بخصوص الإمام علي أبن أبي طالب: 
أما انه علي أبن أبي طالب أعلم الناس بالسنة النبوية، <طبقات الفقهاء أبو أسحاق شيرازي شافعي توفي عام 476 هـ ق. الجزء الأول الصفحة 42. طبع في مطبعة الرائد العربي بيروت الطبعة الأولى 1970 م.>
لو نفترض بأن الإمام علي (ع) عاجز لوحده عن نقل كل السنة النبوية، لكن وفق حديث عاشة فأن الإمام علي (ع) أعلم الناس (سواء الصحابة أو غيرهم) بأحاديث وسنة النبي (ص). 
ب – ينقل أبو أسحاق شيرازي شافعي خديثا بخصوص علم وفضيلة الإمام علي (ع)، ينقل قولا عن عمر بن الخطاب: (و روى الحسن بأن عمر (رض) جمع أصحاب النبي (ص) وبينهم الإمام علي (ع) ليشاورهم في بعض الأمور، فخاطب الإمام علي (ع) بالقول أنت أعلمهم وأفضلهم. 
ج – وقال أبن عباس نقلا عن النبي (ص): ( عندما كنت أجلس وأناجي الله سبحانه وتعالى كان يعلمني الله وكنت أنقل ما تعلمته إلى علي لأنني مدينة العلم وعلي بابها. <المصدر السابق>.
د – وكتب فخر الرازي من كبار علماء السنة وصاحب التفسير المعروف، كتبت عن الإمام علي (ع) بهذه الصورة: ومن اقتدى فی دینه بعلی بن أبی طالب فقد اهتدى، والدلیل علیه قوله (صلى الله علیه وآله وسلم): «اللّهمّ ادر الحق معه حیث دار.

4 – يشير المستشكل إلى ان الإمام علي (ع) لم يكن مرافقا للنبي (ص) بشكل دائم ومستمر، لذا وعلى خلفية ذلك ليس بمقدوره من نقل كل السنة النبوية إلى خلفه. في الرد على هذه الشبهة ونقلا عن كتب أهل السنة لم يكن أحد من الصحابة يصل إلى درجة ومنزلة الإمام علي (ع) في إطار رفقته وقربه من النبي (ص): 
ألف – يقول الحاكم النيشابوري نقلا عن أبي أسحاق: سألت قتم بن العباس (شقيق عبد الله بن الغباس)، كيف ورث الإمام علي أبن أبي طالب (ع) ميراث النبي (ص)؟ أجاب: لأنه أول شخص آمن بالنبي (ص) واكثرنا من أمضى وقته مع النبي (ص). <المستدرك على الصحيحين، كتاب معرفة الصحابة (31) الباب 1823، الحديث 4690. طبع في مطبعة دار المعرفة 1418 هجري. > 
بالتأكيد كلما زاد وقت هذه الرفقة وجديتها، زادت بركات الرفقة للمرافق. 
ب – يكتب الحلبي في سيرته الخاصة:
قال بعض المتأخرين من الصحابة" ... لم يشرك علي أبن أبي طالب بالله أبدا. لأنه رافق النبي (ص) وان الأخير أدبه ورباه كانه واحد من أولاده، فضلا كان يطيع النبي (ص) في كل أعماله. لذا فأنه ليس بحاجة إلى ان نقول بأنه قد أسلم". <سيرة الحلبي الجز الأول، الصفحة 384. طبع في دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثانية عام 1437 هجري. 
لقد كان الإمام علي (ع) برفقة النبي (ص) بشكل مستمر وكما يذكر هو أيضا في واحدة من خطبهة الفاصعة: " انَا وَضَعْتُ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ ومُضَرَ وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وآله- بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَة" <نهج البلاغة خطبة قاصعة 192>.
كذلك ورد في كتب السنة ما يقارب 500 رواية عن رفقة الإمام علي (ع) للنبي (ص)، وياتي ذلك في وقت رافق أبو هرير النبي (ص) قرابة العام وتسعة أشهر، وقيل بأنه جمع ما يقارب 5374، فكيف يمكن ذلك خلال هذه المدة القصيرة؟ 

ملخص الشبهة 83

هل ان علم النبي (ص) ومعارفه وصلت إلى كل المدن والمناطق الإسلامية من قبل الآخرين من دون الإمام علي (ع)؟

الشبهة 83
هل ان علم النبي (ص) ومعارفه وصلت إلى كل المدن والمناطق الإسلامية من قبل الآخرين ومن دون الإمام علي (ع)؟ فقد أرسل النبي (ص) كل من اسعد بن رزازة إلى المدينة و علاء بن خضرمي إلى البحرين و معاذ وابو موسى إلى اليمن و عتاب بن اسيد إلى مكة. فأين هو إدعاء الشيعة بأن غير الإمام علي (ع) لم يكن هناك شخص آخر ينقل أحاديث النبي (ص)؟

جواب الشبهة 83

يمكن القول بأن هدف المستشكل من هذه الشبهة تدور حول المحاور التالية: 
1 – تم نشر علم النبي (ص) إلى كافة المدن والمناطق الإسلامية من قبل إناس بغير الإمام علي (ع). على خلفية ذلك، لماذا يعتبر النبي (ص) الإمام علي (ع) خليفة له ولم يكن للأخير أي دور في نقل أحاديث وعلوم النبي (ص) إلى الآخرين؟ 
2 – بالاستناد إلى ما ذكر أعلاه، نقول بأن ادعاء الشيعة بأن علم النبي (ص) تم نقله  إلى الآخرين عن طريق الإمام علي (ع) وأهل بيته هو ادعاء باطل.

أما ردنا على الإبهامات الواردة في هذه الشبهة: 
1 – يشير الطبري في تاريخه إلى (معركة) وقعت في شهر رمضان في اليمن التي شارك فيها الإمام علي (ع) بأمر من النبي (ص) الذي كان غائبا عنها.  في وقت فشل خالد بن الوليد امن ان يكسب شخص واحد للإسلام في اليمن خلال مدة إقامته التي استغرت ستة أشهر في ذلك البلد. لكن حضور الإمام علي (ع) الذي كان بأمر من النبي (ص) أدى إلى ان تعتنق قبيلة حمدان واجدة من القبائل اليمنية الكبرى الإسلام في يوم واحد. <تاريخ الطبري الجزء الثاني الصفحات 131 – 132 طبع في دائرة المعارف في مصر (الطبعة الثانية).

2 – يذكر أبن سعد في كتاب الطبقات الكبرى: لقد سافر الإمام علي (ع) إلى اليمن مرتين، ومن خلال إشارته إلى مواجهة الإمام قبيلة (مدحج) في شهر رمضان للعام العاشر من الهجرة، كتب: وصل الإمام علي (ع) إلى مناطق تلك القبيلة ولما دعاهم إلى الإسلام لم يستجيبوا له، قام بمحاربتهم، ففروا من إمامه، وقام مرة أخرى بدعوتهم إلى الإسلام وجمع غنائم الحرب بالإضافة إلى صدقات نجران وفي موسم حج الوداع انضم إلى النبي (ص). <الطبفات الكبرى ابن سعد الجزء 2 الصفحات 154 – 155. طبع في مطبعة الخانجي القاهرة الطبعة الأولى 1421 هجري>.

3 – يقول احمد بن حنبل في مسنده ونفلا عن الإمام علي (ع) وفي معرض إشارته إلى سفره إلى اليمن بهدف القضاء، يكتب: أمر النبي (ص) ان أسافر إلى اليمن فقلت له: هل ترسلني إلى قوم هم أكبر مني سنا وأكثر تجربة، فقال النبي (ص): أذهب إلى هناك فأن الله تعالى يعلم بأنك أفصح لسانا وأقوم قلبا. <مسند ابن حنبل الجزء الأول، الصفحة 435، الحديث 1355، طبع في دار الكتب العلمية بيروت عام 2008م الطبعة الأولى>. 

ملخص الشبهة 84

لم يكن الشيعة قبل الإمام جعفر الصادق (ع) على علم بمناسك الحج وأصول الحلال والحرام، على هذا الأساس كيف كانت الشيعة تؤدي مناسكها قبل الإمام الصادق (ع)؟

الشبهة 84
"يذكر الشيعة في كتبهم بأن علم الحلال والحرام ومناسك الحج وصلت إليهم عن طريق الإمام جعفر بن محمد الباقر" بعبارة لم تصل إليهم أية علوم عن طريق الإمام علي بن أبي طالب (ع)؟! لذا م تكن الشيعة قبل الإمام جعفر الصادق (ع) على علم بمناسك الحج وعلم الحلال والحرام، على هذا الأساس كيف كانت الشيعة تؤدي مناسكها قبل الإمام الصادق (ع)؟

جواب الشبهة 84

يهدف المستشكل في هذه الشبهة إلى طرح الموضوعات التالية:

1 – يسعى إلى تلقين المخاطب بان الأعمال والمناسك الإسىلامية التي كانت الشيعة تطبقها إلى زمن ما قبل الإمام محمد الباقر والتي لم تنقل عن النبي (ص) هي غير صحيحة. 
2 – وكيف يمكن إثبات صحة ما نقله محمد الباقر عن النبي (ص) صحيحة في حال نعلم بأن النبي قد توفي في العام 11 للهجرة وان ولادة محمد الباقر كانت في العام 57 للهجرة؟ 
3 –  وأما بالنسبة للإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي تدعي الشيعة بأنه خليفة النبي (ص) ابن موقعه من الاعراب ولماذا لم ينقل أي خديث أو رواية عن النبي (ص) إلى اتباعه؟

أما ردنا على الإبهامات التي ةردت في هذه الشبهة: 
1 – ان أهل السنة لم ينقلوا أحاديث نقلها الإمام الباقر (ع) عن النبي (ص) بل أنهم نقلوا مناسك الحج عن الإمام الباقر (ع). <سنن أبي داود الجزء الثاني، كتاب المناسك باب حجة النبي (ص) الصفحات 48  - 52 الأحاديث : 1905 ، 1906 ، 1907 ، 1909. ءبع في دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1416 هجري. وكذلك كنت منها الجامع الكبير للترمذي الجزء الثاني الصفحة 168 الباب 6. الحديث 118 . طبع في مطبعة الغرب الإسلامي الطبعة الأولى عام 1996م>. 
الطريف ان مسلم في صحيحه يذكر فقط حديثين وهما الحديثين اللذين نقلهما عن الإمام الباقر (ع). صحيح مسلم الجزء الاول، كتاب الحج باب حجة النبي (ص)الصفحة 556، الاحاديث 147 و148. وكذلك الأحاديث 149 و160 من الباب 20. طبع في الطيبة الطبعة الأولى عام 1437 هجري>. 
لذا وبالاستناد إلى ما تم ذكره من مصادر في هذه الكراسة لأهل السنة يبدو بأن السنة أنفسهم لا يعلمون شيئا عن مناسك الحج بل ان كل ما يعلمونه نقلوه عن الإمام محمد الباقر(ع) الإمام الخامس للشيعة والذي نقل أحاديث كثيرة.

2 – لو سعى السنة إلى ان يتمسكوا بحجة الفاصلة الزمنية بين النبي (ص) والإمام الباقر (ع)، فأنهم في معرض الشك أكثر من غيرهم، لأن علمائهم الذين نقلوا الأحاديث  لهم مسافة زمنية بعيدة جدا عن النبي (ص) وهنا نشير إلى نماذج من ذلك: 
ألف – النعمان حنيفة بن أبو ثابت (80 – 150 هجري) إمام الحنفية والذي ولد بعد النبي بقرابة 70 عاما. 
ب – مالك أبن أنس (93 – 179 هجري) وأنه ولد بعد النبي ما يقارب 80 عاما. 
ج – محمد ابن ادريس الشافعي (150 – 204 هجري) إمام الشافعية وأنه ولد بعد النبي (ص) ما يقارب 140 عاما. 
د – احمد بن حنبل (164 – 241 هجري) إمام الحنبلية وأنه ولد بعد النبي ما يقارب 150 عاما.

3 – في الختام وخلافا لمزاعم المستشكل، نشير إلى انه ليس الشيعة وحدهم نقلوا روايات عن الإمام علي علي (ع) بخصوص الحلال والحرام ومناسك الحج (كتاب وسائل الشيعة الشيخ الحر العاملي الجزء الخامس) بل ان علماء أهل السنة الكبار أيضا نقلوا روايات عن الإمام علي (ع) بخصوص الموضوعات أعلاه ومنهم : 
ألف – حكم لحم الصيد  للشخص للمضطر. <سنن أبي داود الجزء الثاني كتاب المناسك الباب 2 لحم الصيد للمضطر حديث 1849 طبع في دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1416 هجري>. 
ب – خكم ؤمن الحج الواجب. < الجامع الكبير للترمذي الجزء 2 الصفحة 167 الباب 5 الحديث 814. طبع في دار الغرب الإسلامي الطبعة الاولى عام 1996 م>. 
ج – حكم الإحرام قبل الميقات. < السنن الكبرى البيهقي الجزء الخامس كتاب الحج الباب 5 الصفحة 45الحديث 8938 طبع في دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثالثة 1434 هجري>.
د – حكم الكراهة ونهي الناس عن الكراهة. < سنن نسائي كتاب الزينة الصفحة 518 الحديث 5049 طبغ بيت الأفكار الدولية وكذلك في كتاب الجامع الكبير للترمذي الجزء 2 الصفحة 246 الباب 75 الحديث 914 طبع في دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى عام 1996 م.

4 – تعتقد الشيعة بأن أقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) هي عين أقوال النبي (ص) لأن كل إمام أخذ العلم ووفق الإرادة الإلهية من سلفه من الأئمة وان هذا العلم منبعه علم النبي (ص).

ملخص الشبهة 85

بقول علماء الشيعة، إذا تشرف شخص بإعتناق دين الإسلام في زمن إمامه فأنه سيكون في أعلى درجة من العدالة والصداقة، على هذا الأساس، لماذا لا يحكمون بمثل هذا الحكم على المعاصرين للنبي (ص)؟

الشبهة 85
تطرح الشيعة موضوعات متناقضة في مضامينها، في هذا الإطار يقول شيخهم الممقاتي: " إذا تشرف شخص بإعتناق دين الإسلام في إمامة صاحب الزمان فأنه سيكون في أعلى درجة من العدالة والصداقة. على خلفية ذلك نقول لهم، لماذا لا تحكمون بمثل هذا الحكم على المعاصرين للنبي (ص)؟

جواب الشبهة 85

يحتمل ان يكون هدف المستشكل من طرح الشبهة أعلاه الإثبات على صحة الموضوعات التالية: 
1 – يحاول ان يقول بأن منزلة النبي (ص) لدى الشيعة هي أقل سقفا من منزلة إئمتهم. لأنهم يخاطبون من رأى إمام زمانهم بالعادل والصادق لكن ذلك – حسب اعتقادتهم – لا ينطبق على المعاصرين للنبي (ص). 
2 – لأن النبي (ص) هو ولي الأئمة، لذلك فأن أي شخص رأى النبي (ص) هو عادل وصادق، لذا يستنتج بأن جميع الصحابة المعاصرين للنبي (ص) يتصفون بالعدل والصداقة.

أما ردنا:
1 - ان رؤية النبي (ص) والإمام من قبل الآخرين لا يمكن اعتباره دليل على صداقة وعدالة أولئك الذين شاهدوهم.  لأن العديد من المنافقين والكفار والمشركين قد عاصروا النبي (ص) وكذلك الأئمة لذا فأن الشيعة لا تعتقد أبدا بصحة هذا الإدعاء.

2 – ان مقارنة  رؤية النبي (ص) مع رؤية صاحب الزمان (عج) لا تعتبر مقارنة صحيحة، حيث ان العديد من المنافقين والكفار والمشركين قد رؤوا النبي (ص) أما صاحب الزمان ولأنهم غائب عن الانظار فأن رؤيته يعتبر خير وبركة، لأن صاحب الزمان له قدرة رؤية أي شخص يريد سواء ان كان مسلما أو كافرا أو منافقا أو .... لكن الناس وفي زمن الغيبة الكبرى لا يستطيعون رؤية صاحب الزمان في أي وقت يشاؤون.  

3 – في المسألة التي طرخها المرحوم ممقاني في كتابه وتطرق المستشكل إلى جزء منها مشيرا إلى ان الإمام حسن العسكري (ع) قد أخفى الإمام الحجة صاحب الزمان عن الأنظار خوفا من بطش المستكبرين والحكومة الجائرة في ذلك الزمن. وان قراره بأن يري احمد بن اسحاق صاحب الزمان وذلك لأن الأخير من المقربين والخواص للإمام العسكري (ع) وان قصد ممقاني كان الجور والظلم الذي اتصفت به حكومة ذلك العهد هو سبب إخفاء إمام الزمان عن الانزار وليس ان كل من يراه سيتصف بصفات عالية تتحلى بالعدل والصداقة. (لكسب العلم حول رؤية احمد بن اسحاق للإمام صاحب الزمان الرجوع إلى كتاب بحار الأنوار الجزء 52 كتاب الحجة (عج) الباب 18 الصفحة 24 الحديث 16 طبع في ىار إحياء الكتب الإسلامية الطبعة الأولى عام 1358 الإيراني. 

ملخص الشبهة 86

الشيعة يرفضون روايات أصحاب النبي (ص)، فلماذا يقبلون روايات بعض الشيعة الذين اعتقدوا ببعض إمتهم منهم الفطحية والوافقيةوالناوسية و...؟

الشبهة 86
الشيعة يرفضون روايات أصحاب النبي (ص)، فلماذا يقبلون روايات بعض الشيعة الذين اعتقدوا ببعض إمتهم منهم الفطحية والوفقيه والناوسية و...؟

جواب الشبهة 86

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل من طرح هذه الشبهة:
في ان يستنتج بأن الشيعة هبطت منزلة الصحابة وبأقل من كثير من منزلة إمتهم، بعبارة لا تعتبر بوجود منزلة للصحابة و روات أحاديث نبي الإسلام (ص).

أما ردنا:
1 – ان علماء  الشيعة تقبل الأحاديث المروية من إناس معتمدين، بعبارة مقبولية الراوي هو أهم من الأحاديث التي ينقلها. وبالتأكيد مشروط بأن لا تخالف الآيات القرآنية، وليس مشروط ان يكون من أهل البيت (عليهم السلام)  وليس هناك أية إشكالية في ان يكون الراوي من الفطحية أو الوقفية أو الناوسية وغيرها.<في هذه الأرضية يمكن الرجوع إلى كتاب دائرة المعارف الفقه المقارن ج 1 ص 311 طبع في مطبعة الإمام علي بن أبي طالب (غ) في مدينة قم عام 1437 هجري. >

2 – هنا وجدنا من الضروري ان نطلع على الفرق الدينية التي أوردها المستشكل في شبهته: 
ألف – الفطحية الذين يقولون ان الإمامة انتقلت من الإمام الصادق (ع) إلى نجله عبد الله. لان الإمامة بزعمهم يجب ان ينتقل من الأب إلى الأبن الأكبر، حيث اعتبرت الشيعة هؤلاء من الرافضين. 
ب – الواقفية التي تعتقد بأن الإمامة قد انتقلت من الإمام جعفر الصادق إلى نجله الإمام موسى بن جعفر (ع) لكنهم يظنون بأن الإمام موسى بن جعفر (ع) هو الإمام الغائب، حيث اعتبرت الشيعة هذه الفرقة بأنها منحرفة. 
ج – الناووسية تعتقد بأن الإمام  جعفر الصادق (ع) لا زال حيا وهو الإمام الغائب المنتظر، وأيضا اعتبرت الشيعة هذه الفرقة منحرفة وضالة. <لبحث أكثر بخصوص هذه الفرقة يرجى الرجوع إلى كتاب كليات الرجال آية الله جعفر سبحاني ص:408 و409 و412. طبع مؤسسة النشر اللآسلامي الطبعة السادسة 1435 هجري.>

3 – وهنا نشير إلى كتاب (سفينة الرجال)  حيث نقل المستشكل منها بعض النماذج: 
فقد تطرق المستشكل إلى روات الحديث ابتدا من الصحابة والمقربين وحتى الروات في زمن الإمام العسكري (ع) إلى روات الحديث في زمن الغيبة الصغرى. واحد من هؤلاء الروات هو علي بن أسباط الكوفي، حيث يشير الكاتب في كتابه أعلاه إليه ويقول بن بن أسباط لم يستفم في حياته حيث ولد وهو فطجي. بعبارة ان الكاتب يغتفر بن علي بن الأسباط هو من الرواة الموثقين، على هذا الأساس ذكر اسمه من ضمن روات الجديث. < رجال السفينة الشيخ طوسي الرواية 358 ص 464 طبع في مؤسسة النشر الإسلامي الطبعة الأولى 1437 هجري. 
وكذلك كتب المرحوم ممقاني في كتاب (تنقيح المقال) عن رواى الحديث الفطحيين" صحيح انهم فطحيين ويعتقدون بآراء فاسدة وخاطئة إلا أنهم روات أحاديث مطمئنين ومعتمدين. ويشير إلى روايات توثق الاعتماد على هؤلاء ويقول ان توثيقهم هي بمثابة الحجة لنا. < تنقيح المقال الشيخ عبد الله ممقاني ج1 ص 488 طبع في دار احياء التراث الطبعة الأأولى عام 1431 هجري. >

ملخص الشبهة 87

تقول الشيعة بأن كتاب الشيعة تم عرضه على إمام زمانهم (الغائب) الذي أعلن بأن بأن هذا الكتاب هو كافي لشيعتنا، فلماذا لم يشر إمام زمانهم إلى الروايات والأحاديث الضعيفة التي ورىت في هذا الكتاب؟

الشبهة 87
يعتقد العديد من علماء الشيعة بأن بعض روايات كتاب الكافي للكليني كانت ضعيفة وبعضها صحيحة تقول الشيعة. من جهة أخرى تدعي الشيعة بأن هذا الكتاب تم عرضه على إمام زمانهم (الغائب) الذي أعلن بأن هذا الكتاب هو (كافي لشيعتنا)، فلماذا لم يشر إمام زمانهم إلى الروايات والأحاديث الضعيفة التي ورىت في هذا الكتاب؟

جواب الشبهة 87

يمكن القول بأن هدف المستشكل هو مشاهدة الموضوعات التالية من خلال هذه الشبهة:
1 – كيف يمكن الاعتماد والوثوق بروايات الشيعة بعد رؤية الكثيؤ من التناقضات في أقوالهم؟
2 – يدعون بأن لديهم كتاب هو كافي لكل المسائل.

وأما ردنا: < في الرد على هذه الشبهة تم الاستفادة من مصادر الموقع al-shia.blog.ir>

1 – ان يقول المستشكل بأن عدد من علماء الشيعة يعتقدون بوجود روايات صحيحة وضعيفة في كتا الكافي فهو أمر صحيح، لكنه في استمرار كلامه يقول بأن الشيعة قد عرضت الكتاب على صاحب الزمان وقال الأأخير بأن هذا الكتاب هو كافي لشيعتنا، فهو أمر غير صحيح.

2- ان الموضوع الذي نقله المستشكل من كتاب الكافي هي من مقدمة الكتاب للدكتور حسين علي المحفوظ في صفحته 25 : 
" يعتقد بعض علماء الشيعة ان هذا الكتاب تم عرضه على الإمام صاحب الزمان الذي استحسنه وقال بأنه كافي لشيعتنا" إلى هنا يتضح بأن المستشكل قد استند على مقدمة الكتاب (والتي لم تكتب من قبل المرحوم كليني نفسه) لذلك لا يمكن الاعتماد على قول بعض العلماء لأن هذه العبارة (بعض العلماء) مجهولة ولا تشير إلى هوية أولئك العلماء المعتقدين بعرض الكتاب على صاحب الزمان (عج) وفي حالة عدم الإشارة إلى هويتهم فأن الموضوع مرفوض وغير موثق.

3 – ولو افترضنا بأن هذا الأمر قد صدر من الإمام صاحب الزمان (عج) لما كان يحق لعلماء الشيعة ان يؤلفوا الكتب من بعد كتاب الكافي، لأن هذه الجملة (الكافي لشيعتنا) ستبطل كافة الكتب التي تكتب من بعده. ويأتي في وقت نرى شيوخ السلف كالصدوق الذي عاصر تقريبا كليني والشيخ مفدي والشيخ طوسي بأنهم ألفوا الكتب والتي تعني بعدم قبولهم لرواية الكافي لشيعتنا، فكيف يمكن ان نعتبر هذه الرواية بأنها موثقة؟

4 – يعتقد بعض المحققين في ان الفهم العام والخاطئ لهذه العبارة  قد تم استنتاجها من حديث ورد في كتاب عيون الأخبار للشيخ مفيد:
( حدثنا جعفر بن محمد بن عماره عن أبيه، قال حضرت عند جعفر بن محمد الباقر (ع) فدخل عليه رجل سأله عن "كهيعص" فقال عليه السلام كاف كاف لشيعتنا هاء هاد لهم ياء ولي لهم عين عالم بأهل طاعتنا صاد صادق لهم وعدهم حتى يبلغ المنزلة التي وغدها أياهم في بطن القرآن).  <معاني الأخبار الشيخ صدوق ص 38 الحديث 6 طبع في دار المعرفة بيروت عام 1399 هجري>
ملاحظة: 
ان عبارة (كاف لشيعتنا) مأخوذة من تفسير الإمام الصادق (ع) للكلمات (كهيعص) الواردة في القرآن الكريم، لكن بمرور الزمن والفهم الخاطئ لبعض الناس البسطاء تم اعتبارها الكافي لشيعتنا ونسبت إلى الإمام صاحب الزمان (عج).
وحاليا نرى من الضروري التحقيق في أقوال علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين للتضح الصورة بشكل اكثر شفافية و إبطال انتساب عبارة (الكافي لشيعتنا) للإمام صاحب الزمان (عج): 
1 – العلامة المجلسي (رض) واحد من كبار علماء الشيعة يعتبر انتساب هذه العبارة إلى الإمام صاحب الزمان (عج) باطلة. 
(يقول بعض المبطلين والكاذبين بأن كتاب الكافي تم عرضه على الإمام صاحب الزمان (عج) حيث ان كليني كان واحد من النواب الأربعة للإمام، أما أصحاب العقول النيرة فأنهم يرفضون هذا الموضوع ويعتبرونه خارج العقل والمنطق). < مرآة العقول علامه مجلسي ج1 ص 22. طبع في دار الكتب الإسلامية 1404 هجري>. 
2 – أما العالم الشيعي الكبير الآخر (محدث نوري) فقد رفض بشكل قاطع عرض كتاب الكافي على الإمام صاحب الزمان (عج) وقال: ليست هناك رواية موثقة تؤكد بأن هذا الكتاب قد تم عرضه على الإمام. <خاتمة مشترك الوسائل المحدث نوري ج 1 ص 39 . طبع في مؤسسة أل البيت لإحياء التراث الطبعة الأولى 1429 هجري>. 
3 – يقول العلامة العسكري في كتابه (معالم المدرستين): ان العبارة المنسوبة للإمام المهدي (عج) بأن كتاب الكافي هو كاف لشيعتنا غير صحيحة بسبب عدم معرفة قائلها والذي رواها وان كتاب الكافي في مكتبة الشيعة كغيره من الكتب الأخرى معتبرة لدى الشيعة منها كتاب من لا يحضره الفقيه ومدينة العلم والتهذيب والاستبصار وبحار الأنوار و وسائل الشيعة و جامع أحاديث الشيعة حيث ان كل هذه الكتب تءكد على باطل عبارة الكافي لشيغتنا. < معالم المدرستين العلامة العسكري ص 364 طبع في مركز الطباعة لمجمع أهل البيت الطبعة الاولى عام 1424 هجري>. 

ملخص الشبهة 88

يطلع الشيعة على أراء وأفكار إمام زمانهم (الغائب) عن طريق الحدس والظن معتبرين ذلك محورهم الأصلي في الدين، لكنهم يرفضون اعتبار وحدة وإجماع السلف معيار ومقياس لأعمالهم.

الشبهة 88
يقول مؤلف كتاب مصباح الفقيه: (ان الطريق للإجماع ان نكتشف حجة الولي عن طريق الحدس والظن) لذا يمكن القول بأن الشيعة يعلمون بأراء وأفكار إمام زمانهم (الغائب) عن طريق الحدس والظن معتبرين ذلك محورهم الأصلي في الدين، لكنهم يرفضون اعتبار وحدة وإجماع السلف معيار ومقياس لأعمالهم.

جواب الشبهة 88

يمكن ان تكون المحاور التالية هدف المستشكل من وراء طرح هذه الشبهة: 
ان اجماع الشيعة مبنية على الحدس والظن ولا يعلم صدق هذا الموضوع هل ان اجماع الشيعة هي حقيقة موجودة أم لا؟ أما اجماع السلف والتي يعترف الشيعة بوجودها أيضا حقيقة واضحة وخرجت في حينه بانتخاب الخليفة.

وأما ردنا:

1 – في النص ورد،  قال المستشكل بأن اجماع الشيعة بالإمام ناجم عن الحدس والظن، لكن هذا ليس هو موقف الشيعة بل الإجماع هو الذي يكشف  موقف ورأي المعصوم هو المقبول.بعبارة ان الإجماع هو كشف رأي وموقف المعصوم وفي غير ذلك مرفوض، في استمرار البحث نتطرق إلى موقف ورأي فريقين بهذا الخصوص. 
2 – اولا ، الاجماع خاص وحصري بزمان غيبة الإمام وان بقية المعصومين قد تم تعينهم من قبل الله سبحانه وتعالى، وحتى ان النبي (ص) لم يتدخل في هذا الامر بل اقتصرت وظيفته على إبلاغ الأمر. لذلك ليس من الضروري ان يكون هناك ادماع بخصوص تعين الإمام (حول تعيين الإمام الرجوع إلى سورة البقرة الآية 124). 
3 – في نص الكتاب استفيد من عبارة (الحدس) وليس (التخمين) الجدير بالذكر ان القصد من عبارة الحدس ليس المعنى اللغوي بل معنى المصطلح الواردة في الأصول الإسلامية والتي تعني الإجماع الحدسي. <مصباح الفقيه رضا الهمداني ج2 الصفحات 436 – 437. طبع منشورات مكتبة النصر. >
وفي الختام نشير إلى آراء علماء الشيعة والسنة حول عبارة الإجماع حيث ان الإجماع بالمعنى اللغوي تعني الاتفاق وأما معنى المصطلح الاتفاق في وجهات النظر افقهاء الإسلام حول حكم شرعي. <أشنائي با ابواب فقه نعمت الله يوسفيان ص 112 طبع في اللجنة الثقافية التابعة لحرس الثورة الإسلامية عام 1379 شمسي>. 
كذلك وضع السنة تعاريف متعددة لعبارة الإجماع منها (اجماع تمام متفقان) بعد رحلة النبي (ص)  و(اتفاق أهل المدينة) و(اتفاق أهل مكة) و (اتفاق الحرمين). 
والسؤال المطروح: كيف يمكن لهذا الاتفاق غير الموحد وفق التعاريف المحتلفة للإجماع ان يكون قادرا على عرض الحكم الإلهي؟ بالإضافة ان هذا الاتفاق يأتي  مع وجود (الكتاب والسنة) وحتى ان البعض اعتبر الاتفاق فوق هذين الموضوعين، فهل يمكن التوصل إلأى الحكم الإلهي عن طريق الاتفاق؟

رأي الإمامية في الإجماع:
حسب وجهة نظر علماء الشيعة لا يمكن للإجماع ان يكون برهانا مستقلا على الحكم الشرعي، إلا في حالة ان يكون كاشفا لرأي المعصوم، لأنه: 
أولا: اتفاق وجهة نظر الفقهاء الذين يعتبرون أنفسهم من اتباع المعصوم فهم لا يقولون كلام غير مستدل بل يأتي  في سياق عداي لكلام المعصوم. 
ثانيا: مع اتفاق وجهة نظر الفقهاء نصل إلى الجدس اليقيني حول رأي المعصوم لأنه في حالة ان يصدر فقيه فتوى فأنها وحسب الحدس والتخمين تكون سائرة وجارية لبقية الفقهاء. 
ثالثا: في الوقت الذي نفتقر فيه إلى الأدلة والبراهين يمكن اعتبار اتفاق وجهات نظر الفقهاء معتبرة ومقبولة وتبين لنا بأن الموضوع سواء وصل عن طريق وسطاء أو غيرهم فهو منقول عن المعصوم. حتى ان بعض العلماء بنوا وصول الموضوع إلى بقية العلماء على هذا الأساس. 
الجدير بالذكر، عندما يؤكد علماء الشيعة على الإجماع الحدسي فأن ذلك لا يعني الظن والشك بل تعني العلم واليقين الناتجة عن الحس. < دائرة المعارف الفقه المقارن آية الله مكارم شيرازي طبع مطبعة مدرسة الإمام علي بن أبي طالب الطبعة الأولى عام 1437>. 

ملخص الشبهة 89

في واحدة من القضايا يقر (أبن بابويه القمي) بوحدة واجماع السلف، لكنه يعود ويقول بأن خلاف تلك الوحدة والإجماع صحيح، فكيف يمكن التوثيق بهذا الشخص ونقل الروايات والأحاديث عنه؟

الشبهة 89
في واحدة من القضايا يقر (أبن بابويه القمي) بوحدة واجماع السلف، لكنه يعود ويقول بأن خلاف تلك الوحدة والإجماع صحيح، فكيف يمكن التوثيق بهذا الشخص ونقل الروايات والأحاديث عنه؟

جواب الشبهة 89

ان هدف المستشكل من طرح هذه الشبهة هو بيان المحاور التالية: 
ان علماء الشيعة عند طرحهم المسائل يبتلون بالتناقضات، لذا كيف يمكن التوثيق من أقوال إناس مصابين بالتناقض وقبول تلك الأقوال؟

وأما ردنا: 
1 – ان الموضوع الذي عرضه المستشكل قد طرح في كتاب (أحوال الحديث وجامع الرجال) للشيخ فخر الدين طريحي والذي نقله عن الشيخ الصدوق (رض).

2 – يحتمل ان الشيخ الصدوق على ضوء بعض الشواهد والقرائن التي بحوزته،  اعتبر ان إصدار حكم حول موضوع معين يحوز على الإجماع. لكن مع مرور الزمن واكتمال العلوم فهم خطائه مخالفا حكم الإجماع الذي أصدىره سابقا. ان هذه الموضوعات التي تعتمد على الاستنباط الفقهي وتصدر من إناس غير معصومين يعتبر أمر عادي وليس لها علاقة بالاغتقادات. <نقل بالكامل عن الحديث 1106 Hajj.ir>

3 – لقد كان الشيخ صدوق احد علماء عصره وله منزلته الخاصة لكن مقامه لا يمكن مقايسته بمقام خليفة النبي (ص). وان الانتقاد الذي وجهه المستشكل للشيخ هو بخصوص الإجماع الخارج عن القرآن والسنة والتي تم تناوله في الشبهة السابقة.

4 – هنا نشير كيف ان المستشكل ينتقد قضية اجماع لشيخ لم ير النبي (ص) في حياته ولم يكن خليفة له. لكنه يتجاهل هذا الأمر بالنسبة للخلفاء الذين يعتقد بهم وأنهم سلكوا خلافا لآيات القرآن في تعيين الخليفة و أورىتها كتبهم الدر المنثور للسيوطي وتفسير القرآن الكريم لأبن كثير الدمشقي. <  الدر المنثور السيوطي ج 13 ص 223 ذيل الأية 15 سورة الاحقاف. طبع مطبعة الحجر للدراسات العربية والإسلامية القاهرة الطبعة الأولى عام 1434 هجري>. < تفسير القرآن العظيم ابن كثير الدمشقي ج2 ص 280 ذيل الآيتين 15 و16 سورة الاحقاف طبع دار الطيبة للنشر الرياض الطبعة الأولى عام  1424 هجري. 
أما ما هي تلك المسألة: 
حكم الخليفة الثالث بخصوص أمرأة ولدت طفل يبلغ ستة أشهر. < الدر المنثور السيوطي ج 13 ص 223 ذيل الأية 15 سورة الاحقاف. طبع مطبعة الحجر للدراسات العربية والإسلامية القاهرة الطبعة الأولى عام 1434 هجري>.
يروي بعجه أبن عبد الله :
تزوج رجل من قبيلتنا أمرأة من جهينه والتي أجنبت له ولد يبلغ الستة أشهر من عمره، ق
م شكوى إلى عثمان وأخبره بالقصة وأمر الأخير برجم المرأة. 
غلم الإمام علي (ع) بالموضوع وذهب إلى عثمان وقال ألا تعلم ان الحمل والرضاعة مجموعهما 30 شهرا وحسب القرآن الكريم: 
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿15﴾ الاحقاف 
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿233﴾ البقرة
بعد ذلك خاطب  عثمان الإمام علي (ع) قائلا أنه لم يكن على علم بالموضوع وأمر بإعفاء تلك المرأة من حكم الرجم . وقبل ذلك أخبرت تلك المرأة اختها بأن أي رجل عير زوجها لم يمسها حتى ان الطفل كبر وعاش بشكل عادي. 
إذا لم تتعجب نقوب يأن المدعين بخلافة المسلمين (عثمان) لا يعلمون كثيرا من آيات القرآن وأصول الدين فكيف علينا ان ننتق
علماء يرون معظم روايتهم وفق الإجماع الحدسي. ولماذا لا يشير المستشكل إلى أحكام الخليفة الثاني عمر الذي أمر برجم النساء اللاتي يلدن اطفال اعمارهم الستة أشهر؟ كما ورد في الجزء 6 ص 120 كيف ان الإمام علي (ع) وابن عباس وقفوا أمام هذه الأحكام. 
وعلى سبيل الفرض بأن عمر قد نسي الأيتين المذكورتين أعلاه فعلى ضوء أية استنتاجات أمر بالرجم ؟ فهل يصلح هذا ان يكون خليفة للنبي (ص)؟ <قصة أحكام الخليفة الثاني الدر المنثور للسويطي ج2 ص 233 ذيل الأية 15 من سورة الاحقاف>. 

ملخص الشبهة 90

إذا اختلفت الشيعة بخصوص مسألة أو قضية وكان هناك رأيين، رأي معروف ناقله ورأي مجهول ناقله، فأنهم سيأخذون بالرأي المجهول ناقله لأنهم يظنون بأن هذا الرأي منقول عن إمتهم.

الشبهة 90
إذا اختلفت الشيعة بخصوص مسألة أو قضية وكان هناك رأيين، رأي معروف ناقله ورأي مجهول ناقله، فأنهم سيأخذون بالرأي المجهول ناقله لأنهم يظنون بأن هذا الرأي منقول عن إمتهم. يأتي ذلك في وقت انتقد الشيخ الحر العاملي وهو أحد شيوخ كبار الشيعة هذا السلوك.

جواب الشبهة 90

المحاور التالية هي هدف المستشكل من بيان هذه الشبهة: 
1 –  في بعض المسائل يتبع الشيعة أشخاص مجهولي الهوية وغير معروفين. 
2- يطرح علماء الشيعة مسائل لا تتصف بقوة بنائها الشرعي. 
على هذا الأساس، كيف يمكن الوثوق بهؤلاء وقبول كلامهم؟

وأما ردنا: 
1 – ان ما نقله المستشكل من كتاب (مفتبس الأثر) عبارة عن توضيح حول عبارة (الإجماع) وهنا نشير إلى ان ذلك لم يكن موضوعا خاصا بل مجرد آراء لبعض العلماء حول هذه العبارة.

2 – ليس الأمر بهذه الصورة في أنه لو كان هناك رأيين، فأن الشيعة تختار الرأي الذي قائله مجهول وغير معروف. ان الإجماع المقبول من الشيعة هو الذي يعتبر كاشفا لنظر المعصوم (ع)  وغير ذلك لا يعتبر الأمر حجة بالنسبة للشيعة، لذا فأن الشيعة يفبلون بإجماع قد كان كاشفا لرأي المعصوم. 
الجدير بالذكر هناك بعض علماء الشيعة الذين لا يقبلون بمبدأ الإجماع منهم الشيخ حر العاملي الذي رفض في كتابه الأثر المسبوق الإجماع بالاستناد إلى جديث الإمام الصداق (ع) الذي ورد في كتاب (روضة الكافي).  عندما ذكر بأن الإجماع هو من صنع السنة بهدف بهدف غصب الخلافة، بالطبع اننا لم نعثر على هذا الحديث في كتاب روضة الكافي. 
لذلك فأن المستشكل قد انتقد المرحوم الشيخ الحر العالمي لأصل الإجماع وليس الشيعة الذين يهدفون من وراء إجماعهم كشف رأي المعصوم وكذلك فأن الشيعة لا تقبل إجماع يصل إلى موقف وهو مخالف للسنة والشريعة.